المعارضة الجزائرية تستعجل الحل السياسي.. وتحذر السلطة من انهيار الدولة

بوتفليقة يدعو إلى تنفيذ صارم لاتفاق السلام في مالي

المعارضة الجزائرية تستعجل الحل السياسي.. وتحذر السلطة من انهيار الدولة
TT

المعارضة الجزائرية تستعجل الحل السياسي.. وتحذر السلطة من انهيار الدولة

المعارضة الجزائرية تستعجل الحل السياسي.. وتحذر السلطة من انهيار الدولة

حذرت المعارضة الجزائرية المنضوية تحت لواء التنسيقية الوطنية للحريات والانتقال الديمقراطي، السلطة من العودة إلى الاستدانة الخارجية، واستعجلتها بالذهاب إلى حل سياسي تشارك فيه جميع القوى السياسية والاقتصادية الفاعلة في البلاد.
ودعت التنسيقية في بيان وزعته أمس الثلاثاء، السلطة إلى «التعقل والبصيرة وتجنب منطق العناد لتفادي انهيار الدولة التي ستقود بلا شك نحو تدخل قوات أجنبية تحت ذريعة الحفاظ على أمن بلدانها الأصلية».
وتابعت المعارضة في بيانها تحذيرها «من العودة إلى الاستدانة الخارجية التي سترمي بالبلد في أحضان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، اللذين سيحددان سياسة الجزائر الداخلية»، متهمة السلطة التي وصفتها بـ«المطعون في شرعيتها» بالتسبب في إفلاس الخزينة العمومية بسبب مشاريع وبرامج، لم تخضع للرقابة والتسيير العقلاني، حسب قولها.
كما أشارت التنسيقية إلى الوضع الخطير للبلاد، مجددة تحذيرها من تفاقم الأحداث التي ستقود الجزائر إلى زوال، وتمسكها بأرضية المطالب التي تم التقدم بها خلال ندوتها التي عقدت في العاشر من يونيو (حزيران) 2014، مستعجلة الذهاب إلى حل سياسي تشارك فيه كل القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة في البلاد.
وحذرت المعارضة من التدهور السريع للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بسبب الشلل التام، واستقالة هرم الدولة من تسيير شؤون البلاد، واصفة هذا الوضع بالخطير الذي بات يهدد الأمة بكاملها. كما اعتبرت أن الدولة لم تكن ضعيفة مثلما هو الحال اليوم حتى أصبحت رهينة أجندات القوى الأجنبية.
واعتبرت التنسيقية أن اعتراف السلطة بفشلها في تسيير شؤون الدولة وفي تجسيد وعودها والتزاماتها نحو الشعب، ولجوئها إلى العشوائية لكسر هذا الفشل، هو محاولات لربح المزيد من الوقت، مشيرة إلى أن «الهروب إلى الأمام» لن يزيد الأزمة إلا تعقيدًا وتداعياتها خطيرة على مستقبل البلاد في سياق إقليمي متفجر.
وعلى صعيد غير متصل، دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس الأطراف بمالي إلى «تنفيذ تام وصارم» لاتفاق السلم والمصالحة بهدف إعادة الاستقرار إلى هذا البلد، مذكرا «بضرورة أن تشارك الأطراف المالية بسرعة في التنفيذ التام والصارم لبنود هذا الاتفاق من أجل ضمان عودة مستديمة للسلم»، وفق بيان صدر في ختام زيارة للجزائر قام بها الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا.
وجدد الرئيس الجزائري «بمناسبة هذه الزيارة التهاني للرئيس المالي إثر التوقيع بباماكو على اتفاق السلم والمصالحة في مالي من طرف الحكومة المالية وحركات شمال مالي»، بحسب البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الجزائرية.
وكانت الجزائر قد اضطلعت بدور مهم في المفاوضات التي أدت إلى اتفاق السلام، الذي وقعته الحكومة المالية مع المتمردين الطوارق في يونيو في باماكو.
وأكد بوتفليقة مجددا لنظيره المالي «استعداد الجزائر لمرافقة مالي الشقيقة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار من خلال استكمال المصالحة الوطنية»، وفق المصدر نفسه.
من جهته، أعرب الرئيس المالي عن شكره لنظيره الجزائري على «نجاح الوساطة الدولية التي تمكنت بقيادة الجزائر من التوصل إلى حل شامل للأزمة في مالي».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.