عقارات الدنمارك.. أسرع الأسواق تعافيًا في العالم من الأزمة المالية

انخفضت الأسعار بـ40 % في بعض المناطق في 2008 لكن سرعان ما تعافت

عقارات الدنمارك.. أسرع الأسواق تعافيًا في العالم من الأزمة المالية
TT

عقارات الدنمارك.. أسرع الأسواق تعافيًا في العالم من الأزمة المالية

عقارات الدنمارك.. أسرع الأسواق تعافيًا في العالم من الأزمة المالية

ارتفعت أسعار المنازل في كوبنهاغن لمستويات غير مسبوقة كما يقول الوكلاء. ففي بعض الأحياء، ارتفعت الأسعار لأكثر من 20 في المائة خلال العام الماضي. وكان عدد الشقق التي بيعت في وسط كوبنهاغن خلال الشهور الستة الأولى من عام 2015 أكثر بنسبة 131 في المائة عن ذات الفترة من عام 2010، كما ارتفعت نسبة مبيعات المنازل إلى 82 في المائة من نفس الفترة في عام 2010، وفقا للبيانات التي تابعتها شركة نيبوليغ العقارية الدنماركية.
لم تتأثر الدنمارك كثيرا بالأزمة المالية العالمية على غرار الدول الأخرى حول العالم وكانت أسرع منهم كثيرا في التعافي من آثارها، كما يقول هنريك كيير، وهو شريك في شركة (إي دي سي بول اريك بيخ) العقارية في كوبنهاغن. وقد انخفضت الأسعار بنسبة 40 في المائة عقب عام 2008 في بعض مناطق البلاد، ولكنها تعافت بشكل ثابت منذ عام 2010. ويقول السيد كيير حول ذلك «إننا في الواقع في أعلى مستوى نشهده مما كان عليه الوضع قبل الأزمة المالية».
ويقول الوكلاء إن المنازل الفاخرة قد شهدت أعلى ارتفاع في الأسعار.
تساعد أسعار الفائدة المنخفضة على تعزيز المبيعات، كما هو الحال بالنسبة لمستويات الهجرة الداخلية الثابتة من الريف إلى المدن. ولكنّ هناك قلقا من أن المبيعات الحالية والزيادات في الأسعار لن تكون مستدامة، حسبما أفاد الوكلاء. فالأسعار العالية واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة قد أديا إلى شيوع تكهنات بأن السوق قد تكون عبارة عن فقاعة على وشك الانفجار.
ولكن المعروض من المنازل الجيدة لا يزال منخفضا. يقول السيد كيير: «على المدى القصير، لا أتوقع المزيد من الزيادات»، وهو لا يتوقع انخفاضا قريبا في الأسعار، «بسبب أن هناك نقصا في الشقق المعروضة للبيع».

* من يشتري العقارات في كوبنهاغن
تختلف الفئة الحالية من المشترين في كوبنهاغن عن مثيلتها قبل أزمة عام 2008 كما يقول الوكلاء. وخلال الأزمة الأخيرة، تم شراء الكثير من المنازل على سبيل الاستثمار، واليوم يشتري غالبية الناس المنازل للإقامة فيها.
يقول كيم بولي، المسؤول الصحافي لدى شركة نيبوليغ العقارية: «قبل أزمة عام 2008، شاهدنا الكثير من المشترين المضاربين في البورصة في سوق العقارات والذين تسببوا في ارتفاع كبير في الأسعار بالسوق. وتلك الفئة من المشترين قليلة أو غير موجودة اليوم».
تستفيد كوبنهاغن من التوجه العالمي لأولئك الذين ينتقلون من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية. حيث ارتفع تعداد المدينة إلى نحو 583.500 مواطن، بزيادة مقدارها 10 في المائة منذ عام 2010، وفقا للبيانات الحكومية. ويقول السيد بولي: «هناك توجه جديد خلال الأعوام الأخيرة وهو أن كثيرا من العائلات التي لديها أطفال تختار العيش في شقة واحدة في وسط كوبنهاغن».
كما أن هناك تدفقا مستمرا للمشترين من جميع أرجاء الاتحاد الأوروبي، والكثير منهم ينتقل إلى كوبنهاغن للعمل، وفقا للوكلاء؛ حيث يختار مواطنو النرويج وألمانيا ودول أخرى ممن لديهم عقود عمل طويلة الأجل في كوبنهاغن أن يشتروا الشقق بدلا من الإيجار.

