شيّعت أمس مدينة السويداء جثمان الشيخ الدرزي المعارض وحيد البلعوس الذي قتل مع العشرات في انفجار سيارتين مفخختين يوم الجمعة الماضي. وفيما جدّد «رجال الكرامة» اتهامهم للنظام ممثلا برئيس الأمن العسكري وفيق ناصر باغتيال البلعوس، طالبوا بتسليمهم «وافد أبو ترابى» خلال يومين ليتم التأكد من المعلومات التي قدمها، حسبما ادعى النظام من أنه اعترف بتنفيذه عملية الاغتيال، معتبرين أنه «إذا لم تلتزم السلطة بذلك تكون قد أعلنت الحرب على الجبل، وستصل الأمور إلى تداعيات لا تحمد عقباها».
وفي ظل استمرار شبه حصار السويداء بفعل قطع الاتصالات عنها والطرق الرئيسية المؤدية إليها، أشارت مصادر درزية معارضة إلى أن شيخي العقل حكمت الهجري ويوسف جربوع ومشايخ آخرين محسوبين على النظام، منعوا من حضور التشييع بينما شارك الشيخ حمود الحناوي، الذي كان مقربا في الفترة الأخيرة من البلعوس. وسُجّل غياب واضح للقوى الأمنية على الأرض، بينما خرجت مظاهرة بعد التشييع إلى مبنى المحافظة، وسمعت أصوات إطلاق نار كثيف داخل المدينة.
وعلى الصفحة الخاصة بهم، رفض «رجال الكرامة»، في بيان، الاتهام الموجه لما وصفوه بـ«البطل الحر المغوار والموحد الأصيل الشيخ وافد أبو ترابي، وتلفيق اعترافات منتزعة منه تحت التعذيب، التي عودتنا عليها أروقة الأمن السوري». وطالبوا بـ«إخلاء سبيله وسبيل كل الأحرار المعتقلين في سجون الظلام الأسدية».
وأكد «رجال الكرامة» أن «الدروز لم يعودوا على الحياد تجاه استنزاف إخواننا في سوريا والاستفراد بهم»، متهمين «أعوان وأبواق النظام الفاشستي بالمراهنة على شق الصف»، وأضافوا: «لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، فلن يسمح الدروز بعد اليوم بقتل أبنائهم في مفارز الأمن على أيادٍ قذرة درزية وعلوية مشتركة أو أي طائفة أخرى، فكرامات الناس للناس وليست لوريث حافظ الأسد».
في سياق آخر، نددت منظمة العفو الدولية في تقرير لها باعتقالات تعسفية يقوم بها الأكراد في شمال سوريا بحق أشخاص يتهمونهم بالانتماء إلى مجموعات معارضة لهم أو مؤيدة لتنظيم داعش، ويمنعون عنهم المحاكمات العادلة. وذكرت المنظمة أنها وثقت حالات كثيرة من اعتقال السلطات الكردية المحلية لأشخاص استنادا إلى أدلة ضعيفة جدا، ولمجرد إقدامهم على انتقاد حزب الاتحاد الديمقراطي، أبرز حزب كردي سوري.
وقالت المنظمة إنها قابلت عشرة معتقلين في سجنين شمال شرق سوريا. وأقرت بأن ظروف السجن «كافية»، مشيرة إلى أنها مجهَّزة بشكل جيد، وغير مزدحمة، إلا أنها أشارت إلى أن بعض الأشخاص معتقلون فيها منذ سنة من دون توجيه أي اتهام لهم ومن دون محاكمة. أما الذين أحيلوا إلى المحاكمة، فيقولون إن آليات المحاكمة «غير عادلة بتاتًا». وذكر التقرير أن «المعتقلين منعوا من الحصول على حقوق أساسية بينها الدفاع عن أنفسهم، والاطلاع على أدلة الإثبات ضدهم، ومقابلة محام أو أفراد عائلاتهم». وبعض المعتقلين هم من السكان العرب لمناطق سيطر عليها المقاتلون الأكراد. ويقول السجناء إنهم اتهموا بالارتباط بتنظيم داعش، على الرغم من عدم وجود أدلة على ذلك.
وأشار أحد الذين التقتهم منظمة العفو الدولية إلى أنه اعتقل لمدة شهر تقريبا، لأنه يحمل اسما مشابها لأحد المطلوبين. بينما قال آخر إنه أوقف لأنه انتقد حزب الاتحاد الديمقراطي على حسابه على موقع «فيسبوك». وذكر التقرير أن الإدارة الذاتية الكردية «استخدمت قانون مكافحة الإرهاب لاعتقال ومحاكمة مجموعات كردية معارضة لحزب الاتحاد الديمقراطي».
وأفاد حزب كردي معارض لمنظمة العفو الدولية بأن 12 من عناصره أوقفوا في عام 2014 وصدرت في حقهم أحكام بتهم «القيام بأعمال إرهابية من دون وجود أدلة كافية». وتقول سلطات الإدارة الذاتية الكردية إنها تعتقل نحو أربعمائة سجين في مراكز يديرها الآسايش (قوى الأمن الكردية) منتشرة على المساحة التي تسيطر عليها في سوريا.
وميدانيا، استمرت الاشتباكات العنيفة في بعض المناطق، وتمكنت قوات النظام وحزب الله من التقدم مجددًا في مدينة الزبداني، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وسط إلقاء الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة.
وفي إدلب، قتل 3 مواطنين بينهم سيدة، وأصيب نحو 30 آخرين، جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق في مدينة أريحا جنوب مدينة إدلب. وفي محيط أبو الضهور العسكري، استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المعارضة وجبهة النصرة من جهة أخرى، ترافق مع تفجير عناصر في «النصرة» لعربة مفخخة داخل أسوار المطار، كما أطلقت قوات النظام صاروخًا يُعتقد أنه من نوع أرض - أرض، وفق المرصد.
وفي ريف الحسكة، هاجم تنظيم داعش مواقع تابعة لوحدات الحماية الكردية قرب بلدة تل براك بريف الحسكة الشرقي. وذكرت مصادر ميدانية لشبكة الدرر الشامية، أن التنظيم شنّ هجومًا مباغتًا على مراكز الوحدات في قرية رجم الطفيحي ونقاط أخرى جنوب بلدة تل براك، مستغلاً العاصفة الترابية التي اجتاحت المنطقة صباح أمس.
وأشارت المصادر إلى أن داعش تمكَّن من تفجير سيارة محملة بالذخيرة تابعة للوحدات قرب تل البراك، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
السويداء تشيع الشيخ البلعوس.. و«رجال الكرامة» يطالبون النظام بتسليم «أبو ترابي»
منظمة العفو الدولية تندد باعتقالات تعسفية لدى الإدارة الذاتية الكردية
السويداء تشيع الشيخ البلعوس.. و«رجال الكرامة» يطالبون النظام بتسليم «أبو ترابي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة