السعودية: إنشاء المستوطنات الإسرائيلية أشد القضايا خطراً على عملية السلام

طالبت بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بعدم شرعية الاستيطان وإزالة الجدار الفاصل

السعودية: إنشاء المستوطنات الإسرائيلية أشد القضايا خطراً على عملية السلام
TT

السعودية: إنشاء المستوطنات الإسرائيلية أشد القضايا خطراً على عملية السلام

السعودية: إنشاء المستوطنات الإسرائيلية أشد القضايا خطراً على عملية السلام

أكدت السعودية أن إنشاء المستوطنات الإسرائيلية من أشد القضايا خطرا على عملية السلام في المنطقة، لأنها تشعر الجانب الفلسطيني أن ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في تناقص مستمر، ويتضح ذلك من خلال استمرار الأعمال الاستفزازية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وتنفيذ إجراءات أحادية الجانب وخلق واقع جديد على الأرض عبر تسليح وتمويل المستوطنين وارتفاع عمليات التدمير والهدم العشوائي ومصادرة المنازل والممتلكات والمزارع وإقامة المستوطنات على تلك الأراضي بغير وجه حق.
جاء ذلك خلال كلمة المملكة في اجتماع الأمم المتحدة الدولي المعني بقضية فلسطين الذي بدأت أعماله اليوم في بروكسل بعنوان (المستوطنات الإسرائيلية عقبه أمام السلام - السبل الممكنة) وألقاها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ رئيس بعثه المملكة لدى الاتحاد الأوروبي عبدالرحمن بن سليمان الأحمد، برعاية الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية.
وناشدت السعودية المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ التدابير الضرورية اللازمة لحماية أبناء الشعب الفلسطيني من الإجراءات العدوانية الإسرائيلية التي تعد استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين وانتهاكًا صارخًا لأبسط حقوق الإنسان، وتهدد تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط. وطالبت بتنفيذ قراري مجلس الأمن رقمي 465 و497 اللذين يؤكدان عدم شرعية الاستيطان وضرورة تفكيك المستوطنات القائمة والعمل على إزالة الجدار الفاصل ووقف كل إجراءات التهويد الإسرائيلية في القدس، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني يواجه خطر فقدان ما تبقى من أراضيه المحتلة، عبر استمرار إقامة المستوطنات الإسرائيلية التي تهدد وجوده بالإضافة إلى إنشاء جدار الفصل وعمليات تهويد القدس ومحاولات تقسيم المسجد الأقصى والاعتقالات الجماعية ومحاولات نقل بعض المكاتب إلى مدينة القدس المحتلة، فيما يسمى بخطه القدس 2020 وهي إجراءات وانتهاكات لحقوق الشعب الفلسطيني تعد غير شرعية بموجب القانون الدولي.
وأثنى السفير الأحمد على ما صدر في بيان منظمة التعاون الإسلامي وبيان جامعة الدول العربية، مذكراً بأن هذا الاجتماع يعقد في ظل محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية لتسريع وتيرة الاستيطان بهدف فرض واقع ديمغرافي وسياسي لمحاولة نسف أي جهود دولية لتحقيق السلام، وقال "نتطلع للمزيد من جهود المجتمع الدولي لوقف العمليات الاستيطانية أسوة بخطوات الاتحاد الأوروبي بشأن عدم استيراد البضائع المنتجة في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع أهمية تفعيل وتطوير هذه الخطوات". مشددا على أن المملكة العربية السعودية تطالب المجتمع الدولي بالتخلي عن الانتقائية وازدواجية المعايير التي تخالف الشرعية الدولية والتصدي لقرارات الاستيطان الصادرة من سلطات الاحتلال الإسرائيلية والعمل الجاد بالضغط على " إسرائيل " للانصياع للإرادة الدولية لتحقيق السلام عبر إنهاء الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة لهذا النزاع ولتحقيق الأمن والسلام. وأكد مواقف المملكة العربية السعودية الثابتة في دعم القضية الفلسطينية وإدانتها للمخططات الإسرائيلية في بناء المستوطنات واعتداءاتها السافرة على الحقوق الشرعية الثابتة للشعب الفلسطيني، والدعوة إلى الإنهاء الفوري لأعمال العنف الإسرائيلية والأنشطة الأخرى كافة التي تتنافى مع القانون الدولي وتهدد المدنيين.



«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
TT

«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)

في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى مواجهة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية وحماية المال العام، أعلن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن حزمة من الإجراءات المنسقة لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعزيز المركز القانوني للدولة، وذلك بعد تلقي المجلس تقارير من الأجهزة الرقابية والقضائية حول قضايا فساد كبرى وقعت في الأعوام الأخيرة.

وأفاد الإعلام الرسمي بأنه، بناءً على توصيات من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، صدرت توجيهات مستعجلة لاستكمال إجراءات التحقيق في القضايا قيد النظر، مع متابعة الجهات المتخلفة عن التعاون مع الأجهزة الرقابية.

