صنعاء تدك بنيران التحالف.. وقوات هادي تتقدم بالبيضاء.. وقتل 70 حوثيًا خلال 48 ساعة

مصادر في القوات المشتركة لـ {الشرق الأوسط} : إقرار خطة عاجلة لتطهير مأرب من الانقلابيين

أعمدة دخان تتصاعد في العاصمة اليمنية صنعاء في أعقاب قصفها من طائرات التحالف أمس (أ.ب)
أعمدة دخان تتصاعد في العاصمة اليمنية صنعاء في أعقاب قصفها من طائرات التحالف أمس (أ.ب)
TT

صنعاء تدك بنيران التحالف.. وقوات هادي تتقدم بالبيضاء.. وقتل 70 حوثيًا خلال 48 ساعة

أعمدة دخان تتصاعد في العاصمة اليمنية صنعاء في أعقاب قصفها من طائرات التحالف أمس (أ.ب)
أعمدة دخان تتصاعد في العاصمة اليمنية صنعاء في أعقاب قصفها من طائرات التحالف أمس (أ.ب)

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة في القوات المشتركة في محافظة مأرب اليمنية، والمكونة من قوات التحالف وقوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، أن خطة عاجلة جرى إقرارها لتطهير محافظة مأرب وما تبقى من محافظة شبوة، من قبضة الانقلابيين الحوثيين، قبل البدء في تحرير محافظة الجوف والعاصمة صنعاء، وتتضمن تلك الخطة تطهير عدد من جبهات القتال، من بينها بيحان، عين شبوة، وحريب بيحان وصرواح ومثلث الجدعان، مجزر، في محافظة مأرب. وبحسب هذه المصادر فإن الخطة تتضمن، أيضا، تكثيف الغارات الجوية وإنهاك الانقلابيين في جميع المحافظات اليمنية، وبالأخص صنعاء وصعدة.
في غضون ذلك، قالت مصادر مقربة من القوات اليمنية المشتركة المرابطة في مأرب لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن التطورات الأخيرة في مأرب لم تؤثر على خطط التحالف والقوات المشتركة لتنفيذ مخططاتها المتعلقة بتحرير المناطق وفق جدول زمني وحسبما هو مخطط له، وأشارت إلى استمرار وصول التعزيزات العسكرية واستمرار التحضيرات لعملية تطهير كل المناطق التي تخضع لسيطرة الانقلابيين الحوثيين وقوات المخلوع صالح، بصورة نهائية، في الوقت المحدد، ثم الانتقال إلى تنفيذ عملية تحرير صنعاء، وأكدت أن عملية صنعاء مؤشراتها جيدة، واعتبرت المصادر التصعيد العسكري من قبل الانقلابيين في بعض جبهات القتال التصرفات في صنعاء، بأنها أظهرت «التخبط الذي تعيشه قوات الانقلابيين وأنها ترمي بثقلها لتحقيق انتصارات وهمية».
في السياق ذاته، كشف مصدر عسكري يمني لـ«الشرق الأوسط» عن تحركات للقوات المشتركة لتطهير المناطق المتبقية في محافظة شبوة، تحت سيطرة المتمردين الانقلابيين، وكذا مديرية مكيراس وباقي مناطق محافظة البيضاء، وأكد المصدر أن القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي باتت ترابط في مكيراس (منطقة شرجان)، وعلى بعد مسافة بسيطة من مركز المديرية، وبحسب المعلومات، فإن هذا التحرك يشير إلى زحف إلى الأمام باتجاه البيضاء، وقال المصدر العسكري إنهم «حصلوا على إحداثيات المكان الذي أطلق منه، الجمعة الماضي، أحد الصواريخ واستهدف مخازن السلاح لقوات التحالف في مأرب، وهو مديرية بيحان»، وبيحان مديرية تقع ما بين محافظات البيضاء ومأرب وتتبع شبوة إداريا، وقد تمركزت فيها الميليشيات الحوثية بعد مغادرتها لمناطق محافظة شبوة تحت وطأة ضربات القوات المشتركة في عملية «السهم الذهبي»، وأضاف المصدر أن تلك المناطق التي توجد فيها الميليشيات في بيحان والبيضاء وغيرها، باتت هدفا مباشرا وأصبحت تتعرض لعمليات قصف جوي مكثفة، وأن هذا القصف يأتي في هذا الإطار، وأردف المصدر مؤكدا، أيضا، أن قيادة القوات المشتركة «تضع في حسبانها كل الاحتمالات منذ وقت مبكر»، وأن القيادات العسكرية اليمنية ومن دول التحالف تواصل نزولها الميداني إلى مواقع القوات المرابطة في مأرب وغيرها من المناطق، إضافة إلى الاتصالات التي تجريها مع المقاومة الشعبية في المناطق المحيطة بصنعاء.