* أساسيات الشراء
لا تعد الدنمارك محل ترحيب بالمشترين الدوليين للعقارات. يمكن لغير مواطني الاتحاد الأوروبي شراء الممتلكات فقط إذا كانوا عاشوا في الدولة لمدة خمس سنوات. ويمكن التقدم لطلب الإعفاء الخاص من ذلك الشرط عبر الحكومة، ولكن التصريح لذلك من الصعب الحصول عليه، كما يقول الوكلاء. وتعتبر القواعد أقل صرامة بالنسبة لمواطني الاتحاد الأوروبي، ولكن يتعين عليهم أيضا إثبات أنهم يعيشون ويعملون في الدنمارك.
في المعتاد، يستخدم البائعون في الدنمارك وكلاء العقارات. أما المشترون المحتملون فيعثرون على العقارات عبر الإعلانات على الإنترنت.
وبدلا من الوكيل، عادة ما يقوم المشترون بتوكيل محام، والذي يشرف على المعاملات ويحمي حقوق المشتري. يضع المشترون عربونا بقيمة 5 في المائة من القيمة لحجز العقار. ثم يقدم البائع تقريرا عن الحالة المادية للعقار، ولكنها في المعتاد فكرة جيدة بالنسبة للمشتري لأن يستأجر خبيرا للتفتيش على حالة المنزل، كما يقول الوكلاء.
تستخدم قروض الرهن العقاري في المعتاد لشراء الممتلكات، وهي تربو إلى نحو 80 في المائة من سعر الشراء.
واللغة الدنماركية هي اللغة الرسمية ولكن اللغة الإنجليزية منتشرة على نطاق واسع. والكرونة الدنماركية هي العملة الرسمية (1 كرونة = 0.147 دولار).
بالنسبة للضرائب والرسوم يتلقى المحامي في المعتاد 10 آلاف إلى 20 ألف كرونة (1470 إلى 2940 دولارا) ليتولى المعاملات الأساسية لأحد المشترين. ويسدد البائع أتعاب الوكيل العقاري، والتي تتراوح بين 2 إلى 3 في المائة من سعر الشراء.
تقدر ضرائب تسجيل التعاقد بنحو 0.6 في المائة من سعر الشراء، بالإضافة إلى رسم موحد يقدر بـ1660 كرونة (244 دولارا). يقول السيد بولي: «أحيانا ما تقسم تلك الرسوم بالتساوي بين البائع والمشتري، ولكن ليست هناك قواعد عامة تحكم ذلك».
تفرض الحكومة كذلك رسما لتسجيل الرهون العقارية، ويقدر بنحو 1.5 في المائة من قيمة الرهن، بالإضافة إلى رسم موحد بقيمة 1660 كرونة. يعمد كثير من المشترين إلى تغيير في بوليصة تأمين الممتلكات، مما يؤدي لحماية المشتري إذا ما ثارت مشكلات بخصوص المنزل، وهي ما تقدر عادة بنحو 10 آلاف إلى 20 ألف كرونة.
هناك نوعان من الضرائب العقارية السنوية في الدنمارك، ضريبة الدولة على قيمة العقار والضريبة المحلية على قيمة الأرض. وتقدر الضرائب على الممتلكات بنحو 10 آلاف دولار في العام، وفقا للمالك.

* خدمة «نيويورك تايمز»



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»