المعارضة تشتبك مع النظام و«حزب الله» في دمشق.. وتصد هجوم «داعش» في حي القدم

مقاتلو الزبداني يرفضون مغادرتها: الإيراني لا يفاوض إنما يراوغ

المعارضة تشتبك مع النظام و«حزب الله» في دمشق.. وتصد هجوم «داعش» في حي القدم
TT

المعارضة تشتبك مع النظام و«حزب الله» في دمشق.. وتصد هجوم «داعش» في حي القدم

المعارضة تشتبك مع النظام و«حزب الله» في دمشق.. وتصد هجوم «داعش» في حي القدم

بقي الوضع الأمني على ضراوته في العاصمة دمشق، من خلال الاشتباكات المتواصلة في الأحياء التي ترسم فيها خطوط تماس بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة المسلّحة، خصوصًا في حي جوبر الذي شهد أمس مواجهات عنيفة بين القوات النظامية و«حزب الله» اللبناني والميليشيات التابعة لهما من جهة، و«جبهة النصرة» وفصائل المعارضة من جهة ثانية. وترافق ذلك مع غارات نفذها الطيران الحربي أمس على مناطق الاشتباكات، وعلى أطراف حي جوبر.
وتتواصل المعارك بين الفصائل وتنظيم داعش في حيي القدم والعسالي في دمشق، وتضاربت المعلومات حول نتيجة المعركة، وبينما أفادت معلومات أن «الثوار تمكنوا من طرد مقاتلي التنظيم من الحيين المذكورين». أكد مصدر معارض في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاشتباكات مستمرة مع داعش، وأن الأخير حاول في الساعات الماضية التقدم والسيطرة على حي القدم إلا أن مقاتلي الفصائل صدّوا هجومه وأرغموه على التراجع». وأوضح أن «الأفضلية القتالية تميل لصالح فصائل المعارضة». وقال: «إن المعارضة مصرّة على إخراج داعش من القدم والعسالي، وإن مسألة دحره إلى حي الحجر الأسود في جنوبي دمشق تحتاج إلى ساعات أو أيام قليلة».
وفي الغوطة الشرقية حافظ الوضع على سخونته، إذ قتل شخصان وجرح العشرات، جراء قصف بلدة زبدين في الغوطة بصواريخ أرض - أرض، كما قتل رجل وطفل نتيجة قصف الطيران الحربي لبلدة جسرين في غوطة دمشق الشرقية. في حين قتل 12 شخصًا بينهم 10 من عائلة واحدة، جراء قصف قوات النظام لمدينة دوما في الغوطة الشرقية، كما قتل ثلاثة أشخاص في قصف الطيران الحربي لمدينة سقبا، بينما كانت مدينة زملكا وأطراف بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية هدفًا لغارات الطيران الحربي.
إلى ذلك، كشفت الهيئات المدنية والفاعليات الشعبية عن تأسيس هيئة إدارة الكوارث في الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي، وأعلنتهما مناطق منكوبة. ونقل موقع «الدرر الشامية الإخباري» المعارض، أن «الهيئات وعقب تأسيسها طالبت المجتمع الدولي بعدة بالتدخل الفوري لوقف القصف العشوائي الممنهج والمقصود على المدنيين في عموم سوريا وخاصة في الغوطة الشرقية وحي جوبر، ودعت إلى فتح ممرات إنسانية بالسرعة القصوى لدخول الهيئات الإغاثية واللجان الدولية للوقوف على الوضع الإنساني وتسهيل دخول الغذاء والدواء للمحاصرين في الغوطة الشرقية وجوبر، والعمل على تفعيل المراقبة الدولية لتحييد المدنيين وحمايتهم من الانتهاكات الصارخة لحقوقهم الإنسانية من قِبَل نظام بشار الأسد». وأشار الموقع إلى أن «الهيئات المدنية أبقت اجتماعاتها منعقدة بشكل دائم لمتابعة عملها الإنساني رغم كل الظروف بانتظار تجاوب المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية لطلباتها»، مشيرة إلى أن «تشكيل هيئة إدارة الكوارث، جاء بعد تجاوُز نظام الأسد كل الأعراف الدولية في التعامل مع المدنيين والحصار المفروض عليهم منذ أربع سنوات».
أما في ريف دمشق الغربي، فقد فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على الطريق الواصل بين بلدتي زاكية وخان الشيح، فيما جدد النظام قصفه لمدينة داريا، واستهدف الطريق الواصل بين قريتي إفرة ودير مقرن في وادي بردى.
وفي مدينة الزبداني المحاصرة، بقيت العمليات العسكرية على وتيرتها المرتفعة، فاستمرت الاشتباكات العنيفة بين «حزب الله» والفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري وميليشيات «قوات الدفاع الوطني» من جهة، ومقاتلي المعارضة والمسلحين المحليين من جهة أخرى، ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر من «حزب الله»، وترافق ذلك مع قصف عنيف من قبل قوات النظام على المدينة وإلقاء الطيران المروحي ستة براميل متفجرة على المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. في وقت قصف الطيران الحربي بالصواريخ فيه بلدة مضايا القريبة من الزبداني ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص بينهم طفلان.
ورغم الحصار والوضع الإنساني الصعب جدًا، فإن النظام و«حزب الله» لم يتمكنا من تحقيق أي تقدم جديد، وفق ما أعلن القيادي في «جيش الفتح» في الزبداني أبو المهاجر الشامي، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع الإنساني والطبي صعب للغاية، إلا أن هذا الواقع لا يؤثر في معنويات المقاتلين الذين لا يملكون سوى خيار القتال والدفاع عن أرضهم وعرضهم». وقال: «صحيح أننا نتعرض لحرب إبادة، لكننا لن نسلّم بلدنا إلى الإيراني ولا الروسي ولا أي قوة أخرى في العالم». وحول المعلومات التي تتحدث عن تقدم النظام و«حزب الله»، أوضح الشامي أن «الثوار هم من يباغت الغزاة ويلحق بهم الخسائر، ويكفي أن حزب الله ينعى كل يوم عددا من قتلاه، عدا عن الذين لا يصرح عنهم».
وعمّا إذا كان المقاتلون تبلغوا ببدء جولة جديدة من المفاوضات بين «أحرار الشام» والإيرانيين في تركيا، قال: «الإيراني لا يفاوض إنما يراوغ، نحن لن نفاوضه من الآن وصاعدا إلا إذا استجاب لشرطنا وهو إطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين لديه». وشدد على أن «المقاتلين يرفضون الخروج من الزبداني تحت أي ظرف». وسأل «هل نخرج ونسلّم بيوتنا للإيرانيين؟ إما أن نستشهد في أرضنا أو ننتصر ونعيش أعزاء».
ولم يتأخر ردّ المعارضة على تصعيد النظام و«حزب الله» في الزبداني ومضايا والغوطة الشرقية، إذ قصف جيش الفتح بعشرات القذائف بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف إدلب، واشتبكت مع قوات النظام وميليشيات «الدفاع الوطني» واللجان الشعبية المدربة على يد «حزب الله» في محيط البلدتين، ما أدى إلى مقتل عنصرين من المسلحين الموالين للنظام، وقد عمد طيران النظام إلى قصف مناطق الاشتباكات بهدف تخفيف الضغط على عناصره والميليشيات الداعمة له.
وفي وقت ألقى فيه الطيران المروحي براميل متفجرة على جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي الخاضعة لسيطرة المعارضة، قصف الطيران الحربي بلدات الحواش والعمقية والحويجة ومحطة زيزون الحرارية في سهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي، ولم ترد معلومات عن وقوع إصابات بشرية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.