{تحالف القوى العراقية} يقلل من أهمية جمع توقيعات لإقالة الجبوري على خلفية زيارته لقطر

العاني: مثل هذه المحاولات لا أهمية لها.. ولا تقلقنا

{تحالف القوى العراقية} يقلل من أهمية جمع توقيعات لإقالة الجبوري على خلفية زيارته لقطر
TT

{تحالف القوى العراقية} يقلل من أهمية جمع توقيعات لإقالة الجبوري على خلفية زيارته لقطر

{تحالف القوى العراقية} يقلل من أهمية جمع توقيعات لإقالة الجبوري على خلفية زيارته لقطر

قلل تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية في البرلمان) من أهمية المساعي التي تقوم بها بعض الكتل السياسية بجمع توقيعات لإقالة رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وذلك على خلفية زيارته إلى دولة قطر أمس بالتزامن مع انعقاد مؤتمر في الدولة يضم معارضين للعملية السياسية بهدف توحيد المواقف داخل البيت السني.
وقال عضو البرلمان العراقي عن كتلة تحالف القوى العراقية ظافر العاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الزيارة التي يقوم بها الدكتور سليم الجبوري رئيس البرلمان إلى قطر لا علاقة لها بالمؤتمر المنعقد هناك، والذي حضره عدد من الزملاء أعضاء البرلمان من كتلتنا أو شخصيات سياسية أخرى بل تأتي زيارة الجبوري بناء على دعوة من الحكومة القطرية مثلما جاءته دعوات من دول أخرى لزيارتها ومنها إيران وألمانيا وهي جزء من مسؤولياته كرئيس للسلطة التشريعية».
وأضاف العاني، أن «الجبوري الذي ينسق مواقفه بهذا الشأن ليس من واجبه إخبار هذا الطرف أو ذاك عن جدول زياراته أو مهامه إلا إذا اعتبر البعض أن له ولاية على رئيس البرلمان في سياق تحركاته وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا». وأكد العاني أن «العلاقات العراقية - القطرية جيدة حيث لقطر سفارة في العراق منذ عام 2003 وإلى اليوم وقبل فترة كان وزير الخارجية القطري خالد العطية زار العراق، وبالتالي لا يوجد مانع من تبادل الزيارات مع قطر، بل لا يوجد مانع حتى لو حضر الجبوري جانبا من المؤتمر الذي يعقد في قطر للقوى السنية المعارضة طالما أن هذا المؤتمر تحضره أطراف دولية وللحكومة العراقية علم به». وأوضح العاني أنه «حتى لو لم يعلم الجبوري أو الزملاء الذين حضروا أحدًا فإن هذا لا يمكن أن يرتب ملاحقات وجمع تواقيع لأننا نرفض سلب إرادتنا من قبل أي جهة وأود الإشارة هنا إلى أننا لم نقف ضد حضور شخصيات أجنبية حضور اجتماعات قيادات التحالف الوطني (في إشارة إلى حضور قاسم سليماني مؤخرا اجتماعا للهيئة السياسية للتحالف الوطني) وبالتالي فإن محاولات من هذا النوع لا أهمية لها من جانبنا ولا تقلقنا بأي حال من الأحوال».
وكانت كتلة حزب الدعوة في البرلمان العراقي قد طالبت بإقالة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري لسفره إلى العاصمة القطرية الدوحة تزامنا مع مؤتمر «معارضين». وقال رئيس الكتلة خلف عبد الصمد، في بيان له أمس (الخميس): «سنقيل رئيس مجلس النواب لذهابه للدوحة بالتزامن مع موعد عقد مؤتمر يضم مطلوبين للقضاء العراقي». وأضاف أن «الجبوري استخف بمطالبة النواب والجماهير بعدم ذهابه للدوحة». من جانبه فإن المكتب الإعلامي للجبوري أكد من جانبه أن زيارة الجبوري إلى قطر تأتي تلبية لدعوة رسمية ولا علاقة لها بأي نشاط أو مؤتمرات جانبية يتزامن عقدها هناك. وأضاف المستشار الإعلامي للجبوري في بيان له، أن «الجبوري ناقش مع الحكومة القطرية سبل دعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية». في سياق ذلك، وبالتزامن مع حملة جمع توقيعات لإقالة الجبوري أعلن رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني أنه يعتزم زيارة العاصمة بغداد دون أن يحدد موعدا للقيام بها.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.