رحلة الموت إلى {كوس} اليونانية

«الشرق الأوسط» تلتقي اللاجئين.. ورحلات يومية في قوارب بلاستيكية يقودها المهاجرون تنطلق من تركيا إلى اليونان

تستقبل الجزيرة التي تعتبر مقصدا سهلا لدخول اليونان ومن ثم أوروبا قرابة الألف لاجئ يوميا عن طريق البحر
تستقبل الجزيرة التي تعتبر مقصدا سهلا لدخول اليونان ومن ثم أوروبا قرابة الألف لاجئ يوميا عن طريق البحر
TT

رحلة الموت إلى {كوس} اليونانية

تستقبل الجزيرة التي تعتبر مقصدا سهلا لدخول اليونان ومن ثم أوروبا قرابة الألف لاجئ يوميا عن طريق البحر
تستقبل الجزيرة التي تعتبر مقصدا سهلا لدخول اليونان ومن ثم أوروبا قرابة الألف لاجئ يوميا عن طريق البحر

القادم جوا إلى جزيرة كوس جنوب شرقي اليونان، ربما يشاهد بسهولة القوارب المطاطية والبلاستيكية التي تصل إلى الجزيرة قادمة من الحدود التركية وعليها اللاجئون والمهاجرون غير الشرعيين. وتستغرق الرحلة بين بيدروم التركية وكوس اليونانية ما بين 45 دقيقة وساعتين تقريبا حسب الأمواج وشدة الرياح وأيضا نوع القارب أو اليخت، ولكن عادة في فصل الصيف تصبح هذه الرحلات آمنة بعض الشيء مقارنة بفصل الشتاء.
معظم رحلات التهريب من تركيا إلى اليونان تنطلق بعد غروب الشمس وإن كانت النسبة الكبيرة تنطلق نحو الثانية عشرة مساء أو الواحدة بعد منتصف الليل، ربما حتى لا يكون هناك دوريات لحرس الحدود البحرية. وقد تطور تفكير المهربين خلال الفترة الأخيرة، وبدلا من أن يقودوا القارب بأنفسهم ويتم إلقاء القبض عليهم من الجانب اليوناني، فأصبحوا يعلمون أحد الضحايا كيفية قيادة القارب والاتجاه في خط مستقيم إلى الجزيرة اليونانية والتي تظهر أضواؤها من جانب بداية الرحلة، وغالبا ما تكون هذه القوارب بطول ثمانية أمتار وتسع لأربعين شخصا ولكن يتم تحميلها بستين شخصا على الأقل.
النسبة الكبرى من تجار البشر هم من الأتراك كما أن هناك بعض الجنسيات الأخرى، وتنشط في تركيا لنقل اللاجئين أو بالقيام بدور الوساطة، وأصبح التجار حاليا ليسوا في حاجة إلى إعادة المراكب المطاطية أو البلاستيكية أو حتى لليخوت التي تنقل ضحايا اللجوء مرة أخرى، حيث إن الأموال الطائلة التي يتقاضونها تجعلهم لا ينظرون إلى أربعين أو خمسين ألف يورو ثمن اليخت، أو ثلاثة أو أربعة آلاف ثمن القارب البلاستيكي بالموتور الذي يحتويه، كما أنهم لا يولون اهتماما بغرق الكثير من هذه القوارب بمن عليها بسبب تعطل الموتور أو لعدم وجود بنزين كاف.
عند الوصول إلى شوارع جزيرة كوس وخصوصا وسط المدينة وبالقرب من مركز الشرطة والميناء الرئيسي، تشاهد اللاجئين وقد افترشوا الأرض والطرق والميادين العامة وبعض المباني الحكومية، وهم في حالة سيئة جدا حيث تركوا منازلهم وأموالهم في بلدانهم الأصلية وجاءوا لليونان بحثا عن حياة آمنة، ويعتبر الوضع مأساويا للغاية عندما تشاهد الأطفال والنساء ليل نهار في الشوارع وليس لديهم ما يكفيهم من الأموال للإقامة في فنادق على الأقل لقضاء حاجتهم أو للاستحمام، ولذلك فإن المارة يلاحظون الرائحة الكريهة في هذه الأماكن التي تفتقر للصحة العامة في بلد سياحي ويقال عنه إنه في الاتحاد الأوروبي، وربما يكون ذلك كما ذكر نائب رئيس البلدية لـ«الشرق الأوسط» بسبب تدفق الإعداد الهائلة خلال الفترة الأخيرة، وقلة الإمكانات لدي السلطات اليونانية بسبب الأزمة.
وتستقبل جزيرة كوس جنوب شرقي اليونان والواقعة قرب الحدود مع تركيا، قرابة الألف لاجئ يوميا عن طريق البحر، حيث تعتبر هذه الجزيرة مقصدا سهلا لدخول اليونان ومن ثم بقية دول أوروبا.
