قيادي كردي يتهم تركيا بعرقلة التعاون بين الأكراد والمعارضة السورية

المؤتمر السادس للاتحاد الديمقراطي يعقد منتصف الشهر الجاري

قيادي كردي يتهم تركيا بعرقلة التعاون بين الأكراد والمعارضة السورية
TT

قيادي كردي يتهم تركيا بعرقلة التعاون بين الأكراد والمعارضة السورية

قيادي كردي يتهم تركيا بعرقلة التعاون بين الأكراد والمعارضة السورية

قبيل إجراء انتخابات مرتقبة لاختيار رئيس جديد لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، قال إبراهيم إبراهيم، مدير مركزه الإعلامي في أوروبا، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن الحزب على استعداد لإنقاذ السوريين من خطر تنظيم داعش حال «طُلب منا ذلك»، متهما الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعرقلة التعاون بين المعارضة السورية والأكراد.
ويعقد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المؤتمر السادس له منتصف الشهر الحالي في مدينة القامشلي (شمال شرقي سوريا)، بحضور وفود عربية وغربية أبرزها أعضاء في برلمان الاتحاد الأوروبي والدنماركي، لاختيار خلف لرئيسه صالح مسلم، ورسم خريطة جديدة للحزب للتعامل مع الأزمة المستمرة منذ 4 سنوات.
واتهم إبراهيم الرئيس إردوغان بعرقلة التعاون بين المعارضة السورية والأكراد. وقال لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من الدنمارك: «إذا خرجت المعارضة السورية عن الحضن التركي فإننا سنتمكن من هزيمة النظام السوري و(داعش)». وتابع: «نحن نحارب (داعش) في سوريا، وقتل منا الآلاف منذ بداية الأحداث، ولدينا إثباتات حول تورط تركيا في دعم عناصر تنظيم داعش، لهذا نريد التعاون مع كل أطياف المعارضة السورية لصالح الوطن السوري».
وقال إبراهيم: «نحن على استعداد في حزبنا للوصول لأي مكان يوجد به تنظيم داعش لمساعدة الشعب السوري ومواجهته إذا طلب منا ذلك»، مضيفا أنه «قبل ذلك أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية عن استعدادها للتدخل في الشام إذا كان هذا في صالح الشعب السوري».
وخلال الأشهر الماضية هاجم تنظيم داعش منطقة عين العرب (كوباني) التي تقطنها أغلبية كردية. وتشير تقارير إلى أن التنظيم المتشدد قتل 145 شخصا على الأقل في المدينة ومحيطها، في ما وصفه المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه «إحدى أسوأ المذابح التي نفذها التنظيم في سوريا». وتمكنت قوات حماية الشعب الكردية - المنبثقة من الحزب - من تطهير المدينة الواقعة أقصى شمال سوريا من التنظيم وقتل عناصره.
وأضاف إبراهيم أن كل المتغيرات التي تشهدها الساحة السورية والقضايا المتصارعة أدت إلى ضرورة انعقاد هذا المؤتمر لبحث الوضع السوري والمتغيرات، وإعادة قراءة الحزب لها، كذا وضع آليات عمل جديدة وجدية للتعامل مع الأزمة بما يخدم مصلحة سوريا الوطن.
وتأسس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي عام 2003 في سوريا، ويهدف إلى حل القضية الكردية في سوريا، ويعد من الأحزاب التي ثارت ضد نظام الرئيس بشار الأسد، ويبلغ عدد أعضائه نحو 20 ألف عضو بحسب تأكيدات قادته.
ولفت إبراهيم إلى مناقشة الحزب المتغيرات الجيوسياسية التي حدثت مؤخرا على امتداد خط الحدود بين سوريا وتركيا، مشيرا إلى أن القوات الكردية أثبتت نجاحها في مواجهة الإرهاب بعيد فقد النظام السوري والمعارضة السيطرة على مساحات واسعة من البلاد. وعن اتهام الحزب بالانفراد بالساحة الكردية، قال مدير المركز الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي في أوروبا: «للأسف الساحة هي التي انفردت بنا، لأن أكثر التيارات غادرت البلاد ولم يبق أحد، ومع ذلك سيقف المؤتمر على هذه القضية وسيوجه رسالة إلى الجميع بالعودة إلى سوريا والعمل معنا لمواجهة الخطر الداهم بنا جميعا».
وعن وضع تنظيم الحزب والقضايا التي سيتناولها المؤتمر، قال إبراهيم: «حزبنا حزب جماهيري واسع جدا، ومن الطبيعي أن تكون هناك أخطاء وتجاوزات، لكن المؤتمر سيقف على هذه الأمور بجدية لأننا حزب نبني للمستقبل والأجيال، ويجب أن تخلو الأجيال القادمة من هذه الأمراض الاجتماعية».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».