من ناحية ثانية، قال مصدر قيادي في المقاومة الجنوبية إن العشرات من المسلحين الحوثيين قتلوا في عمليات ناجحة، نفذتها المقاومة في مديرية مكيراس الحدودية بين محافظتي أبين (الجنوبية) والبيضاء (الشمالية)، خلال الساعات الـ48 الماضية، وذكر المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن أكثر من 50 مسلحا حوثيا قتلوا في عملية نوعية للمقاومة، إضافة إلى نحو 20 آخرين قتلوا في كمائن متفرقة من ميليشيات كانت تستهدف مديرية مكيراس، بالتزامن مع كثافة للنيران من قبل قوات التحالف، وفي إطار ترتيب أوضاع القوات العسكرية في شرق البلاد أنشأت القوات المشتركة لواء عسكريا جديدا حمل اسم «لواء الحزم»، وعين العميد الشيخ أمين العكيمي، قائدا للواء، الذي جرى تشكيله، مؤخرا، من المقاومة الشعبية في محافظة الجوف التي يقودها الشيخ الحسن ابكر، واللواء الجديد، يجري التحضير له منذ فترة في منطقة صحراء الريان بالجوف، وقد شارك اللواء الركن عبده الحذيفي، وزير الداخلية اليمني، واللواء الركن محمد علي المقدشي، أمس، في عملية تدشين هذا اللواء العسكري الجديد، الذي انضم إلى قوام القوات قوات الجيش اليمني الجديد.
في غضون ذلك، دكت طائرات التحالف، أمس، بعشرات الغارات الجوية المركزة، مواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح في العاصمة صنعاء، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر من 15 غارة جوية استهدفت معسكر قوات الأمن الخاصة في ميدان السبعين يوما، وإن تلك الغارات أدت إلى تدمير معظم أبنية وأجنحة المعسكر، الذي يحتضن واحدة من أهم القوات الأمنية في اليمن والموالية للمخلوع صالح، والتي يتم الدفع بعناصرها إلى جبهات القتال، نظرا لانتشار فروع لهذه القوات في كل المحافظات اليمنية، ومن أبرز المواقع التي جرى استهدافها في صنعاء، مخازن السلاح في جبل «فج عطان»، في جنوب العاصمة و«جبل نقم» في شرقها، ومبنى «دار الرئاسة»، وغيرها من المواقع التي يستخدمها المسلحون الحوثيون، وتؤكد مصادر محلية أن الانقلابيين يحتفظون بكميات من الأسلحة والذخائر في مناطق سكنية في صنعاء، في حين سبق وأكدت قوات التحالف حرصها على سلامة المدنيين وتجنبها لقصف المواقع التي رصدت فيها أسلحة وسط الأحياء السكنية، ويعتقد مراقبون في صنعاء أن الغارات المكثفة للتحالف على العاصمة، يشير إلى الحصول على معلومات جديدة بشأن تحريك بعض الأسلحة المخزنة في كهوف الجبال المحيطة بصنعاء وتحت الأرض في مواقع حيوية استراتيجية في العاصمة، التي شهدت، خلال الساعات الماضية، عمليات نزوح جديدة لعشرات الأسر، التي غادرت صنعاء إلى المحافظات والقرى، الآمنة نسبيا، وذلك مع تكثيف قصف قوات التحالف، ومع المخاوف المتزايدة لدى سكان صنعاء من اقتتال، يعتقد أنه سيكون عنيفا، من أجل تحرير العاصمة من قبضة الميليشيات.
إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر محلية مطلعة في صنعاء أن هناك مخططا لدى الحوثيين والقيادات الأمنية الموالية للمخلوع صالح، يقضي بإشاعة الفوضى الأمنية والانفلات في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات، وقالت المصادر الخاصة إن أبرز ملامح الفوضى الأمنية المخطط لها، عمليات الاغتيالات التي قد تطال نشطاء وسياسيين، وإنه تم الشروع، فعلا، في مثل هذه العمليات، لكن المصادر أكدت أن التركيز سوف يكون على صنعاء، خلال الفترة المقبلة، نظرا للمخاوف التي تتملك الحوثيين وصالح من بروز بؤر مقاومة شعبية داخل وحول العاصمة، مع اقتراب عملية تحريرها، وأكدت معلومات «الشرق الأوسط» أن الانقلابيين في صنعاء يقومون باستدعاء القيادات العسكرية والأمنية المتقاعدة والكبيرة في السن، والذين لديهم خبرات في ما يتعلق بمراحل الصراعات السابقة، سواء في شمال اليمن، أو الصراعات بين شطري البلاد، قبل قيام الوحدة اليمنية، إضافة إلى الخبرات الموثوقة من أبناء مناطق وأسر معينة، في ما يتعلق بمعارك المناطق الوسطى، التي كان يدعمها الحزب الاشتراكي اليمني، الحاكم في الجنوب آنذاك، للاستفادة من خبراتهم في مجال الصراع، والتعامل مع الأشخاص المعارضين وغيرهم.
على صعيد آخر، وتعبيرا عن شكر اليمنيين لما تقدم دول التحالف لليمن، تعتزم مجموعة من السياسيين والإعلاميين اليمنيين إطلاق حملة شكر لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد مقتل عدد من الجنود الإماراتيين في جنوب اليمن وشماله، في سبيل الدفاع عن الشرعية اليمنية، وقالت مصادر يمنية في الرياض لـ«الشرق الأوسط» إن «الحملة ستكون بمثابة عاصفة شكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على وقوفها بجانب الشعب والشرعية اليمنية مع قوات التحالف بقيادة السعودية، وعلى جميع مبادراته الكريمة تجاه الشعب اليمني تحت شعار، شكرا إمارات الخير، وتشيد الحملة بقرار عاصفة الحزم الذي دعم الشرعية باليمن».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.