الجعفري: الجهد الدولي لدعم العراق ليس بالمستوى المطلوب

وزير الخارجية العراقي دعا إلى «خطة مارشال» لبلاده

إبراهيم الجعفري
إبراهيم الجعفري
TT

الجعفري: الجهد الدولي لدعم العراق ليس بالمستوى المطلوب

إبراهيم الجعفري
إبراهيم الجعفري

شكا وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري من غياب «التناسق» بين حجم الخطورة التي يمثلها الإرهاب وتنظيم داعش على وجه الخصوص على العراق والمنطقة والعالم وبين حجم ونوعية الدعم الذي يحصل عليه العراق من دول التحالف الدولي، معتبرًا أن «الوسائل» الموضوعة بتصرف بلاده وقواتها المسلحة «ليست بالمستوى المطلوب».
وكان الجعفري يتحدث في باريس إلى مجموعة ضيقة من الصحافيين بمناسبة مشاركته أول من أمس في المؤتمر الدولي لحماية الأقليات الدينية والعرقية من الاضطهاد الذي نظمته فرنسا.
وقال الوزير العراقي، إن الحكومة «لن تترك قوات أجنبية تأتي للعراق لتقاتل مكان القوات العراقية»، لكنها بالمقابل، فتحت الباب أمام توفير الاستشارات العسكرية والتدريب. وبرأيه، فإن إرسال قوات برية أميركية أو غير أميركية سيعني «وجود قوات أجنبية على الأراضي العراقية وسيغذي الخوف العراقي المشروع من وجود تدخل (أجنبي) جديد».
وبالمقابل، طالب الوزير العراقي، الذي يرى أن القصف الجوي وحده «غير كافٍ ولا يغير النتيجة»، بمزيد من الأسلحة والعتاد والتجهيزات اللوجستية والمعلومات الاستخبارية والدعم الإنساني والخدمي، إضافة إلى استمرار توفير الغطاء الجوي ورصد حركة ميليشيات (داعش) داخل العراق وعبر الحدود. وفي أي حال، لا يعتبر الجعفري ذلك «منة» من دول التحالف «لأن العراق يقاتل بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن بلدان التحالف». فالحرب على الإرهاب، في رأيه، أصبحت عالمية ومصلحة دول التحالف أن تساعد العراق على محاربة تنظيم داعش في العراق بدلاً أن تواجهها داخل أراضيها.
وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال الجعفري، إن رئيس الوزراء حيدر العبادي هو من سيحضر قمة التحالف التي دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما لانعقادها على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ستخصص لمحاربة الإرهاب، مضيفًا أن المطالب التي سيرفعها العراق تتلخص بالحاجة إلى أن «تنفذ دول التحالف ما التزمت به إزاء العراق العام الماضي»، في المجالات العسكرية والإنسانية والخدمية بما في ذلك إعادة إصلاح البنية التحتية التي دمرتها الحرب. ووصف هذه المطالب بأنها «مشروعة وواضحة». وأعاد الوزير العراقي التذكير بأن بلاده بحاجة إلى «خطة مارشال» جديدة في إشارة إلى ما قامت به الولايات المتحدة الأميركية من جهود جبارة إعادة إعمار أوروبا عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
أما بالنسبة لتركيا ولقرارها الانضمام إلى الجهد العسكري للتحالف، فقد وصفه الجعفري بأنه «مكسب عراقي وعالمي». بيد أنه انتقد أنقره التي تقوم طائراتها بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية، معتبرًا أن تطورًا من هذا النوع كان «يفترض أن يتم بالتنسيق مع الحكومة العراقية»، ولذا تم استدعاء السفير التركي في بغداد لتسليمه احتجاجا بهذا المعنى.كذلك أوضح الجعفري أن تركيا أقدمت بعد اتصالات أجريت معها على زيادة كميات مياه الفرات المفرج كما أنها وعدت بالإفراج عن كميات إضافية من المياه لتتناسب مع حصة العراق. ويطالب العراق بتدفق ألف متر مكعب في الثانية فيما تفرج تركيا عن 625 ألف متر مكعب. بيد أن المشكلة تكمن في أن تنظيم داعش هو من يستخدم المياه «وسيلة حرب» ضد العراق من خلال تحكمه بسد الطبقة في الأراضي السورية.
وبخصوص إيران، دافع الجعفري عن الدور الذي تلعبه طهران في العراق الذي يتقاسم معها حدودًا يبلغ طولها 1400. وامتنع الوزير العراقي عن الخوض في الأزمة السورية إذ إنه «ليس ناطقًا لا باسم سوريا ولا باسم إيران». لكنه بالمقابل، دعا إلى التركيز على محاربة (داعش) التي هي «المعركة الحقيقية» وتلافي «تشتيت الجهود» الدولية.
أما بالنسبة للجدل القائم حاليًا في بغداد بصدد الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان سليم الجبوري إلى قطر والدعوات التي تصدر عن مجموعة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لاستقالته أو إقالته، فقد نفى الجعفري أنه كان على علم مسبق بالزيارة، معتبرًا أنه كان من الضروري استشارة وزارة الخارجية. ورأى الجعفري أنه يعود لمجلس النواب أن يقرر ما يريد أن يفعله في هذه المسألة. ونفى وجود انقسامات طائفية أو حصول تهميش للمكون السني في العراق، مدللاً على ذلك بـ«حضور السنة في المراكز العليا في الدولة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.