مطالبات بإسناد مهام الاستقدام بالسعودية إلى وزارة الداخلية من جديد

«الشورى»: التحضير لمناقشة تأثيرات انخفاض أسعار البترول

مطالبات بإسناد مهام الاستقدام بالسعودية إلى وزارة الداخلية من جديد
TT

مطالبات بإسناد مهام الاستقدام بالسعودية إلى وزارة الداخلية من جديد

مطالبات بإسناد مهام الاستقدام بالسعودية إلى وزارة الداخلية من جديد

طالب عضو بمجلس الشورى السعودي أمس، إعادة إسناد ملف استقدام العمالة الأجنبية، من وزارة العمل إلى وزارة الداخلية من جديد، وذلك بعد ظهور جوانب أمنية تستدعي المعالجة، وعدم تحقيق وزارة العمل نتائج إيجابية تذكر، فيما ينتظر أن يناقش مجلس الشورى السعودي، ملف تأثيرات انخفاض أسعار البترول خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد استماع لجنة الاقتصاد والطاقة للتقرير السنوي لوزارة البترول والثروة المعدنية.
وأوضح الدكتور محمود البديوي، عضو اللجنة الأمنية في مجلس الشورى السعودي، خلال الجلسة الأولى بعد عودة الأعضاء من الإجازة السنوية، أن ملف استقدام العمالة الأجنبية، كان يدار في السابق من قبل وزارة الداخلية السعودية، ولم يكن حينها، أي مخالفات تذكر، أو نشوء أزمة في استقدام العمالة المنزلية على وجه التحديد.
وقال الدكتور البديوي، إن وزارة العمل منذ أن تولت ملف الاستقدام، ولم يحدث أي تقدم إيجابي، وطالب بإعادة الملف مرة أخرى لوزارة الداخلية خصوصًا مع ظهور جوانب أمنية تستدعي المعالجة.
وسيطر ملف أزمة العمالة المنزلية على جلسة مجلس الشورى السعودي، وخلال مناقشة مشروع اتفاق بين وزارة العمل في السعودية، ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية في فيتنام، في مجال توظيف العمالة المنزلية، تركزت مداخلات الأعضاء على المطالبة بإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمتها وزارة العمل - أخيرًا، كونها لم تراعِ حقوق المواطن، وركزت فقط على حقوق العمالة المنزلية، ناهيك بترسيخ الصورة الذهنية للأسرة السعودية السلبية في تلك الاتفاقيات.
وذكر الدكتور مشعل السلمي، عضو المجلس، خلال مداخلته، أن وزارة العمل السعودية، لم توفر للمواطنين العمالة المنزلية اللازمة على الرغم من إبرامها تسع اتفاقيات مع دول آسيوية وأفريقية لاستقدام العمالة، لافتًا إلى أن هناك تعثرًا ومماطلة وانتظارًا يستمر لمدة عام ويزيد من قبل الدول التي تصدر عمالتها.
ولفت السلمي، أن تعطل الاستقدام العمالة، من تلك الدول أثر بالسلب على العمالة المنزلية النظامية داخل السعودية، إذ تسبب في زيادة هروب تلك العمالة المنزلية رغبة منها في مضاعفة الأجر التي تتقاضاه، موجهًا تساؤلات حيال الفائدة من توقيع تلك الاتفاقيات وعدم تفعيلها، مستشهدًا بما حدث مع بنغلاديش وإبرام الطرفين اتفاقية قبل 8 أشهر، ولم يصل بعد التوقيع إلا نحو 300 عامل فقط.
من جانب آخر، أشار سلطان السلطان، أن هناك خللاً كبيرًا في اتفاقيات العمالة المنزلية بشكل عام، موردًا بعض الأرقام التي استند عليها من خلال حديثه مع المسؤولين عن سفارات السعودية بالخارج، وهي أن بعض تلك السفارات تصدر يوميًا 50 ألف تأشيرة، وأن نحو 4.5 مليون عامل من الجنسية الفلبينية موجود في البلاد، لافتًا إلى أن العدد الإجمالي للعمالة الأجنبية في السعودية يبلغ 15 مليون عامل. وذكر السلطان، أن بعض المسؤولين في البعثات الدولية بالسعودية سجل حالات تزوير متعمدة من قبل رعاياهم؛ وذلك لإخفاء بعض المعلومات، مشددًا على أن الاتفاقيات التي أبرمت بحاجة إلى مراجعة من أجل حماية الأسرة السعودية من الانتهاكات التي قد تتخذ.
من جانبه، بيّن علي الوزرة، عضو المجلس، أن الاتفاقيات التي أبرمتها وزارة العمل، عملت على ترسيخ الصورة الذهنية السلبية عن المواطن والعائلة السعودية، وتجاهلت تمامًا حقوق المواطن، مستشهدًا بما ورد في الاتفاقية المبرمة بين السعودية والهند من أنه في حال تسبب العامل في وفاة طرف ثالث فإن الكفيل ملزم بدفع الدية.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.