وفي لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع رئيس قسم شرطة جزيرة كوس العقيد جورج يورغاكاكوس، قال إن السلطات تبذل كل ما في وسعها لنقل هؤلاء اللاجئين من جزيرة كوس إلى العاصمة أثينا ومن ثم التوجه إلى هدفهم الذي يسعون إليه في الاتحاد الأوروبي، موضحا أن الشرطة تقوم بدورها في معرفة الجنسية الحقيقية للاجئ الذي يقول إنه خسر جواز سفره أو إنه لا يمتلك هوية شخصية، مشيرا إلى أن الكثير من الجنسيات الأخرى يصرحون بأنهم سوريون حتى يحصلوا على مستندات قانونية للجوء ولكن السلطات تعرضهم على مترجمين وأشخاص مختلفين من سوريا لمعرفة حقيقة جنسياتهم قبل منحهم وثائق يونانية.
وحول إصدار وثائق يونانية للاجئين والمهاجرين تخول لهم السفر للدول الأخرى، قال العقيد يورغاكاكوس إن بإصدار الوثيقة وأخذ بصمات الشخص وتصويره، يتيح لأي سلطات أوروبية معرفة هوية هذا الشخص، والشرطة تصدر هذه الوثائق لمدة ثلاثة أشهر للوجود القانوني على أرض اليونان، ولا تتدخل في تحديد رغبة أو مقصد اللاجئ أو المهاجر إلى أين يتوجه، فهذه الأشياء لها المختصون بها، ربما من قبل الاتحاد الأوروبي الذي يسعى لتوزيع نسب معينة من هؤلاء الضحايا على كل دولة في الاتحاد.
وتحدث رئيس شرطة كوس لـ«الشرق الأوسط» عن معضلة كبيرة يواجهها في هذه القضية، وهي عملية وصول أطفال وقصر من دون ذويهم أو والديهم، ووفقا للقانون اليوناني يتم اتباع طرق قانونية صعبة وتستغرق وقتا طويلا، ولكن السلطات تحاول السيطرة عليها بكل الطرق حتى لا تزيد من مأساة ومعاناة هؤلاء الأطفال، سواء بالتعرف عليهم من أشخاص موثوق فيهم يحملون جوازات سفر أصلية، أو بالتحقيق المكثف مع من يعولهم أو من قدموا معه إلى جزيرة كوس.
وأصبحت اليونان حاليا بصفة عامة وبعض الجزر بصفة خاصة منها جزر كوس وميتيليني وسامو وكاليمنوس، وجهة رئيسية للمهاجرين واللاجئين الفارين من أعمال العنف في دول العالم المختلفة وخصوصا سوريا، حيث تواجه السلطات اليونانية خلال الأيام الأخيرة موجات كثيرة وبصفة يومية أفواجا من اللاجئين السوريين يصلون إلى الجزر اليونانية المتفرقة عبر البحر من تركيا، حيث ينظر اللاجئون إلى اليونان على أنها محطة للوصول إلى بقية دول الاتحاد الأوروبي الغنية التي توافق على طلبات اللجوء وتقدم لهم مساعدات.
واصطدم الكثير من اللاجئين بحقيقة أزمة اليونان على أرض الواقع، لأن السلطات اليونانية ليس لديها ما تقدمه للاجئين، في الوقت التي تعاني فيه من أزمة مالية حادة، فيما بدأ سكان الجزر يشتكون من الوضع المأساوي لهؤلاء المهاجرين وتأثيرهم السلبي على الموسم السياحي الذي ينتظرونه.
وفي لقاءات لـ«الشرق الأوسط» مع أعداد من اللاجئين، كان كل شخص له قصته ومعاناته، فمنهم من ترك أهله وجاء ليبحث عن حياة آمنة، وهناك من فر من جحيم «داعش» أو جبهة النصرة أو التجنيد الإجباري، ومنهم من يسعى لاستكمال تعليمه أو البحث عن مستقبل أفضل بعيدا عن الحروب والصراعات.
حسام فريد (35 سنة) يتمشى مع زوجته الحامل وابنته 3 سنوات بالقرب من مركز الشرطة في جزيرة كوس، وبالحديث معه قال: أنا سوري ومهندس مدني، منذ أن بدأت الأحداث في سوريا تتم ملاحقتي لعدم خضوعي للانضمام لقوات جيش النظام، وتمت محاربتي في عدم تجديد جواز سفري، إلى أن دفعت أموالا كثيرة لأحصل على جواز من سفارة تابعة للنظام في دولة أخرى، والحمد الله أنا خرجت من سوريا، وأبحث الآن عن حياة جديدة أفضل مما نعانيه.
واستكمل فريد حديثه في نبرة حزينة: مكثت في تركيا 25 يوما، بحثت كثيرا عن المهربين والذين أخذوا مني أموالا كثيرة، ليضعوني في النهاية مع زوجتي وابنتي في قارب مطاطي ورجعنا من الطريق بسبب خفر السواحل التي اصطنعت أمواجا شديدة ولذلك كنا معرضين للموت المحقق فرجعت في المحاولة الأولى، بعد ذلك بيومين فضلت الهروب عن طريق يخت كبير مقابل 2200 يورو للشخص و1100 لابنتي، كنا 130 شخصا في المركب والحمد لله وصلنا بسلامة الله إلى جزيرة كوس الساعة الثانية بعد منتصف الليل بعد أن استغرقنا نحو ساعة ونصف.