وشدد مجلس الحكم اليمني على إحالة القضايا المتعلقة بالفساد إلى السلطة القضائية، مع توجيهات صريحة بملاحقة المتهمين داخل البلاد وخارجها عبر «الإنتربول» الدولي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي (سبأ)

وأمر العليمي -حسب المصادر الرسمية- بتشكيل فريق لتقييم أداء هيئة أراضي الدولة وعقاراتها، التي تواجه اتهامات بتسهيل الاستيلاء على أراضيها من قِبل شخصيات نافذة. كما شدد على إلغاء جميع التصرفات المخالفة للقانون وملاحقة المتورطين.

وبينما تشير هذه الخطوات الجادة من مجلس القيادة الرئاسي إلى التزام الحكومة اليمنية بمكافحة الفساد، وتحسين الأداء المؤسسي، وتعزيز الشفافية، يتطلّع الشارع اليمني إلى رؤية تأثير ملموس لهذه الإجراءات في بناء دولة القانون، وحماية موارد البلاد من العبث والاستغلال.

النيابة تحرّك 20 قضية

ووفقاً لتقرير النائب العام اليمني، تم تحريك الدعوى الجزائية في أكثر من 20 قضية تشمل جرائم الفساد المالي، وغسل الأموال، وتمويل الإرهاب، والتهرب الضريبي. ومن بين القضايا التي أُحيلت إلى محاكم الأموال العامة، هناك قضايا تتعلّق بعدم التزام بنوك وشركات صرافة بالقوانين المالية؛ مما أدى إلى إدانات قضائية وغرامات بملايين الريالات.

كما تناولت النيابة العامة ملفات فساد في عقود تنفيذ مشروعات حيوية، وعقود إيجار لتوليد الطاقة، والتعدي على أراضي الدولة، وقضايا تتعلق بمحاولة الاستيلاء على مشتقات نفطية بطرق غير مشروعة.

مبنى المجمع القضائي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (سبأ)

ومع ذلك، اشتكت النيابة من عدم تجاوب بعض الجهات الحكومية مع طلبات توفير الأدلة والوثائق، مما أدى إلى تعثر التصرف في قضايا مهمة.

وأوردت النيابة العامة مثالاً على ذلك بقضية الإضرار بمصلحة الدولة والتهرب الجمركي من قبل محافظ سابق قالت إنه لا يزال يرفض المثول أمام القضاء حتى اليوم، بعد أن تمّ تجميد نحو 27 مليار ريال يمني من أرصدته مع استمرار ملاحقته لتوريد عشرات المليارات المختلسة من الأموال العامة. (الدولار يساوي نحو 2000 ريال في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية).

وعلى صعيد التعاون الدولي، أوضحت النيابة العامة أنها تلقت طلبات لتجميد أرصدة أشخاص وكيانات متورطين في غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبينما أصدرت النيابة قرارات تجميد لبعض الحسابات المرتبطة بميليشيات الحوثي، طلبت أدلة إضافية من وزارة الخزانة الأميركية لتعزيز قراراتها.

تجاوزات مالية وإدارية

وكشف الجهاز المركزي اليمني للرقابة والمحاسبة، في تقريره المقدم إلى مجلس القيادة الرئاسي، عن خروقات جسيمة في أداء البنك المركزي منذ نقله إلى عدن في 2016 وحتى نهاية 2021. وتضمنت التجاوزات التلاعب في الموارد المالية، والتحصيل غير القانوني للرسوم القنصلية، وتوريد إيرادات غير مكتملة في القنصلية العامة بجدة وسفارتي اليمن في مصر والأردن.

وأفاد الجهاز الرقابي بأن التجاوزات في القنصلية اليمنية في جدة بلغت 156 مليون ريال سعودي، تم توريد 12 مليون ريال فقط منها إيرادات عامة، في حين استولت جهات أخرى على الفارق. أما في مصر فتم الكشف عن استيلاء موظفين في السفارة على 268 ألف دولار من إيرادات الدخل القنصلي باستخدام وثائق مزورة.

وفي قطاع الكهرباء، كشف تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن مخالفات جسيمة في عقود توفير المشتقات النفطية، تضمّنت تضخيم تكلفة التعاقدات وإهدار المال العام بقيمة تزيد على 285 مليون دولار. كما أشار التقرير إلى اختلالات في عقود السفينة العائمة لتوليد الطاقة التي تضمنت بنوداً مجحفة وإعفاءات ضريبية وجمركية للشركة المتعاقد معها.

وتحدّث الجهاز الرقابي اليمني عن اعتداءات ممنهجة على أراضي الدولة، تشمل مساحة تزيد على 476 مليون متر مربع، وقال إن هذه الاعتداءات نُفّذت بواسطة مجاميع مسلحة وشخصيات نافذة استغلّت ظروف الحرب لنهب ممتلكات الدولة. كما تم تسليم أراضٍ لمستثمرين غير جادين تحت ذرائع قانونية؛ مما تسبّب في إهدار أصول حكومية ضخمة.

وحسب التقارير الرقابية، تواجه شركة «بترومسيلة» التي أُنشئت لتشغيل قطاع 14 النفطي في حضرموت (شرق اليمن)، اتهامات بتجاوز نطاق عملها الأساسي نحو مشروعات أخرى دون شفافية، إلى جانب اتهامها بتحويل أكثر من مليار دولار إلى حساباتها الخارجية، مع غياب الرقابة من وزارة النفط والجهاز المركزي.