الشرعية اليمنية توثّق جرائم صالح والحوثيين تمهيدًا لمحاكمة دولية

ياسين لـ«الشرق الأوسط»: حصلنا على وثائق تثبت تورط المتمردين مع جهات خارجية للنيل من سيادة اليمن

الشرعية اليمنية توثّق جرائم صالح والحوثيين تمهيدًا لمحاكمة دولية
TT

الشرعية اليمنية توثّق جرائم صالح والحوثيين تمهيدًا لمحاكمة دولية

الشرعية اليمنية توثّق جرائم صالح والحوثيين تمهيدًا لمحاكمة دولية

تعمل الحكومة الشرعية على تقديم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وعبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين، إلى محاكمة دولية، جراء الأعمال الإجرامية التي قادوا إلى ارتكابها ضد الإنسانية في اليمن.
وأوضح الدكتور رياض ياسين عبد الله، وزير الخارجية اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن السلطات اليمنية الشرعية مستمرة في توثيق جميع الجرائم التي تورط بها علي عبد الله صالح والميليشيات الحوثية، على أن يتم تقديم ملف متكامل أمام المجتمع الدولي قريبًا، تمهيدا لإخضاع المتمردين على الشرعية لمحاكمة تقتص للشعب اليمني من المجرمين.
وأكد الدكتور ياسين، أنه جرى الحصول على كثير من الوثائق التي تثبت تورط الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وقادة الميليشيات الحوثية في التعامل مع جهات خارجية للنيل من سيادة اليمن، والتآمر مع قوى خارجية لتدمير البنى التحتية في البلاد.
وركز وزير الخارجية اليمني، أن «جميع الجرائم التي ارتكبها الحوثي وعلي عبد الله صالح موثقة لدى الحكومة اليمنية، بشكل كامل وسترفع للمحكمة الدولية لمقاضاتهم، قريبًا».
من جهة أخرى، أوضح العميد سمير الحاج، الناطق باسم المجلس العسكري في تعز لـ«الشرق الأوسط»، أن «العقاب الردع سيكون هو المصير المحتوم لكل من عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح والقيادة التابعة لهما جراء الأعمال التي قاموا بها بعد تمردهم على الشرعية، والسيطرة على الأسلحة الدولة، والمدن، مشيرًا إلى أن أبناء اليمن لن يسكتوا على ما حدث لهم ولأرضهم».
وشدد العقيد الحاج، على ضرورة أن يتم الجزاء الرادع والمحاكمة العادلة تحت مظلة محكمة دولية عادلة تنصف جميع الأطراف خاصة المتضررة، وتضمن عدم الحيف والظلم لأي طرف.
وذهب الناطق باسم المجلس العسكري في تعز إلى أن «الأمور لا تحتاج إلا نظرة بسيطة إلى ما يحدث في اليمن من دمار شامل وقصف للمدنيين وهدم للبنية التحتية والمستشفيات والمدارس والمناطق الأثرية وزرع للألغام بشكل عشوائي وهو ما يسمى الهيئة المحمية في القانون الدولي»، معتبرًا ذلك سببًا كافيًا لتقديم الحوثي وصالح للمحاكمة.
وقال العقيد الحاج، إنه بناء على الوثائق التي بحوزة الحكومة الشرعية، ارتكب كل من صالح والحوثي جرائم بحق المدنيين والعزل في اليمن وفي تعز بشكل ممنهج كونها واجهة الثورة الرئيسية، إضافة لأنها مثلت حالة ممانعة واستعصاء على دخولهم وسيطرتهم وفرضهم للنظام الانقلابي.
وراهن الناطق باسم المجلس العسكري في تعز، على أن الشعب اليمني شعب حيوي وقابل للعمل في أسوأ الظروف، وبمجرد ما تذهب غمة الانقلاب والانقلابين سيعود الجميع لأعماله ومدارسه وجامعاته بشكل طبيعي حتى وإن كانت المقرات شبه مدمرة.
وعن وجود الألغام، أكد العقيد الحاج أن إزالتها يتطلب جهدًا محليًا يدعمه جهد أممي ودولي خاصة في الضالع والمخا والبيضاء ومأرب، مشيرًا إلى أن الأمطار كشفت عشرات الألغام في محافظة شبوة دون جهد.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.