تباين آراء الشارع اليمني بشأن الحوار مع قادة الانقلاب وصالح يخشى العقوبات الدولية

سياسي يمني: تعامل الميليشيات مع العملية السياسية بوصفها مجرد تكتيك عابر

تباين آراء الشارع اليمني بشأن الحوار مع قادة الانقلاب وصالح يخشى العقوبات الدولية
TT

تباين آراء الشارع اليمني بشأن الحوار مع قادة الانقلاب وصالح يخشى العقوبات الدولية

تباين آراء الشارع اليمني بشأن الحوار مع قادة الانقلاب وصالح يخشى العقوبات الدولية

تراوحت ردود الشارع اليمني، إزاء المساعي الدبلوماسية، لتفادي اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء، من قبل قوات الجيش اليمني الموالي للشرعية، مسنودا بقوات برية وجوية وبحرية من دول التحالف الذي تقوده السعودية، وتشارك به عشر دول عربية.
مع اقتراب موعد ساعة انطلاقة المعركة، زادت هذه الجهود الدبلوماسية الدولية، وبالمقابل زادت التباينات في الشارع اليمني، الذي في الأغلب لا يؤيد هذه الجهود، ويرفض التحاور مع ميليشيات الحوثي وأتباع الرئيس المخلوع الانقلابيين، بعد كل ما خلفته من خراب وويلات في عموم البلاد.
الناطق باسم المقاومة الشعبية الجنوبية علي شائف الحريري قال لـ«الشرق الأوسط» إن أي مبادرة سياسية تنقذ زعيم الحوثيين والرئيس المخلوع صالح وأركانهم من الموت، سوف توفر لهم ظهورا آخر، ويظل الخطر قائما على الأمن العربي والمنطقة، مشيرا لأن هؤلاء هم مصدر القلق، وعلى التحالف العربي أن يدرك ذلك ويجب إنهاء المعركة أو تسليم المخلوع والحوثي للمحاكمة. وأضاف أن المقاومة يجب أن تكون شريكة في أي عملية سياسية وتكون المقاومة ركنا مهما وأساسيا في أي تسوية سياسية قادمة.
وكان الدكتور عمر عبد العزيز، سياسي ومثقف وأكاديمي يمني، كتب منتقدا: مرة أخرى يثبت الحوثيون وحلفاؤهم أنهم يزدادون إمعانًا في الكذب والمراوغة، ويتعاملون مع العملية السياسية بوصفها مجرد تكتيك عابر يستخدمونه للاستمرار في سياساتهم العرجاء وتصرفاتهم الإجرامية المافياوية.
وأضاف: هذا ما عرفه القاصي والداني عن سلوكيات علي عبد الله صالح، وتواصلها المتواتر عند الحوثيين المفارقين لمقتضيات الأرض وحكمة السماء.. الغارقين حتى مخ العظم في آيديولوجيا الوهم والأوهام. وأردف: هذه المرة قاموا بتسريب موافقتهم غير المشروطة على قرار مجلس الأمن الدولي الذي يترجم عمليًا معنى العودة لمرئيات المبادرة الخليجية، بالترافق مع نتائج مؤتمر الحوار الوطني، وعودة الشرعية لليمن.. لكنهم فيما يقولون ذلك يباشرون استخدام صواريخ الغدر من مختلف الأنواع، وهكذا يفعلون دومًا.
وأشار عبد العزيز إلى أنه لا معنى لأقوالهم وتعهداتهم، ولا قيمة لما يوقعون عليه ويرتضونه علنًا، مشيرا إلى أنهم لا يرون في الكذب البواح عيبًا، بل يرونه تخفيا وتقية. لافتا إلى أن ذلك ما فعله المخلوع صالح بعد توقيعه على المبادرة الخليجية، وعلى هذا الدرب سار الحوثيون وهم يشاركون في مؤتمر الحوار الوطني ويعلنون عن أنفسهم كفصيل سياسي يرتضي العملية السلمية الانتقالية، وهكذا سيظلون، لأنهم رضعوا روح الكذب والمخاتلة منذ أن كانوا صغارًا في المهد، وطوال سنوات الإجرام والتدمير والاستباحة.
ولفت إلى أنهم بالأمس القريب أطلقوا بالوناتهم المألوفة، وأوهموا المراقبين بالتسليم الطوعي بجهود الموفد الأممي لليمن. لكنهم في ذات اليوم باشروا بإرسال صاروخ غادر ليستشهد على إثره عشرات الجنود من الإمارات والبحرين واليمن والسعودية، وبهذا الفعل الإجرامي أحرجوا الموفد الأممي، وكل الذين يبذلون جهودًا استثنائية للوصول إلى حل سلمي للمشكلة اليمنية، ليتأكد للجميع أن الحوثيين وجنرال المتاهة الذي يتخندق خلفهم لا عهد لهم ولا ميثاق، فهؤلاء مفطورون على عض الأيادي التي تمتد لهم، بل إنهم يعتبرون الكذب والخيانة أصلاً أصيلاً في عقيدتهم السياسية وأجندتهم السلوكية.
وكان اجتماعا عقد، لهيئة المستشارين السياسيين للرئيس اليمني، وكذلك اللجنة السياسية في الحكومة برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحضور نائب رئيس الجمهورية – رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح.
وقد أقر الاجتماع الموافقة على حضور المشاورات الهادفة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 للعام 2015.
وفي هذا الصدد أكد الاجتماع على دعمه الكامل للجهود المخلصة التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت انتقادات للحكومة اليمنية والمبعوث الأممي، فمع تسريب رسالة ولد الشيخ، كانت بدأت المواقف المعبرة عن رفضها لأي صيغة اتفاق تكون فيه الميليشيات وأتباع صالح طرفا فيه.
وأعرب عدد من النشطاء عن قلقهم وتخوفهم من هذه الضغوطات الدولية وتحديدا الأميركية، للإبقاء على جماعة طائفية انقلبت على عملية الانتقال السياسي وعلى مخرجات الحوار الوطني، وعلى التوحد السياسي، مكرسة واقعا عسكريا انقلابيا مخربا ومدمرا لكل شيء في البلاد، دولة ونظاما وجيشا وثورة ونسيجا مجتمعيا وتنمية وتعليما و.. و.. و.. و.. إلخ.
وأضافوا أن أي حل سياسي لا يكون بنهاية أو محاسبة المتسببين في الحرب المدمرة، ودون تمكن الحكومة والرئاسة الانتقالية من أداء دورها ووظيفتها، لن يكتب له النجاح، وستظل الأزمة قائمة ومفتوحة ومؤججة لصراعات وحروب قابلة.
وأشاروا إلى أن الثقة مفقودة، بالرئيس المخلوع وأتباعه وأنصاره، مشيرين بهذا الصدد إلى أن فقدان الثقة بدوره لن يخلق ظروفا سياسية مستقبلية، فعلى العكس من ذلك أنها ستبقي على العابثين المتسببين بكل هذه الويلات والخراب، وستمنحهم المزيد من الفرص، كي يعبثوا ويمزقوا وينهبوا بوطن لم يعد يوجد شيء فيه إلا وطاله الخراب والعبث.
وأكدوا أن الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع، في أزمة خانقة ومميتة، لن ينفع معها غير الحسم النهائي، المتمثل بمغادرة المخلوع وأقربائه والحوثي وأنصاره، من كامل المشهد.



عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.