صدّت قوات «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» أمس، هجومًا واسعًا لتنظيم داعش على حي القدم في جنوب دمشق، حاول إثره التمدد من ضاحية الحجر الأسود إلى الحي الخاضع لسيطرة «الأجناد»، ليصبح على بعد مسافة كيلومتر واحد من أطراف العاصمة السورية.
ويعد هذا الهجوم، أحدث محاولة من التنظيم المتطرف للتمدد في أحياء جنوب دمشق وضواحيها، وقد جاء إثر مقتل عنصر من «داعش» متهم بمحاولة اغتيال قائد «أجناد الشام» في حي القدم، وذلك بعد ملاحقته من قبل «الأجناد» وإصابته. وتوعّد «داعش» بالسيطرة على حي القدم، بعد الهجوم. وبالفعل أعلن «الأجناد» عن وقوع اشتباكات عنيفة خاضها مقاتلوها في حي القدم الدمشقي بعد محاولة «داعش» التقدم باتجاه الحي الدمشقي.
وقال إسماعيل الداراني، عضو مجلس الثورة في دمشق، لـ«الشرق الأوسط» إن «أجناد الشام» لديه «قوة ضاربة تعدّ بالمئات في حي القدم، حشدت مقاتليها إثر الهجوم وصدّته، ومنعت (داعش) من التقدم إلى الحي»، وأشار إلى أن مقاتلي التنظيم المتشدّد «لا يستطيعون التقدم مع أنه يحشد مقاتليه من الحجر الأسود للسيطرة على القدم». وللعلم، لا يفصل بين القدم والحجر الأسود سوى خط سكة القطار فقط. وتعدّ المنطقتان من المناطق التي تحاصرها قوات النظام السورية التي ألزمت مقاتلي حي القدم بهدنة عسكرية، سمحت بموجبها إدخال المساعدات الإنسانية إلى الحي، وتعرّضت الهدنة في مرات كثيرة للاختراق من قبل قوات النظام، كما يقول ناشطون. وحسب الداراني أن مقاتلي «الأجناد» يعملون «على ملاحقة بعض خلايا داعش النائمة داخل الحي، بهدف محاصرتهم ومنعًا من الاتصال بمقاتلي داعش المهاجمين من الحجر الأسود»، مشددًا على أن الوضع «تحت السيطر ة».
هذا، وتسيطر فصائل «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» وحدها على حي القدم الدمشقي . الذي تفصله عن العاصمة مسافة كلم واحد، ويعد هذا الاشتباك، من الحوادث القليلة بين التنظيمين، علمًا أن «الأجناد» كان آخر الفصائل التي أعلنت الحرب على «داعش» بجنوب دمشق. وسجلت عدة اختراقات من قبل التنظيم، محاولاً إطلاق النار ضد مقاتلي «الأجناد»، الذي يقول مقربون منه إن «داعش باشر الاعتداء علينا». وتمثّل آخر تلك الأحداث، بمحاولة «داعش» اغتيال الشيخ أنس أبو مالك الشامي، قائد قطاع جنوب العاصمة دمشق في «الأجناد»، الذي أصيب بجروح بليغة إثر المحاولة، لكنه نجا. وعلى الأثر، لاحق «الأجناد» المتورطين الذين تبين أنهم يتبعون «داعش».
وفصّل «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» في بيان له، أنه «تم اعتقال أحد المتورّطين في هذه الجريمة الشنيعة وقد اعترف المنفذ على أحد الأشخاص وأثناء محاولة إلقاء القبض عليه أصيب بنيراننا وتمكن من الفرار»، كما أشار إلى أنه المعتقل «أقر بانتمائه إلى داعش في مخيم اليرموك»، في حين أنكر الأخير ذلك. وأشار البيان إلى أن المتهم الرئيس، قتل متأثرًا بجراحه أول من أمس، مما دفع التنظيم لمحاولة التقدم باتجاه حي القدم الدمشقي ثأرًا للقتيل. وكانت اشتباكات متقطّعة وعمليات قنص متبادلة دارت ليل الجمعة - السبت بين عناصر التنظيم المتطرف على أطراف حي القدم من جهة العسالي، كما أفاد ناشطون. وأسفرت المعارك عن وقوع عدد من الإصابات في صفوف الطرفين.
مقاتلو المعارضة السورية يصدون محاولات «داعش» للتمدد إلى حي القدم جنوب دمشق
نجاحه يعني الوصول إلى مسافة تبعد كيلومتر واحد عن العاصمة
مقاتلو المعارضة السورية يصدون محاولات «داعش» للتمدد إلى حي القدم جنوب دمشق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة