سيطر تنظيم داعش أمس، على أجزاء من حقل جزل النفطي، آخر الحقول النفطية الكبرى الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، ما أدى إلى توقف الإنتاج فيه، وفق ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «النظام يمنعه من التقدم» للسيطرة على كامل الحقل، ذلك أن قوات النظام «تستخدم القوة النارية لمنع المقاتلين من أحكام السيطرة على سائر أنحاء الحقل». وأشار عبد الرحمن إلى أن تقدم التنظيم أدى إلى توقف الإنتاج في حقل جزل، وغادر المهندسون العاملون فيه المكان.
ويقاتل «داعش» للسيطرة على حقل جزل، منذ مطلع العام الحالي، لكن المعارك شهدت كرًا وفرًا، وتمكّن النظام من استعادة السيطرة على الحقل في شهر يونيو (حزيران) الفائت، إثر سيطرة «داعش» عليه. وبذلك، يكون التنظيم قد أقصى النظام عن آخر حقول النفط الخاضعة لسيطرته في وسط وشمال سوريا، وأخرج هذه الموارد من يده.
وأعرب قيادي في الجيش السوري الحر عن قلقه من سيطرة تنظيم داعش على آخر حقول النفط السورية التي يشغلها نظام بشار الأسد في البلاد، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «داعش» ضاعفت أمس «قدراتها على تمويل إجرامها بالسيطرة على موارد نفطية جديدة».
وأفاد المرصد السوري بأن تنظيم داعش سيطر على قرية جزل المتاخمة للحقل، الأمر الذي أكده التنظيم المتطرف في بيان موقع باسم «ولاية حمص» تم نشره على حسابات خاصة بمتطرفين على الإنترنت. وقال البيان إنه جرى «تحرير قرية جزل بالكامل». وأكد القيادي في التنظيم أبو بكر الشامي في تغريدة له في «تويتر»: «السيطرة على ما يقارب 15 نقطة في منطقة جزل وتدمير عدد من الآليات» التابعة لقوات النظام في المنطقة. وبحسب عبد الرحمن، فإن حقل جزل الذي كان ينتج 2500 برميل يوميا، هو آخر أكبر الحقول النفطية الواقعة تحت سيطرة النظام في سوريا.
وأكد القيادي المعارض في دير الزور المقدم مهند الطلاع لـ«الشرق الأوسط»، أن النظام «فقد السيطرة على كامل الحقول النفطية في دير الزور وحمص»، إضافة إلى «خسارته السيطرة على كامل حقول الغاز في دير الزور في شرق سوريا».
ولم يستبعد الطلاع «اتساع رقعة سيطرة داعش.. مما يهدد بسيطرته على حقل شاعر للغاز الواقع تحت سيطرة النظام، وبالتالي، يهدد بمنع إمدادات الغاز عبر شرق حمص إلى محطات الكهرباء الرئيسية التي تغذيها أنابيب الغاز التي لا تزال عاملة»، وبالتالي «إغراق مدينة حمص والساحل وأجزاء من ريف دمشق بالعتمة في حال لم يكن لدى النظام بدائل». وأشار إلى أن خطوط الغاز التي تمر من حقل «شاعر» عبر البادية السورية «تغذي محطة جندر لتوليد الكهرباء في حمص، ومحطة تشرين الحرارية».
ودمرت الحرب القطاع النفطي في سوريا، كما تأثر قطاع إنتاج الغاز. وانخفض إنتاج البترول السوري الرسمي في عام 2014 إلى 9329 برميلا في اليوم الواحد بعدما بلغ 380 ألفا قبل بدء النزاع في 2011.
وخسر النظام غالبية الحقول النفطية وأبرزها مجموعة حقول دير الزور (شرق) الأكثر غزارة التي سيطر عليها تنظيم داعش في صيف 2014، وحقل رميلان في محافظة الحسكة (شمال شرق) الذي يسيطر عليه الأكراد.
وتشهد مناطق سورية كثيرة أزمة وقود. وتحصل المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام على المشتقات النفطية من المناطق الكردية، بالإضافة إلى ما تستورده الحكومة عبر خط الائتمان الإيراني.
«داعش» يسيطر على «جزل» آخر أكبر الحقول النفطية تحت سيطرة النظام
ينتج 2500 برميل يوميًا.. ومخاوف من السيطرة على حقل للغاز
«داعش» يسيطر على «جزل» آخر أكبر الحقول النفطية تحت سيطرة النظام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة