أكاديمي سعودي: الأبحاث لم تؤكد تورط الإبل في انتشار «كورونا»

عبد القادر الحيدر: الجدل لا يزال كبيرًا حول الأسباب ومصدر عدوى الفيروس

الإبل تختلف عن غيرها من المخلوقات في احتواء جسمها على جهاز مناعي متميز
الإبل تختلف عن غيرها من المخلوقات في احتواء جسمها على جهاز مناعي متميز
TT

أكاديمي سعودي: الأبحاث لم تؤكد تورط الإبل في انتشار «كورونا»

الإبل تختلف عن غيرها من المخلوقات في احتواء جسمها على جهاز مناعي متميز
الإبل تختلف عن غيرها من المخلوقات في احتواء جسمها على جهاز مناعي متميز

استبعد أكاديمي سعودي، تورط الإبل في نقل فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) إلى الإنسان، لا سيما أن الحديث انتشر في وسائل الإعلام التقليدية ومواقع والتواصل الاجتماعي عن المرض، خصوصا أنه يتمركز في دول الخليج بشكل خاص، وقد يكون قاتلا لعدم توفر العلاج الشافي للمرض، بل لم يتوصل العلم إلى تطعيم واقٍ، كما يحدث في أمراض فيروسية أخرى. وأمام هذه الرهبة التي أصابت الجميع وعدم المعرفة المتكاملة عن (بيولوجية الفيروس) تكاثرت الآراء عن تورط الإبل.
فيما أوضح الدكتور عبد القادر الحيدر المشرف على وحدة الأبحاث البيولوجية والطبية بجامعة الملك سعود، أن الأبحاث العلمية في جامعة الملك سعود لم تؤكد حتى الآن تورط الإبل في متلازمة «كورونا»، إلا أن الفحص المتأني والدقيق للدراسات المنشورة حديثا، بما في ذلك توصيات هيئة الصحة العالمية، وهى السلطة العليا عالميا والمعنية بمثل هذه الظواهر الحية التي تهدد صحة البشر على كل المستويات المحلية والإقليمية والعالمية أمر لا بد من دراسته للتوصل إلى معرفة آلية انتقال الفيروس ومصدر الإصابة به، لافتًا إلى أن أول حالة ظهور لفيروس «كورونا» كان في الأردن عام 2012م، ولا يزال الجدل كبيرًا فيما يتعلق بسبب ومصدر تلك العدوى.
وقال الحيدر في بحث أكاديمي، إن الإبل تختلف عن غيرها من المخلوقات في احتواء جسمها على جهاز مناعي متميز، وهي الوحيدة مع حيوان اللاما الذي يحتوى دمها على أجسام مناعية ذات شكل مختلف عن الإنسان، وتتكون من حلقة ثقيلة فقط (Heavy Chain Immunoglobulins) وهذا يجعل تلك الأجسام أكثر فاعلية في مقاومة الأمراض المعدية، مثل الحمى القلاعية وغيرها. ووجد أحد الزملاء في بحث شهادة الدكتوراه بعنوان «قابلية الإبل للإصابة بالحمى القلاعية» من معهد إنتاج المصل واللقاح بالعباسية بجمهورية مصر العربية، عدم قابلية الإبل للإصابة بالحمى القلاعية بعد حقنها بالفيروس حيث لم تظهر عليها آثار الحمى القلاعية، وفي الوقت نفسه تكونت أجسام مناعية مضادة للفيروس، ولكن عندما حقن عشر كمية الفيروس لعدد من الأبقار أصابها أعراض الحمى القلاعية وبعضها نفق جراء ذلك، فهذا التأثير قد يكون مشابها تماما لفيروس (MERS CoV) حيث وجد أن غالبية الإبل تحمل أجسامًا مناعية في دمها وحليبها وحتى بولها.
وكانت وزارة الزراعة بالسعودية، تستعد لإصدار تشريعات جديدة تكفل حظر التجمعات للإبل، القريبة من المجتمع السكني، وذلك بعد أن أكدت الوزارة، أمس، أن 3 في المائة من الإبل بالسعودية، هي مفرزة للفيروس «كورونا»، ولديها قابلية للانتشار، لا سيما أن «الزراعة» تعاني من عدم التزام بعض ملاك الإبل بالتوعية، وذلك بعد رصد 70 حالة إصابة بشرية ناتجة عن المخالطة بالإبل.
