محافظ الضالع «المحررة» لـ {الشرق الأوسط}: نحتاج دعمًا استثنائيًا لتجاوز مخلفات الحرب

قال إن المنطقة تعاني من انعدام الكهرباء منذ مارس.. «ولا أمل في حل المشكلة قريبًا»

محافظ الضالع «المحررة» لـ {الشرق الأوسط}: نحتاج دعمًا استثنائيًا لتجاوز مخلفات الحرب
TT

محافظ الضالع «المحررة» لـ {الشرق الأوسط}: نحتاج دعمًا استثنائيًا لتجاوز مخلفات الحرب

محافظ الضالع «المحررة» لـ {الشرق الأوسط}: نحتاج دعمًا استثنائيًا لتجاوز مخلفات الحرب

قال محافظ منطقة الضالع التي تحررت من قبضة المتمردين الشهر الماضي، إن المحافظة بحاجة إلى دعم استثنائي لتجاوز مخلفات الحرب. وأوضح المحافظ فضل محمد الجعدي، في حديث أجرته معه «الشرق الأوسط»، أن المحافظة الواقعة شمال عدن، ما زالت تعيش ظلاما حالكا بسبب انقطاع التيار الكهربائي، منذ أواخر مارس (آذار) الماضي حتى الوقت الراهن. وأضاف المحافظ أن ميليشيات الحوثي المسنودة بقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، «لم تأتِ على شيء إلا دمرته»، لافتا إلى أن «ما خلفته الحرب يستلزم جهودا ودعما استثنائيا».
وأكد المحافظ أن قيادة السلطة المحلية، طلبت من الهلال الأحمر الإماراتي، تزويدها بمولدات جاهزة قدرتها التوليدية 20 ميغاواط، حتى تتمكن المحافظة من تجاوز مشكلة الكهرباء مستقبلاً. واستبعد إعادة التيار الكهربائي، في الوقت القريب، بسبب تعرض خطوط نقل الطاقة من عدن إلى الضالع، لأضرار كبيرة، خاصة في منطقة العند، شمال الحوطة عاصمة محافظة لحج.
والتقى محافظ الضالع، صباح أمس، مع اللواء علي مقبل صالح قائد «اللواء 33 مدرع»، والمعين من الرئيس عبد ربه منصور هادي على رأس أول لواء عسكري عقب تحرير مدينة الضالع الشهر الماضي. وأوضح المحافظ لـ«الشرق الأوسط» أن لقاءه بقائد اللواء، خصص لمناقشة عدد من الموضوعات المتصلة بالوضع الأمني وأهمية استقراره في المحافظة، كما بحثا تطورات الأوضاع الراهنة في المحافظة، في ضوء تسارع الخطى، في ما يتعلق بتدريب وتجهيز العسكريين الجدد من المقاومة الجنوبية، بعد قرار دمجهم مؤخرا في صفوف الجيش والأمن.
وأشاد الجعدي بالمساعي الحثيثة التي تبذلها قيادة اللواء في ما يتعلق باستتباب الأمن والاستقرار في المحافظة، وإعادة تفعيل الأجهزة الأمنية وفي نقل خبراتها المتراكمة إلى زملائهم المنخرطين في السلكين الأمني والعسكري، مشددا في السياق ذاته على أهمية الاستفادة من هذه الخبرات، وعكسها على أرض الواقع العملي مستقبلا.
وأعرب عن أمله في أن تعي كل القوى الوطنية والثورية أهمية المرحلة الراهنة وأثرها على مستقبل المحافظة والبلاد عامة، مؤكدا ضرورة تغليب العقل والعمل بروح الفريق الواحد، لتجاوز كل الصعاب، على اعتبار أن مسؤولية المحافظة تقع على عاتق الجميع.
من جانبه، جدد اللواء علي مقبل صالح، حرص قيادة «اللواء 33 مدرع» على الاضطلاع بمسؤوليتها في حفظ الأمن في محافظة الضالع، وعدم الانجرار إلى أي شيء من شأنه زعزعة أمن المحافظة أو غيرها من المناطق المجاورة، وذلك من أجل الحفاظ على السكينة واستتباب الأمن وحماية المصالح العامة والخاصة.
في سياق متصل، قالت مصادر في محافظة شبوة المجاورة، لـ«الشرق الأوسط» إن غارات طيران التحالف، قصفت أمس، مقر «اللواء 19»، المرابط في بيحان العلياء، ووادي خر، وتجمعات وتعزيزات، وأسفر القصف عن تدمير خمسة أطقم ودبابة ومقتل وجرح العشرات من ميليشيات الحوثي وأتباع المخلوع صالح. وأشارت المصادر إلى أن غارات الطيران أوقعت خسائر فادحة بين صفوف الميليشيات وقوات صالح، منوهة بمشاهدة جثث القتلى وهي متناثرة داخل اللواء، فضلا عن فرار الميليشيات من نقطة تفتيش كانت نصبتها أمام بوابة اللواء، عقب اشتباكات شهدتها المنطقة مساء أول من أمس، وتكبدت فيها الميليشيات خسائر في الأرواح والأسلحة.
وقال شهود عيان في مدينة عسيلان بمديرية بيحان، بمحافظة شبوة، شرق اليمن لـ«الشرق الأوسط» إن الغارات المكثفة على الميليشيات وقوات صالح، تسببت في هروب جماعي للحوثيين، الذين شوهدوا وهم حفاة أثناء فرارهم من منطقة بيحان إلى مدينة البيضاء، سالكين وادي خر عقبة القنذع. وأكد هؤلاء أن الميليشيات نصبت نقطة أجبرت بعضا من الفارين على العودة إلى بيحان الواقعة تحت صواريخ طيران التحالف.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.