رغم أن أعضاء في مجلس محافظة كركوك يؤكدون أن تهديدات تنظيم داعش للمدينة لم تعد موجودة، خاصة بعد العمليات العسكرية الأخيرة لقوات البيشمركة في جنوب المحافظة التي أسفرت عن تحرير مساحات واسعة من القرى من سيطرة التنظيم، فإن القادة الأمنيين في المحافظة يربطون نسبة مخاطر «داعش» عليها باستمرار وجوده في قضاء الحويجة جنوب غربيها، بينما كشف مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «داعش» يشكل خطرا على مناطق جنوب المحافظة من خلال امتلاكه صواريخ «غراد» التي تستطيع أن تصل إلى أهداف على بعد نحو 30 كيلومترا.
وقال العميد سرحد قادر، قائد قوات شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك، إن تنظيم داعش «لا يزال موجودا في قضاء الحويجة ونواحي الرشاد والرياض والعباسي والزاب، وهناك مسلحون أجانب وسيارات مفخخة، وقضاء الحويجة تابع لكركوك، وبالتالي فإن التنظيم لا يزال يشكل خطورة على كركوك، لكن هذه الخطورة ليست مثلما كانت عليه من قبل حينما كان التنظيم يسيطر على ناحية الملتقى وعلى القرى الواقعة في أطراف قضاء داقوق وكان يهاجم المدنين وقوات البيشمركة في بصواريخ (كاتيوشا) وقذائف (هاون)».
من جهته، بين المقدم بولا دلو، مسؤول قوات الآسايش (الأمن الكردي) في قضاء داقوق (جنوب كركوك) أن خطورة «داعش» الآن «تكمن في امتلاكه صواريخ (غراد) التي يصل مداها إلى نحو 30 كيلومترا، حيث هناك مخاوف من استخدام التنظيم تلك الصواريخ في قصف القرى التابعة لداقوق، وهذه الصواريخ حصل عليها التنظيم من مخازن الجيشين العراقي والسوري ومنها ما يصنعه محليا».
وكشف دلو عن اعتقال قوات الأمن الكردية «12 مسلحا أثناء محاولتهم التسلل من خلال العوائل العربية الهاربة من المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم إلى داخل داقوق بعد أن حلقوا لحاهم، وهؤلاء المسلحون شاركوا جميعهم مع التنظيم في معاركه ضد البيشمركة في قرى داقوق وطوزخورماتو، واعترفوا بذلك، وما زالت التحقيقات مستمرة معهم».
من جانبه، قال نائب مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، عاصي علي، إن «داعش» لم يعد قادرا على مواجهة البيشمركة.. «فقوات البيشمركة تمكنت خلال المدة الماضية من تحرير مساحات واسعة منه في جنوب كركوك، ولم يبق في حدود قضاء داقوق سوى قرية بشير خاضعة لسيطرة التنظيم، وتستطيع قوات البيشمركة تحريرها، إلا أن ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المتمركزة بالقرب منها لا تسمح للبيشمركة بالتقدم باتجاه القرية ذات الغالبية التركمانية الشيعية، وفي الوقت ذاته لا تستطيع هذه الميليشيات تحريرها».
بدوره، أكد النائب العربي في مجلس محافظة كركوك، جواد الجنابي، أن «قوات البيشمركة والقوات الأمنية الأخرى تمكنت من بناء سياج دفاعي قوي حول كركوك، واستطاعت التصدي لهذا التنظيم على مدى أكثر من عام، والدليل أن (داعش) لم يستطع خلال المرحلة الماضية، ورغم محاولاته الكثيرة، اختراق حدود كركوك، لذا لا توجد أي خطورة على المدينة».
في غضون ذلك، نفى مسؤول لجنة النفط والغاز في مجلس محافظة كركوك، أحمد العسكري، وجود أي خطر على المنشآت النفطية في المحافظة، وقال: «لم تعد هناك خطورة لتنظيم داعش على المنشآت النفطية في المحافظة، وليست هناك أي منطقة نفطية تحت سيطرة التنظيم في كركوك، لكن الأنابيب الناقلة للنفط من كركوك إلى بيجي تمر عبر المناطق الخاضعة له، وضخ النفط عبر هذه الأنابيب متوقف».
كركوك منقسمة حول خطر «داعش» بعد المكاسب الأخيرة لقوات البيشمركة
مجلس المحافظة أكد أن المنشآت النفطية مؤمنة
كركوك منقسمة حول خطر «داعش» بعد المكاسب الأخيرة لقوات البيشمركة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة