تعرف على الوجه الحديث لكتابة سيرتك الذاتية

تمهد لك طريقك المهني

تعرف على الوجه الحديث لكتابة سيرتك الذاتية
TT

تعرف على الوجه الحديث لكتابة سيرتك الذاتية

تعرف على الوجه الحديث لكتابة سيرتك الذاتية

مع ارتفاع معدلات المواليد ومستويات التعليم، تزداد المنافسة داخل سوق العمل شراسة يومًا بعد آخر، الأمر الذي دفع الكثيرين لمحاولة خلق ميزات تنافسية يتفردون بها عن غيرهم. وبالطبع، تعتبر السيرة الذاتية الخطوة الأولى التي تقطعها نحو تحقيق حلم الحصول على وظيفة، ما يجعلها الخطوة الأكثر أهمية على الإطلاق.
وعلى امتداد سنوات عدة، اتخذت السيرة الذاتية شكلاً ثابتًا ترى خبيرة كتابة السيرة الذاتية ستيسي رينا أنه طرأت عليه عدة تغييرات ملحوظة خلال عام 2015. وفيما يلي عرض لأبرزها حسبما ورد بموقع «كارير أديكت» المعني بشؤون التوظيف:
- القطع والتصميم:
هنا يكمن التغيير الأبرز، فبدلاً من كتابة السيرة الذاتية في صورة نص تفصيلي يتألف من فقرات وعبارات طويلة، تزايد الإقبال على كتابتها في صورة نقاط بهدف إضفاء قدر أكبر من البساطة والإيجاز.
- التركيز:
تبعًا للتغييرات الأخيرة، فإنه يفضل أن توجه السيرة الذاتية إلى الوظيفة التي تتقدم إليها تحديدًا، بدلاً من تقديم سيرة ذاتية عامة تصلح لأكثر من وظيفة. ويعني التركيز هنا قصر المعلومات الواردة بالسيرة الذاتية على ما يتعلق مباشرة بمؤهلات الوظيفة المطلوبة، تجنبًا لإثارة الملل.
- أسلوب السرد:
من الصيحات الجديدة التي اقتحمت عالم كتابة السيرة الذاتية دمج قصص ومواقف شخصية وقعت بالفعل فيها للتدليل على مهارات بعينها، مع الاعتماد على السرد القصصي، مع الحرص في عدم الإفراط في ذلك تجنبًا للإطالة وإثارة الملل.
- تحديد الأولويات:
يعد أحد الجوانب التي لم يطرأ عليها تغيير يذكر، فخلال 2015 استمرت قاعدة ترتيب الأولويات من أعلى لأسفل، بهدف أسر اهتمام صاحب العمل منذ الوهلة الأولى.
- موجز مهني:
يعد من العناصر الأساسية في مقدمة السيرة الذاتية، وتكمن أهميته الخاصة في أنه أول ما تقع عليه عينا صاحب العمل بحثًا عن معلومات مفيدة تجذبه لقراءة باقي السيرة بإمعان.
- الغرض:
من الضروري ألا تغفل في خضم صياغتك لسيرتك الذاتية الغرض العام الذي تضعها من أجله. لذا لا ينبغي أن تطرح عرضًا شاملاً لمختلف إنجازاتك ومهاراتك، وإنما ينبغي أن تركز على الإنجازات والمهارات المعنية بالوظيفة التي تتقدم إليها على وجه التحديد.
- مقاطع فيديو:
رغم أنه من المستحيل أن تحل محل السيرة الذاتية التقليدية، فإن مقاطع الفيديو تعد بمثابة إضافة رائعة إليها، فمن خلال مقطع مدته 30 ثانية، بإمكانك التعريف بنفسك بإيجاز يمكن صاحب العمل من التعرف بقدر أكبر على شخصيتك.
- خلق علامة تجارية:
أصبحت مسألة وجود علامة تجارية شخصية من العناصر الأساسية في رحلة البحث عن عمل. ومع التطور السريع لمواقع التواصل الاجتماعي، تزايد الاهتمام بالأسلوب الذي يطرح من خلاله الساعون للعمل أنفسهم عبر هذه المواقع. وعليه، بدأ الكثيرون يربطون حساباتهم المهنية بسيرة ذاتية لهم معروضة على الإنترنت، ما يسمح لأصحاب العمل المحتملين الاطلاع عليها وتقييم عملهم. كما بدأ البعض في صياغة أسماء تدليل مستعارة لهم أشبه بالعلامات التجارية وخلق شعارات مميزة تعكس عملهم وشخصيتهم.
- الإبداع:
يعد واحدًا من المهارات التي تطمح إليها كل جهة عمل. لذا من الجيد أن تحاول إظهار قدرتك على الإبداع والابتكار خلال السيرة الذاتية، مثلاً عبر تصميم بسيط لطيف يبرزك عن باقي المتنافسين على الوظيفة.
- سيرة ذاتية صديقة للإنترنت:
يبدو أن زمن السيرة الذاتية المطبوعة أوشك على الرحيل، حيث يفضل غالبية أصحاب الأعمال حاليًا تلقي السير الذاتية في صورة رقمية. وعليه، من الأفضل أن تنمي معرفتك بـ«إتش تي إم إل» وتحويل سيرتك الذاتية إلى صورة ملف «بي دي إف».
وأخيرًا، نتمنى لك التوفيق.



معرض «المجهول» للتشكيلي المصري أحمد مناويشي يُسقط الأقنعة

يركُن مناويشي إلى نقل مشاعر أشخاص يعيشون المجهول (الشرق الأوسط)
يركُن مناويشي إلى نقل مشاعر أشخاص يعيشون المجهول (الشرق الأوسط)
TT

معرض «المجهول» للتشكيلي المصري أحمد مناويشي يُسقط الأقنعة

يركُن مناويشي إلى نقل مشاعر أشخاص يعيشون المجهول (الشرق الأوسط)
يركُن مناويشي إلى نقل مشاعر أشخاص يعيشون المجهول (الشرق الأوسط)

ما إنْ تدخُل معرض «المجهول» للفنان التشكيلي المصري أحمد مناويشي، حتى تستوقفك وجوه لوحاته، بريشة حرّة تستكشف ملامحَ وأحداثاً غامضة. أعماله تبحث عن مشاعر عميقة وعلامات استفهام تحضّك على التحليل وفكّ الألغاز.

ينقسم معرض مناويشي في غاليري «آرت ديستريكت» بمنطقة الجميزة البيروتية إلى قسمين، من بينها ما يروي حكايات أشخاص اختبأت مشاعرهم تحت الأقنعة الواقية من جائحة «كورونا»، وأخرى رسمها حديثاً لمَن عاشوا الحرب الأخيرة في لبنان.

مع هذا المعرض، يستعيد غاليري «آرت ديستريكت» عافيته. فالحرب منعته قسرياً من إقامة نشاطات ثقافية. ومن خلال «المجهول»، يعلن صاحبه المصوّر الشهير ماهر عطّار انطلاق الموسم الفنّي في الغاليري.

الرسام أحمد مناويشي أمام لوحات معرضه «المجهول» (الشرق الأوسط)

في الجزء الأول من مجموعة أحمد مناويشي، تصطفُّ سلسلة لوحات صغيرة، تصوِّر جميعها وجوهاً يعتريها القلق. فالفنان المصري لفتته ملامح الإنسانية في زمن «كورونا». كان يرى الإنسان يمشي مرتدياً القناع خوفاً من الإصابة بالعدوى. وهو ما حضَّه، خلال إقامته في بروكسل، على تخيّل ملامحه الأصلية. وفي 30 لوحة يئنُّ أصحابها تحت وطأة أحاسيسهم، يُترجم أفكاره. مجموعة من النساء والرجال تصرخ بصمت، فتُخرج غضبها وقلقها وحزنها عابسةً في معظم الوقت.

تقنيته المرتكزة على الأكليريك تتدخَّل فيها أحياناً أنامل الفنان بعيداً عن ريشته (الشرق الأوسط)

يوضح مناويشي لـ«الشرق الأوسط»: «بدأتِ التجربة عندما كنتُ في بروكسل عام 2021. كانت مفاعيل الجائحة لا تزال تسيطر على حياتنا. جميعنا اعتقدنا بأنّ هذه الحقبة أبدية، كأنَّ سوادها لا حدود له. فرحتُ أتخيّل الناس الذين أراهم كأنهم خلعوا أقنعة الوقاية ورسموها. جميعهم كانوا مجهولين بالنسبة إليّ، ولا تربطني بهم أي علاقة. عندما عدتُ إلى لبنان، انتابتني الأحاسيس عينها. كانت الحرب محتدمة، وكان الناس قلقين، لا يعرفون مصيرهم. فرأيتُ بوضوح المجهول الذين يتخبَّطون فيه. حالة الترقب هذه حرّضت ريشتي على التحرُّك من جديد. ومن خلال تلك الحالتين، تناولتُ موضوع (المجهول)، إنْ من ناحية المشاعر أو المصير».

الإحساس بالتأرجُح في طريق لا رؤية واضحة لنهايتها، يُترجمه أحمد مناويشي. ويعترف من خلال ريشته بأنّ الانتظار مخيف، فكيف إذا كانت الأجواء التي يعيشها الناس غامضة؟

تحمل وجوه لوحات مناويشي أسئلة مختلفة تتعلّق بقلق المصير (الشرق الأوسط)

في واحدة من لوحاته، يشير إلى شخصيات مجموعة «أنونيموس» العاملة في مجال «النضال» عبر الاختراق البرمجي. راجت أعمالها المثيرة للجدل عام 2003، فمثَّلت مفهوماً لمستخدمي الإنترنت المجهولين. حينها، عَبَروا من العالم الواقعي إلى الوهمي في أعمال تتعارض مع الرقابة. اخترقوا مواقع حكومية عدّة، وأنظمة كومبيوتر أهم شركات الحماية. وولَّدوا «بلبلة» على أصعدة مختلفة، وهم يرتدون أقنعة تُعرَف بـ«جاي فوكس».

يتابع الرسام المصري: «قناع (الأنونيموس) كان الأشهر في القرن الحالي، فرغبتُ بالربط بينه وبين عنوان معرضي، لتُولد هذه اللوحة الوحيدة عن تلك المجموعة. مبدأ هؤلاء يرتكز على الثورة ورفض حُكم الدولة العميقة والسلطات العليا».

لم يعنون مناويشي لوحاته بأسماء معيّنة، فتركها مجهولةً. يقول: «رغبتُ في أن يسمّيها ناظرها كما يشتهي. أرنو إلى هذا التفاعل المباشر بين المُشاهد واللوحة». وهو يميل إلى المدرسة التعبيرية في الفنّ التشكيلي: «أحبُّ حالة الحركة في لمسات اللوحة وموضوعها، وأرغب في التواصل معها القائم على الشعور بأنها حيّة، فلا تكون باهتة تمرّ من دون تَرْك أثرها على ناظرها. لذلك، تسير ريشتي بشكل غير مُنتظم باحثةً عن نَفَس لا ينقطع؛ ومرات تتدخَّل أناملي مباشرة، فأبتعدُ عن ريشتي لتخرُج أعمالي من رتابتها، وتكسر تلك القدرة على التحكُّم التقليدي بمشاعر مُشاهدها».

تؤلّف الألوان التي يستعملها مناويشي حالةً بذاتها. فهو جريء باختيارها زاهيةً مرّات؛ ودافئة أخرى. يُحدِث زوبعة بألوان تبدو ثائرة، فتُعبّر عن الظلم والقلق والعنف: «مشاعر الإنسانية لا يمكن حصرها في بوتقة واحدة. وهذه الألوان تعبّر عن المشهدية المدفونة في أعماقنا، فتُبرز التنوّع في أحاسيس تنتابنا وفيها كلّ الاحتمالات. وهنا يأتي دور المتلقّي الذي يرى اللوحة من وُجهة نظره، ويُلاقي ما يمثّل تفكيره ومشاعره في أحد هذه الألوان».

ينقسم «المجهول» إلى قسمين من الأعمال التعبيرية (الشرق الأوسط)

في قسم لوحات الحرب، تأخُذ أعمال الرسام أحمد مناويشي منحى آخر، فيكبُر حجمها بشكل ملحوظ لتضع تفاصيل الوجه تحت المجهر. يعلّق: «هذه المساحات الكبيرة تزوّدنا بفرصة للتوضيح بشكل أفضل. فالعبور من زمن (كورونا) إلى زمن الحرب، كان لا بدَّ أن يحمل التطوّر. واعتمدتُ هذا التغيير؛ لئلا أقع في التكرار والتشابُه».

وأنت تتجوَّل بين أقسام معرض «المجهول»، تستوقفك ملامح وجه رجل حائر، ووجه امرأة تنظر إلى الغد بعتب. وأحياناً تلمس صلابة وجه آخر على شفير هاوية. وفي أخرى، تحملك ملامح رجل تلقّى صفعات الحياة بعينين حزينتين. لكنَّ جميع الشخصيات لا تبدو مستسلمة لقدرها، كأنها تقول: «وماذا بعد؟» على طريقتها.

يبرُز العنصر الأنثوي بوضوح في مجموعة «المجهول». وهنا كان لا بدَّ للرسام التشكيلي أن يعترف: «النساء لا يعرفن إخفاء أحاسيسهن ببراعة. مشاعرهن تخرج بقوة. لذلك نكتشفها بصورة أسهل من تلك الموجودة عند الرجل. فالأخير يحاول أن يُظهر صموداً تجاه مشاعره. ويفضّل ألا تُقرأ بسهولة».

يؤكد أحمد مناويشي أنه لا يحبّ تقييد نفسه بأسلوب رسم واحد. ويختم: «أفضّل التنويع دائماً، وعدم طَبْع لوحاتي بهوية واحدة كما يحبّ بعضهم. أُشبّه نفسي بروائي يؤلّف القصص ليستمتع بها القارئ، فلا يكرّر نفسه أو يقدّم ما يتشابه. ما أنجزه اليوم في عالم فنّ (البورتريه)، لم أقاربه مِن قبل. هو نافذة للتعبير. وهذا الاختلاف في الأسلوب يُحفزّني على دخول مدارس فنّية مختلفة. ما يهمّني هو تقديمي للناس أعمالاً يستمتعون بها فتولّد عندهم حبَّ الاكتشاف».