مصر تدخل سباق اللحظات الأخيرة للترشح في انتخابات البرلمان واللجنة العليا تنفي التمديد

«عز» يرفض الاستسلام ويتقدم بأوراقه مجددًا.. والنور يتراجع ويخوض المنافسة بقائمتين فقط

مصر تدخل سباق اللحظات الأخيرة للترشح في انتخابات البرلمان واللجنة العليا تنفي التمديد
TT

مصر تدخل سباق اللحظات الأخيرة للترشح في انتخابات البرلمان واللجنة العليا تنفي التمديد

مصر تدخل سباق اللحظات الأخيرة للترشح في انتخابات البرلمان واللجنة العليا تنفي التمديد

دخلت مصر سباق اللحظات الأخيرة للترشح في انتخابات مجلس النواب (البرلمان)، المقرر انطلاقها في 17 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، حيث تنتهي ظهر غد (السبت) الفترة القانونية لتقديم أورق المرشحين المحتملين. وقالت اللجنة العليا للانتخابات أمس إنها «لا تعتزم تمديد تلك الفترة».
وشهدت المنافسة الانتخابية أمس زخما كبيرًا بتقديم رجل الأعمال أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني «المنحل»، أوراق ترشحه بمحافظة المنوفية. وقال مصدر قضائي رفيع لـ«الشرق الأوسط» إن «تسلم أوراق عز (الصادر ضده حكم قضائي سابق برفض ترشحه)، لا يعني الموافقة على ترشحه من عدمها، إنما سيتم فحص أوراقه للبت فيها عند إعلان قوائم المرشحين النهائية».
وأعلن حزب النور، الممثل الوحيد للتيار الديني حتى الآن، تراجعه عن المنافسة على كافة مقاعد القوائم، واكتفى بخوض الانتخابات بقائمتين فقط بدلاً من أربع، مرجعا ذلك لـ«رغبة منه في إرساء مبدأ الشراكة لجميع القوى الوطنية.. والبعد عن حالة الاستقطاب الحادة»، على حد زعمه.
ومن المقرر أن تجرى المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المقبلة للمصريين في الخارج يومي 17 و18 أكتوبر، وفي الداخل يومي 18 و19 أكتوبر، بينما تجرى المرحلة الثانية يومي 21 و22 نوفمبر (تشرين الثاني) للمصريين بالخارج، و22 و23 نوفمبر للمصريين داخل مصر.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار أيمن عباس رئيس اللجنة، أن إجمالي من تقدموا بأوراق ترشحهم منذ فتح باب الترشح في انتخابات مجلس النواب المقبلة وحتى مساء أول من أمس (الأربعاء)، بلغ (4532) شخصا.
وقال المستشار عمر مروان المتحدث الرسمي باسم اللجنة إنه «لا نية لمد فتح باب الترشح عن الفترة المقررة، وفقا للجدول الزمني والمواعيد المعلنة، ليتم غلق الباب يوم السبت المقبل الموافق 12 من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، في الساعة الثانية ظهرا»، مؤكدًا أنه لا يوجد أي اتجاه لتعديل الجدول الزمني مرة أخرى. وأوضح مروان أنه سيتم إعلان كشوف المرشحين للفردي والقوائم، المقبولين والمستبعدين، وتقديم الطعون في الفترة من 16 حتى 18 سبتمبر الحالي.
وفي مفاجأة غير متوقعة، تقدم محمد حمودة محامي رجل الأعمال الشهير أحمد عز أمس بأوراق موكله للترشح عن دائرة «السادات» في محافظة المنوفية. وقال حمودة في تصريح أمس إن «الحكم باستبعاد عز من الانتخابات البرلمانية كان يتعلق بالترشح في فبراير (شباط) الماضي وليس الترشح الحالي»، مضيفا أنه قدم إفادة من أحد مكاتب البريد بمدينة السادات بأنه تم فتح حساب خاص بمرشحه، مؤكدا أن حساب البريد لا يجوز التحفظ عليه أو الحجز عليه وذلك للخروج من قرار النائب العام وتخطي عقبة التحفظ على أمواله بالبنوك لاستكمال مشواره الانتخابي.
