الأسهم السعودية تواصل مكاسبها لليوم الخامس وسط انتعاش في سيولة «الشراء»

أغلقت فوق مستويات 7700 نقطة.. تفاعلاً مع مكاسب الأسواق العالمية

مؤشر سوق الأسهم السعودية أغلق أمس عند مستويات 7748 نقطة («الشرق الأوسط»)
مؤشر سوق الأسهم السعودية أغلق أمس عند مستويات 7748 نقطة («الشرق الأوسط»)
TT

الأسهم السعودية تواصل مكاسبها لليوم الخامس وسط انتعاش في سيولة «الشراء»

مؤشر سوق الأسهم السعودية أغلق أمس عند مستويات 7748 نقطة («الشرق الأوسط»)
مؤشر سوق الأسهم السعودية أغلق أمس عند مستويات 7748 نقطة («الشرق الأوسط»)

واصلت سوق الأسهم السعودية تحقيق مكاسبها، للجلسة الخامسة على التوالي، دافعة بذلك مؤشر السوق للإغلاق فوق مستويات 7700 نقطة، وسط تفاعل ملحوظ مع المكاسب الإيجابية التي حققتها أسواق المال العالمية، حيث ارتفع مؤشر الداو جونز الأميركي بنحو 300 نقطة، أول من أمس، بينما قفز سوق «نيكي» الياباني، يوم أمس، بنحو 1300 نقطة دفعة واحدة.
ويأتي تحسن أداء أسواق المال العالمية، على خلفية بيانات اقتصادية توقعت تحسن أداء الاقتصاد الصيني، بينما لا تزال سوق الأسهم السعودية تتداول عند مكررات ربحية قريبة من أدنى مستوياتها خلال 6 أعوام مضت، وسط تفاؤل كبير بدأ يعود من جديد إلى نفوس المتداولين.
وفي الشأن ذاته، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملات، يوم أمس (الأربعاء)، فوق مستوى 7700 نقطة، مرتفعًا بنحو 171 نقطة مغلقًا بذلك عند حاجز 7749 نقطة، وسط سيولة نقدية متداولة بلغ حجمها نحو 7.3 مليار ريال (1.9 مليار دولار).
وتأتي الارتفاعات الإيجابية التي بدأتها سوق الأسهم السعودية خلال 5 أيام عمل، على خلفية التحرك الإيجابي الذي تقوم به المملكة في الشأن الاقتصادي، حيث تعتزم البلاد فتح قنوات استثمارية مباشرة للشركات العالمية، وسط توقعات بأن يقود هذا القرار إلى مزيد من الانتعاش الاقتصادي.
وفي شأن ذي صلة، أكد المهندس رشيد الشبيلي الرئيس التنفيذي للشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية، أمس، أن المجالات الصناعية التي تستهدفها خطط الشركة الاستثمارية ستشمل عددًا من الصناعات المهمة والحيوية التي تسهم في دعم توجهات الدولة وسياستها الاقتصادية، لإحداث التنوع المنشود في القاعدة الإنتاجية للاقتصاد السعودي وزيادة تنافسيته.
وقال المهندس الشبيلي: «هناك عدد من المشاريع الصناعية التي يتطلب وجود رأسمال كبير لتنفيذها وتعد من المشاريع طويلة الأجل وبعضها يتسم بمخاطر أعلى قد تحول دون إقدام المستثمر الخاص على تنفيذها»، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل دورًا أساسيًا لعمل الشركة، لكي تتكامل مع الاستثمارات الصناعية الأخرى ولا تتنافس معها.
ودلل الشبيلي على ذلك بصناعة معدات الطاقة والمياه والكهرباء وصناعة النفط والغاز وصناعة السيارات، مؤكدًا أن الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية، ستستثمر في سلاسل القيمة بتلك القطاعات لتطوير وتوطين التقنية وتعزيز الابتكار في المملكة والإسهام أيضًا في جذب استثمارات أجنبية نوعية.
وأمام هذه التطورات، أغلق قطاع الإسمنت في سوق الأسهم السعودية، أمس، على ارتفاع بنسبة 1.7 في المائة، يأتي ذلك وسط ظهور مؤشرات اقتصادية تؤكد ارتفاع حجم مبيعات الإسمنت في السعودية خلال شهر أغسطس (آب) الماضي بنسبة 18 في المائة.
وفي شأن ذي صلة، أعلنت شركة «إسمنت الجوف» (إحدى الشركات المدرجة أسهمها في سوق الأسهم السعودية) عن توقيع اتفاقية تنفيذ التقاطع والجسر على طريق طريف القريات الدولي (شمال المملكة)، يوم أمس (الأربعاء)، مع شركة العيوني للاستثمار والمقاولات.
وقالت شركة «إسمنت الجوف» في بيان لها على موقع السوق المالية السعودية «تداول»، إن تكلفة العقد تبلغ 32.6 مليون ريال (8.6 مليون دولار)، مضيفة أن مدة تنفيذ المشروع تستغرق 18 شهرًا من تاريخ تسليم الموقع للمقاول، متوقعةً أن يبدأ الأثر المالي لتكلفة المشروع في الربع الرابع من العام الحالي.
إلى ذلك، أكد فيصل العقاب الخبير المالي والفني لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن مؤشر سوق الأسهم السعودية، نجح في تحقيق إغلاق فني إيجابي، وقال: «مؤشر السوق نجح في تجاوز مناطق مقاومة فنية مهمة، وسط سيولة نقدية تمثيلاً لمناطق الشراء، الأهم اليوم أن يحقق إغلاقًا أسبوعيًا فوق مستويات 7700 نقطة».
وتأتي هذه التطورات، في وقت أبدت فيه هيئة السوق المالية السعودية في وقت سابق تفاؤلاً كبيرًا بخطوة فتح سوق الأسهم المحلية في البلاد أمام المؤسسات المالية الأجنبية للاستثمار المباشر، مؤكدةً في الوقت ذاته أن المستثمرين الأجانب المتخصصين سيسهمون في الحد من التذبذب الكبير في الأسعار.
وأكد محمد الجدعان، رئيس مجلس هيئة السوق المالية السعودية حينها، أن هناك أهدافًا عدة ترمي المملكة إلى تحقيقها عبر السماح للمؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة بالاستثمار في الأسهم المدرجة بالسوق المالية السعودية، أهمها استقطاب مستثمرين متخصصين لتعزيز الاستثمار المؤسسي، ورفع مستوى البحوث والدراسات عن السوق المالية السعودية.
وأضاف الجدعان: «هيئة السوق تسعى منذ إنشائها إلى تطوير السوق المالية السعودية، وقرار السماح للمستثمرين الأجانب سيسهم في تحقيق ذلك من خلال أهداف عدة على المدى القريب والبعيد، تشمل إضافة خبرات المستثمرين الدوليين المتخصصين للسوق المحلية، وتعزيز مساعي الهيئة نحو زيادة الاستثمار المؤسسي في السوق»، لافتًا النظر إلى أن المستثمرين الأجانب المتخصصين يتوقع أن يسهموا في الحد من التذبذب الكبير في الأسعار، كما أنهم سيعملون على تعزيز كفاءة السوق وتحفيز الشركات المدرجة على تحسين مستوى الشفافية والإفصاح وممارسات الحوكمة.



