برلمان طرابلس متمسك بتعديلاته على اتفاق الصخيرات

توافق شامل حول 7 نقاط رئيسية من أصل 9

برلمان طرابلس متمسك بتعديلاته على اتفاق الصخيرات
TT

برلمان طرابلس متمسك بتعديلاته على اتفاق الصخيرات

برلمان طرابلس متمسك بتعديلاته على اتفاق الصخيرات

بينما شدد عوض عبد الصادق، رئيس وفد المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) إلى الحوار الليبي، في منتجع الصخيرات الواقع بضواحي العاصمة المغربية الرباط، أمس، على تمسك المؤتمر بتعديلاته على الاتفاق، الذي جرى التوقيع عليه بالأحرف الأولى في يوليو (تموز) الماضي، مشيرًا إلى أن مسودة الاتفاق ستفتح من جديد، وستتضمن تعديلات المؤتمر، قال أشرف الشح، المستشار السياسي للوفد ذاته، أمس، للصحافيين إنه «جرى تحقيق تقدم وتوافق شامل حول سبع نقاط رئيسية من أصل تسع يتضمنها اتفاق الصخيرات».
وأوضح الشح بشأن النقطتين اللتين ما زالتا عالقتين، أن الأمر يتعلق بمسألة «التعيين في المناصب العسكرية والمدنية السيادية، حيث اقترحت الأمم المتحدة أن توكل هذه المهمة لرئيس الحكومة ونائبيه بعد التوافق على اسميهما، فيما نقترح نحن أن تبقى هذه المناصب شاغرة إلى حين تشكيل الحكومة كأولوية».
وبخصوص النقطة الثانية، ذكر الشح أنها تتعلق بـ«عضوية المجلس الأعلى للدولة، حيث اقترحنا ألا يتم تعيين أشخاص داخله ليست لديهم الشرعية الانتخابية والتمثيلية»، فيما كان مقترح الأمم المتحدة في البداية توسعته ليضم أكبر عدد ممكن.
في السياق ذاته، قال عبد الصادق في تصريحات صحافية: «نطمئن كل الليبيين بأن التعديلات ستضمن تعديلات المؤتمر، وأن المؤتمر موجود (في الصخيرات) وسيصل إلى حل قريبًا». وكشف أن وفد المؤتمر ناقش مع برناردينو ليون، الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، خلال اليومين الماضيين، كل تعديلاته المتعلقة بالاتفاق، موضحًا أن المحادثات «قطعت أشواطًا، وما زالت بعض النقاط عالقة»، وأعرب عن أمله في أن «يتم التوصل إلى اتفاق بشأن هذه التعديلات اليوم (أمس)».
في غضون ذلك، نفى عبد الصادق الأخبار التي تحدثت عن انسحابه من جلسات الحوار بالصخيرات، وقال: «نحن نفند هذا الخبر.. ونحن مستمرون في المفاوضات من أجل إيجاد حل قابل للتطبيق على الأرض في ليبيا».
يذكر أن المؤتمر العام كان قد غاب عن الجولتين السابقتين للحوار بالصخيرات.
وكان بيان مشترك للسفراء والمبعوثين الخاصين في ليبيا، صدر الليلة قبل الماضية، أكد على «الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق سياسي لتشكيل حكومة الوفاق الوطني في أقرب وقت ممكن»، مضيفًا أن «الفوضى السياسية، وانتشار (داعش)، وتدهور الوضع الاقتصادي والأزمة الإنسانية، يجعل من الضروري التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.. ونحن نؤيد الموعد النهائي، 20 سبتمبر (أيلول)، الذي حدده الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لتوقيع الاتفاق، ونحض جميع المشاركين على العمل بصورة بناءة وبروح من التوافق لحل القضايا العالقة».
كما شدد السفراء في إشارة إلى وفد المؤتمر الوطني العام «على أهمية قيام الأطراف، التي لم تقدم حتى الآن مرشحيها لرئاسة الحكومة والنواب، لتقديم قائمة من الأسماء خلال اليومين المقبلين»، فيما اقترح وفد برلمان طبرق المعترف به دوليًا 14 اسمًا للمبعوث الأممي، حسبما قال مصطفى أبو بكر بعيرة للصحافيين.
وكان الحوار الليبي قد استأنف ظهر أمس في منتجع الصخيرات، وتتضمن أجندة هذه الجولة من الحوار، التي تشارك فيها جميع أطراف الحوار، استكمال مناقشة ملاحق «اتفاق الصخيرات» الموقع في يوليو المقبل، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني.
وكان ليون قد جدد التأكيد في افتتاح هذه الجولة، مساء الخميس، على ضرورة التوصل إلى تسوية للأزمة الليبية بحلول 20 سبتمبر الحالي. وقال ليون في لقاء مع الصحافة: «نأمل في أن تكون هذه الجولة الأخيرة في مسار تسوية النزاع الليبي، وأن تشكل ساعة الحقيقة بالنسبة للأطراف الذين يتعين عليهم أن يدركوا أن تاريخ 20 سبتمبر الحالي يشكل الفرصة الأخيرة بالنسبة لليبيا للخروج من الأزمة التي تشهدها».
في غضون ذلك، نفى أمس فرج بوهاشم، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، أن يكون المجلس قد اختار بشكل حاسم من سيترأس حكومة الوفاق الوطني التي من المقرر تشكيلها في حال نجاح المفاوضات، التي تقودها بعثة الأمم المتحدة بين طرفي الصراع على السلطة في ليبيا.
وقال بوهاشم الذي بدأ زيارة عمل مفاجئة إلى العاصمة المصريةك «تقدمنا للبعثة الأممية بقائمة تضم 12 مرشحًا، واتفقنا على اختيار أحدهم لرئاسة الحكومة بالإضافة إلى نائب له، بينما سيختار الطرف الآخر النائب الثاني»، في إشارة إلى المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته. كما أبدى هاشم استغرابه من إعلان عبد الرحمن شلقم، وزير الخارجية الأسبق ومندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، ترشحه رسميًا لرئاسة الحكومة المرتقبة، موضحًا أن تصريح شلقم، الذي يعتبر من أبرز مساعدي العقيد الراحل معمر القذافي، يعد مستغربًا، على اعتبار أنه قد يوحى للبعض بأنه سيكون الرئيس المنتظر للحكومة الجديدة، أو كأنه يقول إنه ليس محسوبًا على أي طرف، على حد قوله.
وتابع بوهاشم موضحًا أن «اسم شلقم من بين الأسماء التي تقدمنا بها لرئاسة الحكومة، وبيانه الأخير بشأن ترشيحه يثير الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت هناك وعود سرية تم منحها له من قبل البعثة الأممية لتولي رئاسة حكومة الوفاق الوطني».
وقال بيان لبعثة الأمم المتحدة للحوار السياسي الليبي المنعقد في الصخيرات بالمغرب، إنه مستمر بزخم، مشير،ا إلى أن ليون التقى خلال اليومين الماضيين بكل المشاركين، بما في ذلك فريق الحوار عن مجلس النواب وفريق المؤتمر الوطني العام، وكذلك المستقلين، وممثلون عن المجموعات النسائية والأحزاب السياسية والبلديات.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون قد صعد أمس من وتيرة ضغوطه على الأطراف المشاركة في الحوار الذي تقوده بعثة الأمم المتحدة، ولمح أمس إلى إمكانية التفكير في كل البدائل الممكنة، بما في ذلك خيار التدخل العسكري في حال فشل المفاوضات.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».