وكان عز أمينا للتنظيم في الحزب الوطني الديمقراطي الذي حكم مصر في عهد مبارك ثم حل بحكم محكمة بعد انتفاضة يناير (كانون الثاني) 2011. وألقي القبض عليه في قضايا فساد وصدر ضده أكثر من حكم بالسجن، لكن محكمة النقض ألغت أحكاما بسجنه وأخلي سبيله.
وسبق أن تقدم عز بأوراق ترشحه، حيث استبعدته لجنة الانتخابات الفرعية بالمنوفية في فبراير الماضي من قائمة المقبولين للترشح للبرلمان «لعدم وجود حساب بنكي له خاص بنفقات حملته والدعاية الانتخابية، وعدم إرفاق إقرار الذمة المالية لزوجته ضمن أوراق ترشحه». قبل أن يتم تأجيل العملية الانتخابية برمتها وإعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات.
وطعن عز على القرار أمام محكمة القضاء الإداري بالقاهرة، لكنها قضت بعدم الاختصاص الولائي بنظر الطعن وأحالته لمحكمة القضاء الإداري بالمنوفية التي أصدرت حكما في أواخر فبراير الماضي برفضه. كما قضت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، يوم الثلاثاء الماضي برفض الطعن.
وقال المستشار وائل عمران نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالمنوفية أمس «تم قبول أوراق ترشح أحمد عز عن دائرة السادات عقب تقديم الأوراق وحصل على رمز السفينة، وسيتم فحصها لتحديد جواز خوضه الانتخابات المقبلة من عدمه»، مضيفا أن «عز لجأ إلى فتح حساب في البريد المصري بعد منعه من فتح حسابات بنكية وتم تقديمه ضمن أوراق ترشحه».
وقال مصدر قضائي رفيع لـ«الشرق الأوسط» إن تسلم لجنة أوراق عز هو إجراء طبيعي، يحق لأي شخص، لكن قبولها والإقرار بصحة موقفه القانوني من عدمه هو أمر في يد اللجنة التي ستقوم بفحص طلبات الترشح وهي وحدها صاحبة القول الفصل في أمر جواز أو عدم جواز ترشحه، في ضوء مدى اكتمال المستندات المقدمة منه للترشح ومطابقتها لشروط الترشح المقررة من عدمه.
وغلب على تقديم طلبات الترشح حتى الآن المرشحون المستقلون، فيما ما زالت الأحزاب تضع بصماتها الأخيرة على قوائمها، ليتم الإعلان عنها في اللحظات الأخيرة. ومن أبرز القوائم التي من المزمع ترشحها «في حب مصر»، التي تضم عددا من الشخصيات العامة ومسؤولين سابقين بالدولة إضافة إلى أحزاب سياسية ذات توجه ليبرالي، مثل حزب المصريين الأحرار. بالإضافة إلى «تيار الاستقلال» الذي يرأسه المستشار أحمد الفضالي، ويضم 42 حزبا سياسيا وائتلافا شبابيا.
من جهته، أعلن حزب النور عن دمج قائمتي الصعيد والدلتا في قائمة واحدة وخوض انتخابات مجلس النواب بقائمتين بدلا من أربع. وقال في بيان له أمس إنه «رغبة منه لإرساء مبدأ الشراكة الحقيقية لجميع القوى الوطنية المخلصة وخاصة في هذه الفترة الحرجة التي يمر بالوطن».
وأكد الحزب إنه «استشعارا منه للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وحالة الاستقطاب الحادة التي شهدها الشارع المصري خلال الفترة الماضية، وكذلك حالة التخوف الموجودة عند البعض من سياسة الاستحواذ التي مارسها آخرون، اتخذ الحزب هذا القرار».
في المقابل، دعا الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية سابقًا، والموجود خارج مصر منذ فترة، إلى مقاطعة العملية الانتخابية. وكتب على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس «لنتذكر: كانت الدعوة منذ 2010 لمقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية والاستفتاءات وغيرها من صور الديمقراطية الشكلية وسيلة فعالة للتغيير».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.