تدهور معنويات المستهلكين في اليابان يُثير شكوكاً حول توقيت رفع الفائدة

متسوّقون في منطقة تجارية مزدحمة بوسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
متسوّقون في منطقة تجارية مزدحمة بوسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

تدهور معنويات المستهلكين في اليابان يُثير شكوكاً حول توقيت رفع الفائدة

متسوّقون في منطقة تجارية مزدحمة بوسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
متسوّقون في منطقة تجارية مزدحمة بوسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

أظهر مسح حكومي، يوم الأربعاء، تدهور معنويات المستهلكين في اليابان خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ مما يثير الشكوك حول وجهة نظر البنك المركزي بأن الإنفاق الأسري القوي سيدعم الاقتصاد ويبرر رفع أسعار الفائدة.

وتسبق النتائج اجتماع السياسة النقدية لبنك «اليابان» يومي 23 و24 يناير (كانون الثاني)؛ حيث يتوقع بعض المحللين زيادة محتملة في أسعار الفائدة من 0.25 في المائة الحالية.

وانخفض مؤشر يقيس معنويات المستهلكين إلى 36.2 نقطة في ديسمبر، بانخفاض 0.2 نقطة عن الشهر السابق، وفقاً للمسح الذي أجراه مكتب مجلس الوزراء.

وأظهرت بيانات منفصلة أن فجوة الناتج في اليابان التي تقيس الفرق بين الناتج الفعلي والمحتمل للاقتصاد، ظلّت سلبية في الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) للربع الثامن عشر على التوالي. وتعني فجوة الناتج السالبة أن الناتج الفعلي يعمل بأقل من الطاقة الكاملة للاقتصاد، ويُعدّ ذلك علامة على ضعف الطلب.

وتؤكد هذه النتائج ضعف الاقتصاد الياباني مع ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب التي تؤثر في الاستهلاك والصادرات.

ومع ذلك، أشارت بعض الشركات الكبرى إلى عزمها الاستمرار في تقديم زيادات كبيرة في الأجور. وقالت شركة «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية للملابس «يونيكلو»، إنها سترفع أجور العاملين بدوام كامل في المقر الرئيسي وموظفي المبيعات بنسبة تصل إلى 11 في المائة، بدءاً من مارس (آذار) المقبل.

