هدنة الزبداني مستمرة.. والخلاف حول سلاح المقاتلين

واشنطن ترسل مبعوثها الخاص لإجراء مشاورات في موسكو والرياض وجنيف

مدنيون يتفقدون آثار الدمار الذي لحق بمنازل في بلدة مارع جراء استهدافها بسيارة مفخخة يقودها انتحاري من «داعش» (غيتي)
مدنيون يتفقدون آثار الدمار الذي لحق بمنازل في بلدة مارع جراء استهدافها بسيارة مفخخة يقودها انتحاري من «داعش» (غيتي)
TT

هدنة الزبداني مستمرة.. والخلاف حول سلاح المقاتلين

مدنيون يتفقدون آثار الدمار الذي لحق بمنازل في بلدة مارع جراء استهدافها بسيارة مفخخة يقودها انتحاري من «داعش» (غيتي)
مدنيون يتفقدون آثار الدمار الذي لحق بمنازل في بلدة مارع جراء استهدافها بسيارة مفخخة يقودها انتحاري من «داعش» (غيتي)

دخلت الهدنة الجديدة في كل من مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي، وبلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب حيّز التنفيذ، بدءاً من الساعة السادسة من صباح أمس، من دون تسجيل أي خرق من قبل الطرفين، للهدنة المحددة بـ48 ساعة، التي مددت ليوم إضافي لتصبح ثلاثة أيام.
وكشف أحمد قرّة علي، المتحدث الرسمي باسم حركة «أحرار الشام» المعارضة التي تتولى التفاوض مع الجانب الإيراني، عن أن «مهلة وقف إطلاق النار غير محددة بزمن معيّن، وهي مستمرة ما دامت المفاوضات قائمة». وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «جولة جديدة من المفاوضات بدأت في تركيا اليوم (أمس) بين ممثلين عن الحركة، والوفد الإيراني المفاوض». رافضاً إعطاء أي إيضاحات عما يدور في هذه المفاوضات والبنود التي تتركز حولها المحادثات، أو التطرق إلى تفاصيل اللقاءات، حتى لا تؤثر التسريبات على سير المحادثات. وإذ أقرّ بأن «الأجواء الآن مختلفة عما كانت عليه في جولات الحوار السابقة»، أعلن أنه «لا يمكن تقدير قياس نسبة النجاح أو الفشل، لكن كل الاحتمالات تبقى مفتوحة».
من جهة ثانية, أعلنت الخارجية الأميركية أن مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا مايكل رانتي سيقوم بجولة دبلوماسية يزور فيها موسكو والرياض وجنيف اليوم الجمعة. وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي إن رانتي الذي يتقن اللغة العربية وسبق أن شغل مراكز دبلوماسية في الكثير من دول الشرق الأوسط، سيتوجه في نهاية الأسبوع إلى موسكو ثم الرياض فجنيف وذلك لإجراء مباحثات مع مسؤولين روس وسعوديين وآخرين في الأمم المتحدة.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.