ناجيان من الإبادة الجماعية في رواندا يحولان مأساتهما إلى نجاح كبير في أميركا

المصممان التوأمان عادا إلى أفريقيا بعد 17 سنة لاستلهام أفكار لأحدث تصاميمهما

مصمما الأزياء التوأمان ليفي وريوبين يوي اللذان تمكنا من النجاة من الإبادة الجماعية في رواندا (أ.ب)
مصمما الأزياء التوأمان ليفي وريوبين يوي اللذان تمكنا من النجاة من الإبادة الجماعية في رواندا (أ.ب)
TT

ناجيان من الإبادة الجماعية في رواندا يحولان مأساتهما إلى نجاح كبير في أميركا

مصمما الأزياء التوأمان ليفي وريوبين يوي اللذان تمكنا من النجاة من الإبادة الجماعية في رواندا (أ.ب)
مصمما الأزياء التوأمان ليفي وريوبين يوي اللذان تمكنا من النجاة من الإبادة الجماعية في رواندا (أ.ب)

قال مصمما الأزياء ليفي وريوبين يوي، اللذان تمكنا من النجاة من الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، إنهما تطلعا إلى أفريقيا لاستلهام أحدث مجموعة تصاميم لديهما، التي عرضت لأول مرة في أسبوع الموضة في نيويورك يوم الجمعة.
وقدم التوأمان، البالغان من العمر 27 عاما، والمعروفان باسم «توأم يوي»، لعشرات الحاضرين مجموعتهما التي أطلقا عليها «آي ليفت ماي هارت إن أفريكا» التي احتضنتها قاعة جوثام، وأوضحا أنهما عادا إلى القارة الأفريقية بعد هروبهما من رواندا قبل 17 عاما وانتقالهما إلى مدينة فانكوفر الكندية، لتصميم مجموعتهما الجاهزة الأنيقة والبسيطة المخصصة لربيع وصيف 2016.
وبعد انتهاء العرض قال ليفي من وراء الكواليس: «اختلف الوضع في أفريقيا بشكل كبير عما كنا هناك آخر مرة، فقد كنا محظوظين بما يكفي لأننا وُضعنا في مكان منحنا كثيرا من الفرص، وعندما كنا نصمم مجموعتنا الأخيرة شعرنا بسعادة غامرة وتواضع شديد».
وبدأ التوأمان عرض الأزياء الخاص بهما برقص أفريقي تقليدي على المدرج، واثنين من قارعي الطبول، أديا عملهما بحيوية وصوت عالٍ، بينما ارتدى عارضو الأزياء تشكيلة من التصاميم العصرية التي تراوحت من القمصان الجاهزة باللونين الأسود والأبيض، إلى السراويل الوردية المشرقة والحلل شبه الفضفاضة، كان أبرزها سترة وردية ناعمة مقترنة بسروال وردي، على جانبيه خطوط سوداء كبيرة، وقميص أسود وأبيض على كتفيه نقاط وردية اللون. كما ارتدى بعض عارضي الأزياء قمصانا زينت بصورة وجه التوأمين التقطت عام 1987، أي عندما ولدا ليفي وريوبين.
ويعلم التوأمان أن قصتهما لافتة للنظر، لكن كمصممي أزياء يرغبان في أن ينظر الناس إلى تصاميمهما أولا. وبهذا الخصوص قال ريوبين: «إن قصتنا عظيمة بالطبع، لكن ينبغي للتصاميم أن تتحدث عن نفسها. لذلك فإذا أحببت التصاميم، أرجوك تحدث عنها».
أما هدفهما العام فيتجلى في منح الفنانين الشباب فرصة لتحقيق أحلامهم، مثلما فعلا هما في مسيرتهما. وبهذا الخصوص أضاف ريوبين موضحا: «هذه التصاميم تتعلق بإلهام المستضعفين، فهذه المجموعة هي في الأساس مستوحاة من أفريقيا، لكنها أيضًا تلهم أي شخص يشعر بالإحباط». وتابع ليفي: «اتعظ منا، فقد شعرنا بالإحباط أكثر من مرة، لكن يمكن النهوض مجددا، لذلك ينبغي أن تعطيك قصتنا الإلهام ومزيدا من الطموح».
وبخصوص أمنيتهما قال التوأمان إنها يحبذان أن يقبل المشاهير على اختيار تصاميمهما، وخصا بالذكر النجمة ريهانا وبيونسيه ودريك، وأوضحا أن طموحاتهما كبيرة كبر السماء.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.