وحول العلاقة الزمنية بين ظهور حالات وباء كورونا ووجود الأجسام المناعية في الإبل بين الدكتور الحيدر أن فريقًا علميًا من هولندا ودولة الإمارات العربية وبريطانيا وجد أجسامًا مناعية ضد فيروس كورونا في مصل دم الإبل منذ عام 2003م، ولم تظهر أول حالة إصابة للإنسان إلا في عام 2012م، أي بعد نحو عشر أعوام من تاريخ الاكتشاف، وهذا يقودنا إلى أن الإبل حتى وإن كانت قد أصيبت بفيروس كورونا فقد تكون غير ناقلة له.
وأضاف أن غالبية المرضى المصابين بمتلازمة الشرق الأوسط هم من غير المخالطين للإبل، بل إنه حتى رعاة الإبل أو العاملون في المسالخ لم تظهر عليهم أعراض المتلازمة، أما ما وجده بعض الباحثين من عينات جمعت في السعودية بقيادة البروفسور الهولندي مولر، وأيضًا دراسة أخرى لعينات من دولة قطر تحت إشراف عالم الفيروسات روسكن أظهرت أن نسبة 56 في المائة من الرعاة والعاملين يحملون أجسام مناعية ضد المرض.
وتابع: «هناك دراستان، إحداهما من السعودية والثانية بحث مشترك بين جامعة الأحساء وكلية العلوم الصحية في هونغ كونغ، أكدتا أن انتقال الفيروس من الإبل إلى الإنسان أمر نادر جدا، وهذا ما يؤكده واقع العاملين، وكذلك ملاك الإبل من ندرة أصابتهم بـ(كورونا)»، مشيرًا إلى أنه من خلال دراسة حديثة مشتركة بين ثلاث جامعات (أيوا وتنسي في أميركا، وجامعة هونغ كونغ الصينية) وجد أنه يمكن باستخدام مصل دم الإبل الذي يحتوى على أجسام مناعية مضادة لكورونا إحداث المناعة السلبية.
وأشار الحيدر إلى أن الدراسات المنشورة في مجلات علمية وإلى هذه اللحظة لم تثبت أن العينات التي تم فحصها من دم الإبل وجود الفيروس في الدم، بل بالعكس فإن أكثر من 80 في المائة منها تحمل الأجسام المناعية المضادة والواقية من فيروس كورونا.
وأردف المشرف على وحدة الأبحاث البيولوجية والطبية بجامعة الملك سعود أن تطعيم الإبل أمر مرفوض علميًا حتى وإن تبنت بعض الجهات هذه الفكرة، إذ إن غالبية الإبل تكون حاملة للمضاد المناعي ضد باء كورونا، لذا فالتطعيم ليس منطقيا، متسائلاً: «كيف نطعم من تكون لديه مناعة؟»، كما أن شراء تلك الأمصال سوف يكون مكلفًا ماديًا.
ويضيف: «الدعوة لقتل الإبل مرفوضة بكل المقاييس العلمية، حيث لم تثبت جميع الدراسات المنشورة داخل وخارج السعودية أن الإبل تحمل الفيروس النشط، بل وحتى عملية انتقال الفيروس من الإبل للإنسان لم تثبت علميا وبشكل قاطع وغير متوقعة».
وفيما يتعلق بأكل لحوم الإبل قال: «أثبتت الدراسات عدم وجود فيروس كورونا النشط وكذلك عدم إصابة العاملين في المسالخ والجزارين بأي أعراض المرض، فهذا بحد ذاته دليل على سلامة تلك اللحوم». وبحسب الدراسات العلمية المنشورة في «مجلات علمية عالمية»، فإنه لم يثبت وجود فيروس كورونا النشط في دم أو حليب الإبل، كما أن وجود الأجسام المناعية في دمها لا يعني أنها مصدر من مصادر الإصابة بالمرض، وهذا ما يؤيده واقع الإصابات التي أغلبها (إن لم يكن جلها) حصلت مع مرضى لم يخالطوا الإبل، بل إن الرعاة والمخالطين «الأصحّاء» لم تحصل لهم إصابات تُذكر.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».