«الانضباط الآسيوية»: الأندية السعودية دفعت ثمن جهل إدارييها بالأنظمة

قالت في ورشة عمل بالرياض إن يقظة الإيرانيين أنقذتهم من «الهلال»

لجنة الانضباط الآسيوية قالت إن حرمان الهلاليين من حضور مباراة لخويا سبقته تحذيرات وغرامات (تصوير: مشعل القدير)
لجنة الانضباط الآسيوية قالت إن حرمان الهلاليين من حضور مباراة لخويا سبقته تحذيرات وغرامات (تصوير: مشعل القدير)
TT

«الانضباط الآسيوية»: الأندية السعودية دفعت ثمن جهل إدارييها بالأنظمة

لجنة الانضباط الآسيوية قالت إن حرمان الهلاليين من حضور مباراة لخويا سبقته تحذيرات وغرامات (تصوير: مشعل القدير)
لجنة الانضباط الآسيوية قالت إن حرمان الهلاليين من حضور مباراة لخويا سبقته تحذيرات وغرامات (تصوير: مشعل القدير)

أقامت لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ورشة عمل تثقيفية في الرياض، حول المخالفات والعقوبات الانضباطية المعتمدة في لائحة اتحاد القارة.
ويأتي ذلك بعد دعوة وجهها عضو اللجنة ياسر المسحل لإقامة ورش عمل بهذا الشأن في السعودية.
وأقيمت الورشة بحضور سكرتير لجنة الانضباط الآسيوية جيمس كتشينق ونائب رئيس اللجنة حميد الشيباني، وتم خلالها شرح كيفية تقديم الاحتجاج الذي يشترط تقديمه خلال ساعتين بعد نهاية كل مباراة. كما تم عرض المخالفات التي تستوجب إيقاع العقوبات على الأندية وإحصائيات المخالفات والعقوبات التي تم إيقاعها عليها خلال الخمس سنوات الماضية.
وقدم الورشة وترجمها عضو اللجنة ياسر المسحل وأوضح طريقة العقوبات والتي تؤخذ من تقرير مراقب المباراة أو الحكم ثم ممثلي الاتحاد في المباراة أو شكوى من النادي المتضرر ثم فيديو مصور للمباراة والأحداث التي صاحبتها على أن لا تؤخذ من الناقل لأن الناقل لا يعرض الأحداث كاملة إلا إذا تضمنت الشكوى تحديدا لوقت معين في المباراة، إذ تعود اللجنة لتسجيل المباراة من الناقل.
وعزت اللجنة مشكلة الأندية السعودية إلى أنها لا تقدم اعتراضها الرسمي بعد المباراة مباشرة وقالت إن هذه من الأخطاء الشائعة.
وأوضحت اللجنة أن حرمان الجماهير يسبقه تحذير وغرامات، وذكرت أنها حذرت الهلال وقامت بتغريمه قبل منع جماهيره من الحضور في المباراة الأخيرة أمام لخويا القطري ضمن الدوري الآسيوي، وبينت أن ما حدث له في إيران لم يعقبه شكوى في الوقت المحدد، بل كان متأخرًا، بينما أرسل الإيرانيون احتجاجهم فور انتهاء المباراة «وهذه النقطة لا بد أن تركز عليها الأندية السعودية».
وشددت اللجنة على أنهم يتعاملون مع جميع الدول بطريقة واحدة وهي فرض النظام على الجميع، وقالت إن العقوبات تتفاوت على حسب القضية وأعلى عقوبة حصل عليها نادي هو بيروزي الإيراني 110 آلاف دولار.
وبينت أنه يحق للأندية تصوير الأحداث وتوثيقها وإرسالها عقب المباراة ويتم الأخذ بها لأن مراقبي الاتحاد الآسيوي لا يعرفون اللغة الفارسية والعربية ومن ثم يعرض الفيديو على مختصين وبناء عليه يتم تحديد العقوبة من عدمها.
ويعتبر نادي بيروزي الإيراني أكثر الأندية تعرضًا للغرامات المالية، حيث بلغت قيمة مخالفاته 110 آلاف دولار، بينما غرمت الأندية السعودية ماليًا على النحو التالي: الأهلي 91 ألف دولار، والنصر 22 ألف دولار والهلال 17500 ألف دولار.
وسجل ضد الهلال في الخمس سنوات الماضية 12 مخالفة من جماهير النادي.
وسجل على الأندية السعودية في عام 2014 عدد 10 مخالفات، بينما تقلصت في عام 2015 إلى 5 مخالفات تستوجب غرامات مالية.
كما تم تدوين 24 مخالفة على الأندية السعودية في 2015، بينما سجل على إيران 26 مخالفة والصين 22 مخالفة والإمارات 17 مخالفة وأستراليا 14 مخالفة.
وثمة عدد من النقاشات بين مندوبي الأندية السعودية واللجنة تركزت من الجانب السعودي على الشكوى من مراقبين المباراة وعدم تعاملهم الجيد مع الأندية السعودية.. وناقش أمين عام نادي الهلال المساعد فهد الحميدي اللجنة كثيرًا فيما يحدث للأندية السعودية في إيران.
وذكر مصدر مسؤول في اللجنة فضل عدم ذكر اسمه أن الأندية السعودية لا تتعامل جيدًا مع مراقبين المباراة خاصة في استقبالهم واستضافتهم مما ينعكس ويسبب ردة فعل لدى مراقبين المباراة وتدفعهم للتصيد على الأندية السعودية.
وكشف سكرتير اللجنة جيمس عن إعجاب الاتحاد الآسيوي وإعجابه شخصيًا بالتيفو الذي تقدمه الأندية السعودية، واصفًا الاتحاد الآسيوي بالخاسر الأكبر جراء عقوبات حرمان الأندية من جماهيرها.
ونفى جيمس أن يكون هناك أي محاباة لأندية إيرانية، مستشهدًا بالمبالغ الكبرى التي غرمت بها، مؤكدًا أن لكل نادٍ الحق في رصد أي مخالفة ضده في أي بلد يتجه إليه شرط أن يرسل ملاحظاته إلى اللجنة.
وقال إن 80 في المائة من إداريي الأندية يجهلون الطريقة المثلى لتقديم الاحتجاج أو الشكوى، مستشهدًا بما قام به أحد الإداريين عندما لاحق المراقب في المطار لتقديم شكواه.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».