«جبهة النصرة» و«جيش المهاجرين» يلتحقان بمعركة الفوعة لنصرة الزبداني

مساع لهدنة جديدة في المدينة

«جبهة النصرة» و«جيش المهاجرين» يلتحقان بمعركة الفوعة لنصرة الزبداني
TT

«جبهة النصرة» و«جيش المهاجرين» يلتحقان بمعركة الفوعة لنصرة الزبداني

«جبهة النصرة» و«جيش المهاجرين» يلتحقان بمعركة الفوعة لنصرة الزبداني

دخلت معركة الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشمالي منعطفًا جديدًا، تمثّل بانضمام «جبهة التصرة» و«جيش المهاجرين» إلى فصائل «جيش الفتح» و«أحرار الشام» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» التي تحاصر البلدتين الشيعيتين، وذلك ردًا على تشديد النظام السوري و«حزب الله» حصارهما على مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي، وتفعيل عملياتهما العسكرية، في وقت أعلن فيه «فيلق الشام» التابع لغرفة عمليات «جيش الفتح» عن «تشكيل فريق جديد للتفاوض مع الجانب الإيراني من أجل فكّ الحصار عن الزبداني وكفريا والفوعة، وإخراج الجرحى والمرضى.
ونقل موقع «الدرر الشامية» المعارض، عن مصادر وصفها بـ«الخاصة»، أن «(جبهة النصرة) وكتائب (الأوزبك) و(الشيشان) و(التركستان) المنضوين تحت تسمية (جيش المهاجرين)، انضمت أخيرا إلى معركة الفوعة نصرةً لمدينة الزبداني التي تتعرض لحملة شرسة من قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد وميليشيات (حزب الله)، وأعلنوا إعداد العدّة لهجوم جديد عبر استخدام العربات المفخخة»، في وقت أعلن فيه «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» أمس عن «استمرار القصف المركّز على بلدتَي كفريا والفوعة ضِمْن معركة لهيب الشمال، واستهداف البلدتين بأكثر من 100 قذيفة متنوعة يوميًّا». ويأتي هذا التطوّر بالتزامن مع تضييق الفصائل المقاتلة وهي «جيش الفتح» و«أحرار الشام» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» الخناق على بلدتي الفوعة وكفريا، حيث تمكنوا من السيطرة على أربع نقاط في تلة الخربة الاستراتيجية.
وفي غياب أي تأكيد رسمي، أوضح القائد الميداني في كتائب «أحرار الزبداني» أحمد غادر لـ«الشرق الأوسط» أن الفصائل المقاتلة تبلغت قرار انضمام «النصرة» و«جيش المهاجرين» إلى المقاتلين في جبهة الفوعة وكفريا. وأكد أنه «منذ الإعلان عن دخول هذه التعزيزات إلى الفوعة، تقلّص القصف والضغط العسكري على الزبداني بشكل ملحوظ، إذ غاب القصف بالصواريخ والمدفعية الثقيلة والبراميل المتفجرة منذ الصباح (أمس) واقتصرت الخروقات على الرشاشات الخفيفة والمتوسطة، إلا أن الحصار لا يزال على حاله، والنظام يمنع إخراج المرضى حتى الأطفال منهم للعلاج خارج الزبداني». وأعلن أن «طفلاً توفي في حضن أمه على أحد حواجز النظام، فهو لم يسمح لها بنقله إلى المستشفى ولا العودة به إلى داخل الزبداني إلى أن فارق الحياة». وأشار إلى أن «كل هذه الفظاعات موثقة، وهي ستنشر في الوقت المناسب، لكن لن نضعها بتصرف هيئات حقوق الإنسان التي فقدت مصداقيتها، بل ربما في عهدة جمعيات الرفق بالحيوان، لعلها تكون أكثر إنسانية».
إلى ذلك، كشف «فيلق الشام» المنضوي في غرفة عمليات «جيش الفتح» أمس السبت عن «تشكيل فريق جديد للتفاوض بخصوص الزبداني وكفريا والفوعة». وقال الفيلق في بيان: «قام إخوانكم في المجلس الإسلامي الأعلى بتشكيل فريق للتفاوض بخصوص الزبداني وكفريا والفوعة». وأعلن «تعهد الفيلق وباقي الفصائل الثورية بالالتزام بما يحققه هذا الفريق من نتائج والوقوف صفًّا واحدًا خلفه». وهذا ما أقرّ بصحته مصدر ميداني في الزبداني، الذي أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الفصائل المقاتلة تبلغت قرارًا بالتوجه إلى جولة جديدة من المفاوضات». وقال: «من المقرر أن يتم منتصف الليلة (أمس) تأكيد أو فشل استئناف المفاوضات، فإذا اتفق الطرفان على العودة إلى المفاوضات تبدأ هدنة عسكرية اعتبارًا من السادسة من صباح الغد (اليوم) وهذا ما نتمناه من أجل المدنيين».
وسبق لحركة «أحرار الشام» أن خاضت جولتين من المفاوضات عن مدينة الزبداني، فباءت الجولة الأولى بالفشل بسبب تعنُّت إيران وإصرارها على تهجير سكان المدينة، كما فشلت في الثانية بسبب رفض نظام بشار الأسد الإفراج عن عددٍ من الأسيرات في سجونه.
ميدانيا، في الزبداني استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، و«حزب الله» وميليشيات «قوات الدفاع الوطني» من جهة، وبين مقاتلي «أحرار الشام» و«جيش الفتح» المسلحين المحليين من جهة أخرى، أدت إلى وقوع خسائر في صفوف الطرفين. أما على جبهة الفوعة وكفريا، فقد قتل تسعة مسلحين من ميليشيات «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري خلال اشتباكات مع الفصائل الإسلامية، كما قتل عدد من مقاتلي الفصائل خلال هذه المعارك.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.