تونس: نقابات أمنية ترفض التفاوض من المتطرفين الراغبين في العودة إلى بلادهم

منظمة الأمم المتحدة قالت إن نحو 5800 تونسي يقاتلون مع «داعش» في بؤر التوتر

تونس: نقابات أمنية ترفض التفاوض من المتطرفين الراغبين في العودة إلى بلادهم
TT

تونس: نقابات أمنية ترفض التفاوض من المتطرفين الراغبين في العودة إلى بلادهم

تونس: نقابات أمنية ترفض التفاوض من المتطرفين الراغبين في العودة إلى بلادهم

أبدت النقابات الأمنية التونسية رفضها لمبدأ فتح باب الحوار والتفاوض مع المقاتلين التونسيين الموجودين على جبهات القتال في سوريا وبقية بؤر التوتر، وقالت في تصريحات لقياداتها إن مجرد فتح باب الحوار معهم يعد «إهانة لدماء الشهداء التونسيين الذين سقطوا على أيدي متطرفين، معظمهم تلقوا تدريبا في جبهات القتال».
وأكدت المصادر ذاتها أن مسألة عودة المتشددين التونسيين في الخارج، أو عدمها، تتجاوز القرار السياسي لأنها تأخذ طابعا أمنيا وقضائيا، مشيرة إلى أن من انضموا إلى تنظيم داعش المتشدد لا يمكن إعادة إدماجهم بالسهولة التي دعت إليها وزارة الخارجية، لأنهم بمثابة «قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة».
وفي هذا الخصوص، قال عماد الحاج خليفة، المتحدث باسم نقابات الأمن التونسية، لـ«الشرق الأوسط»، إن قرار التفاوض ومحاسبة مقاتلي تنظيم داعش «قضائي وأمني بالأساس، ولا يمكن اعتباره قرارا سياسيا»، مضيفا أن تصديق تونس في 25 من يوليو (تموز) الماضي على القانون الجديد المتعلق بمكافحة الإرهاب وغسل الأموال، يجعل كل المنضمين إلى التنظيمات المتشددة تحت طائلة هذا القانون. واعتبر مجرد طرح فكرة قبول «التوبة» يعد بمثابة تلميع غير مباشر للعناصر المتشددة، داعيا إلى ضرورة محاسبتهم بتهمة انضمامهم إلى تنظيم إجرامي، وأيضًا بتهمة الفظائع التي ارتكبت عن طريقهم، وبعد نيلهم العقاب المناسب يمكن حينها النظر في إمكانية إعادة إدماجهم في الحياة العامة، حسب تعبيره.
واستغربت قيادات أمنية نقابية هذا العرض الموجه إلى الإرهابيين، حيث دعوا في تصريحات إعلامية إلى سحب الجنسية عنهم، ومحاسبة كل الأطراف التي شجعت على تسفير الشبان إلى ما سموه بـ«المحرقة السورية»، وأبدوا رفضا قاطعا لقرار التفاوض معهم. كما نادى بعضهم بالتركيز على الشأن الداخلي، وعلى المجموعات الإرهابية المنتشرة في الجبال الغربية التونسية، وعلى الخلايا الداخلية النائمة لأنها تهدد الأمن والاستقرار الداخلي، خاصة أن المؤسسة الأمنية والعسكرية فقدت نحو مائة قتيل خلال مواجهاتها مع المجموعات المتطرفة منذ سنة 2011.
وتأتي ردود الفعل الغاضبة بعد أن كشف الطيب البكوش، وزير الخارجية، وفق إحدى الصحف المحلية، عن وجود اتصالات مع متشددين تونسيين يوجدون في سوريا تمهيدا لعودتهم إلى تونس. لكن وزارة الخارجية نفت نفيا قاطعا خبر فتح قنوات مع متطرفين في سوريا بخصوص عودتهم إلى تونس، وقالت في بلاغ لها إن الخبر الوارد بإحدى الصحف المحلية «عار عن الصحة»، مضيفة أن تحريفا طرأ على تصريح وزير الخارجية، الذي أشار فقط إلى أن عددا من المتطرفين اتصلوا بالقنصلية العامة التونسية في إسطنبول (تركيا) وطلبوا العودة إلى بلادهم.
وفي هذا الإطار، قال المختار الشواشي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، لـ«الشرق الأوسط»، إن تونس لا يمكن أن تخطو هذه الخطوة الخطيرة مع ما ستفرزه من تداعيات خطيرة على الوضع الداخلي.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أشارت في تقارير أمنية سابقة إلى العودة الفعلية لنحو 560 تونسيا من جبهات القتال، بيد أن منظمات ومراكز دراسات متخصصة في مجال الإرهاب أكدت أن العدد أكبر بكثير مما ذكرته الوزارة. وأشارت المصادر ذاتها إلى منع نحو 15 ألف تونسي من التوجه إلى بؤر التوتر، كما منعت سفر الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة إلى ليبيا لأنها تمثل المعبر الأساسي للمتطرفين التونسيين في اتجاه سوريا عبر تركيا.
وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أشارت في أحدث تقاريرها إلى أن نحو 5800 شاب تونسي يقاتلون إلى جانب تنظيم داعش، من بينهم نحو أربعة آلاف في سوريا.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).