باسيل يتسلم رئاسة التيار الوطني الحر من عون ومعارضوه يُعدّون لمجموعة ضغط

النائب زياد أسود لم يستجب لمطلب الكوادر بترشحه بعد انسحاب آلان عون

باسيل يتسلم رئاسة التيار الوطني الحر من عون ومعارضوه يُعدّون لمجموعة ضغط
TT

باسيل يتسلم رئاسة التيار الوطني الحر من عون ومعارضوه يُعدّون لمجموعة ضغط

باسيل يتسلم رئاسة التيار الوطني الحر من عون ومعارضوه يُعدّون لمجموعة ضغط

تحول وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، صهر الزعيم المسيحي رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، بين ليلة وضحاها رئيسا للتيار الوطني الحر، بعد فشل المعارضين لباسيل داخل التيار في ترشيح شخصية قوية قادرة على مواجهته في معركة انتخابية بذل عون جهودا كبيرا لتفاديها ونجح.
وأعلن أمين عام التيار إيلي خوري، ظهر يوم أمس، فوز لائحة باسيل التي ضمته إلى نائبيه الوزير السابق نقولا الصحناوي ورومل صابر، برئاسة التيار بالتزكية، بعد رفض لجنة الانتخابات قبول ترشيح لائحة ثانية ضمت زياد البايع ونائبيه إيلي معلوف وفارس لويس، بحجة أنها لم تستوف الشروط لوجود نقص في المستندات. وذكر رئيس لجنة الموارد البشرية وعضو لجنة انتخابات التيار بسام نصر الله 3 شروط غير مستوفاة في اللائحة المرفوضة، وهي أن توقيع نائب الرئيس جاء على مستندات مصورّة ومرسلة «سكانر» وليست رسمية، ثانيا أن أحد المرشحين لنيابة الرئيس لم يُبرز توكيلا رسميا واقتصر الأمر على ورقة موقعّة من قبله، وثالثا عدم وجود شهادة جامعية لأحد المرشحين.
وفشل معارضو باسيل داخل التيار ومعظمهم من «المناضلين القدامى» خلال فترة إبعاد عون إلى فرنسا، بعد اجتماعات ماراثونية عقدوها مساء الأربعاء عشية إقفال باب الترشيحات، في إقناع النائب في تكتل عون زياد أسود بالترشح في وجه باسيل باعتباره برأيهم الأكثر حظوظا بالفوز بالرئاسة، وهم قرروا عدم ترشيح شخصية أخرى لا تمتلك حظوظا كي لا يسهلوا العملية على باسيل باعتبار ذلك سيظهره «بطلا ومنتصرا» في النهاية، بحسب أحد الكوادر المعارضين له.
ويأخذ معارضو التسوية الأخيرة التي مكّنت باسيل من رئاسة التيار، وأبرزهم زياد عبس، طوني مخيبر، غسان عطا الله، طوني عتيق، ميشال حداد، جورج عطا الله، باتريك رزق الله، جورج طاشادجيان، على عون رفضه مبدأ الرئيس التوافقي للجمهورية واعتباره الديمقراطية التوافقية «هرطقة» وسيره بها داخل تياره. ويقول أحد هؤلاء الكوادر، لـ«الشرق الأوسط»: «كيف نفسر لجمهورنا كما لأخصامنا في السياسة هذا التناقض بالمواقف؟ كيف ننتقد بعد اليوم مبدأ التوريث السياسي ونحن نعتمده داخل تيارنا؟».
ويؤكد الكادر في التيار أنّهم بصدد تشكيل «مجموعة ضغط معارضة» داخل التيار الوطني الحر نفسه، على أن تضم نحو 300 من الكوادر يعمدون إلى تصويب العمل في التيار، لافتا إلى أنّهم أوعزوا إلى كل الناشطين المعارضين للتسوية التي أتت بباسيل بعدم تمزيق بطاقاتهم الحزبية بعد أن مزّق كثيرون في وقت سابق هذه البطاقات، كي يكونوا معارضين فاعلين من الداخل لاقتناعهم بأن المعارضة من الخارج ستضر بالتيار ككل ولن تعود بأي جدوى تُذكر.
ويشدد الكادر على أن مشكلتهم «ليست شخصية مع باسيل، بل مع الأسلوب الذي اعتُمد لتنصيبه رئيسا للتيار، ومع قرار عون التخلي عن أبنائه المناضلين في فترة الوجود السوري في لبنان، مما أسهم في تنامي الحالة الناقمة داخل التيار».
ويرد الكادر سبب رفض النائب زياد أسود الترشح بوجه باسيل لعدم رغبته في الدخول في مواجهة مع العماد عون لاقتناعه بأنّه لن يؤيد فكرة ترشحه، بعدما بذل جهودا كبيرة لحث ابن شقيقته النائب آلان عون على التراجع عن قراره بخوض الانتخابات ونجاحه في ذلك. وأضاف: «أما اللائحة التي قدمت ترشيحها يوم أمس ولم يتم قبوله فلا تمثلنا ككوادر معارضين بل تمثل من ضمّت فقط».
يُذكر أن الوزير باسيل، الذي عيّن على رأس وزارة الخارجية في فبراير (شباط) 2014 بحكومة الرئيس تمام سلام الحالية، كان قد شغل منصب وزير الاتصالات في عام 2008 بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ووزير الطاقة في عام 2009 بحكومة الرئيس سعد الحريري، وفي عام 2011 بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وقد فشل باسيل في دورتي الانتخابات النيابية في عامي 2005 و2009 في الفوز بمقعد نيابي في منطقة البترون مسقط رأسه شمال لبنان.
وبتسليم التيار الوطني الحر باسيل الرئاسة يكون بذلك انضم لمعظم الأحزاب اللبنانية التي تعتمد التوريث مبدأ لتداول السلطة. فقد سبق عون في توريث صهره، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بتوريث نجله تيمور العمل الاجتماعي في الحزب، على أن يرشحه للانتخابات النيابية في الدورة المقبلة، كما رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل بتسليم ابنه سامي رئاسة حزب «الكتائب». ويرأس سعد الحريري تيار «المستقبل» خلفا لوالده الراحل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. ويُعد رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية نجله طوني للنيابة خلفا له في البرلمان، كما يتم التداول بسعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتوريث أحد أبنائه رئاسة حركة «أمل» في ظل خلافات عائلية حول الابن الأجدر بالمنصب.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».