وقال رئيس متجر «لوسون» للتجزئة، سادانوبو تاكيماسو، للصحافيين، يوم الثلاثاء: «نود رفع الأجور بشكل مستقر ومستدام».

وأنهى بنك «اليابان» برنامج تحفيز ضخم في مارس، ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو، على أساس الرأي القائل إن اليابان على وشك تحقيق هدف التضخم بنسبة 2 في المائة بشكل مستدام.

وأشار محافظ بنك «اليابان»، كازو أويدا، إلى استعداده لمواصلة رفع أسعار الفائدة إذا استمرت اليابان في إحراز تقدم نحو الوصول إلى معدل تضخم بنسبة 2 في المائة بشكل دائم. وقال أيضاً إن البنك المركزي سوف يفحص البيانات حول ما إذا كان زخم الأجور سوف يتعزّز هذا العام، عند اتخاذ قرار بشأن موعد رفع أسعار الفائدة. ويصف بنك «اليابان» الاستهلاك حالياً بأنه «يتزايد بشكل معتدل بوصفه اتجاهاً»، ويتوقع أن يظل الاقتصاد الياباني على المسار الصحيح لتحقيق تعافٍ متواضع.

وعلى الرغم من المؤشرات السلبية، قال محافظ بنك «اليابان» السابق، هاروهيكو كورودا، المعروف بإطلاق برنامج التحفيز الضخم الذي استمرّ عشر سنوات، إن من المرجح أن يواصل البنك المركزي رفع أسعار الفائدة في السنوات المقبلة مع وصول التضخم إلى المسار الصحيح للوصول إلى هدفه البالغ 2 في المائة بشكل مستدام.

وقال كورودا، في ورقة بحثية قُدمت إلى المجلة السنوية لمجلس النواب التي صدرت في 24 ديسمبر الماضي، إنه على الرغم من رفع أسعار الفائدة المتوقع، فإن اقتصاد اليابان سيحقّق نمواً يتجاوز 1 في المائة هذا العام وما بعده مع دعم الأجور الحقيقية المتزايدة للاستهلاك.

وأضاف كورودا: «يبدو أنه لا يوجد تغيير في الموقف الأساسي لبنك اليابان المتمثل في رفع أسعار الفائدة تدريجياً مع التركيز على التطورات الاقتصادية والأسعار... هذا لأن دورة الأجور والتضخم الإيجابية مستمرة، وهو ما من المرجح أن يُبقي التضخم مستداماً ومستقراً عند هدفه البالغ 2 في المائة».

وتابع كورودا أنه من غير المؤكد إلى أي مدى سيرفع بنك «اليابان» أسعار الفائدة في نهاية المطاف بسبب صعوبة تقدير المستوى الذي لا يبرّد ولا يسخّن الاقتصاد الياباني. وأشار إلى أن تكاليف الاقتراض المرتفعة لن تُلحق الضرر بالشركات على الأرجح؛ لأنها تحتفظ بوفرة من النقد، في حين ستجني الأسر «مكاسب كبيرة» من ارتفاع الفائدة المدفوعة لمدخراتها الضخمة. وقال إن أكبر ضغط قد يقع على عاتق الحكومة بسبب التكلفة المتزايدة لتمويل الدين العام الضخم في اليابان، مضيفاً أن رصيد السندات الحكومية -عند 1100 تريليون ين (6.96 تريليون دولار)- أصبح الآن ثلاثة أمثال حجمه في عام 2000.

واستطرد كورودا قائلاً إنه إذا ارتفعت عائدات السندات إلى متوسط المستوى البالغ 2.7 في المائة الذي بلغته آنذاك، فإن مدفوعات الفائدة السنوية ستصل إلى 30 تريليون ين، داعياً إلى ضرورة ترتيب البيت المالي الياباني.

وفي ميزانية السنة المالية المقبلة، تخطّط الحكومة لإنفاق 10 تريليونات ين في مدفوعات الفائدة. في عهد كورودا، أطلق بنك «اليابان» خطة ضخمة لشراء الأصول في عام 2013 التي جمعت لاحقاً بين أسعار الفائدة السلبية والسيطرة على عائد السندات، في محاولة لرفع التضخم إلى هدفه البالغ 2 في المائة.

وبينما أشاد المؤيدون بالخطوات اللازمة لإخراج اليابان من الركود الاقتصادي، يشير المنتقدون إلى آثار جانبية مختلفة، مثل الضربة التي لحقت بأرباح البنوك التجارية من انخفاض أسعار الفائدة لفترة طويلة والتشوّهات السوقية الناجمة عن عمليات شراء الأصول الضخمة.

ودافع كورودا عن السياسات، قائلاً إن الضرر الذي لحق بأرباح البنوك الإقليمية كان محدوداً. وأضاف أن تدهور وظيفة سوق السندات كان تكلفة ضرورية لإنعاش النمو بشكل كافٍ.