وذكر المهندس حسام أن 80 في المائة ممن كانوا معه على اليخت هم عراقيون، مشيرا إلى أن الكثيرين من الجنسيات الأخرى، يأتون إلى جزيرة كوس ويأخذون فرصة اللاجئ السوري، موضحا أن طموحه حاليا التوجه إلى ألمانيا والعمل هناك وأن يستكمل تعليم ابنته وأن تلد زوجته في البلد الأوروبي الجديد ويعيش في أمن وسلام بعيدا عن الصراعات.
أما سعد وهو في الثلاثين من عمرة، فقال إنه لا يستطيع العودة إلى سوريا مرة أخرى من جراء ما عاناه هناك، موضحا أنه شاهد الموت مرارا، كما شاهد أقاربه وجيرانه يذبحون مرة من قبل «داعش» ومرة من قبل جبهة النصرة، وقال إنه فقد كل شيء في حياته أهله ومنزله وعمله، ويريد أن ينسى كل ما حدث له، موضحا أنه في طريقه من تركيا إلى اليونان في قارب مطاطي لثمانية أشخاص، تعرض للموت مرة أخرى بعد أن تعطل بهم في عرض البحر، وبدأ الثمانية وهم شباب يجدفون بأيديهم ولكن الأمواج تحملهم إلى اتجاه معاكس، حتى عثرت عليهم سفينة تابعة للبحرية اليونانية لتنقذهم.
وأيضا في لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع سيدة في الخمسينات ذكرت أن اسمها فاطمة العلي، من كوباني عين العرب، وقالت: خرجت من داري منذ عام تقريبا عندما دخل «داعش» أول مرة، وهربت إلى تركيا مع زوجي وزوجة ابني المفقود من وقتها، ومكثنا في مخيمات اللجوء في تركيا، ولكن الحياة هناك صعبة للغاية، فقررنا الرحيل من تركيا إلى أوروبا، وتوجهنا إلى المهربين الذين طلبوا مني 5 آلاف يورو، ووضعونا في قارب وكنا 42 شخصا و17 طفلا وخلال ثلاث ساعات تقريبا وصلنا إلى هنا، وكما تري نعيش في الشارع ومعنا طفل صغير عمره 7 أشهر ولا أستطيع أن أشتري له حفاضات أو لبنا، ونحن الآن في انتظار وثيقة سفر لنذهب إلى أثينا أو ثيسالونيكي لمحاولة السفر إلى أي دولة أوروبية أخرى تساعد اللاجئين مثلنا، فاليونان لا تستطيع أن تقدم لنا أي شيء، وكل ما نتلقاه من مساعدات هو من منظمات خيرية أجنبية أو من المارة من السياح أو المواطنين العاديين.
وينتهز تجار البشر بحث فريد واللاجئين عن الحياة الآمنة فيقومون مقابل مبالغ مالية كبيرة بحشر الرجال والنساء والأطفال في مراكب مطاطية وبلاستيكية بهدف إيصالهم إلى اليونان كمحطة أولى يعبرون منها إلى دول أوروبا الغنية، ولكن الوضع بات أكثر سوءا بعد تعنت السلطات المقدونية أخيرا وعرقلتها لمرور اللاجئين من اليونان إلى بقية دول أوروبا.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة أخيرا إن اليونان عليها أن تظهر قيادة أكبر في التعامل مع أزمة متصاعدة بوصول 160 ألف لاجئ ومهاجر إلى شواطئها حتى الآن هذا العام 2015. وقال ويليام سبيندلر من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين: «عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى اليونان الذي يتزايد بدرجة كبيرة بلغ الآن 160 ألف لاجئ ومهاجر وذلك حتى يوم 14 أغسطس (آب)».
كما أن بين الحين والآخر تندلع اشتباكات هنا في جزيرة كوس اليونانية بين لاجئين فارين من الصراعات في سوريا وأفغانستان والعراق، حيث فوجئوا بظروف قاسية، وأول اندلاع جاء بعد أن تم وضع نحو ألفي لاجئ ومهاجر داخل ملعب لكرة القدم لساعات طويلة من دون توفير لوازم الحياة الأساسية، وبعد هذا الاشتباك تركت السلطات اللاجئين وحالهم في الشوارع والميادين، وتندلع حاليا اشتباكات بين اللاجئين وبعضهم البعض وخصوصا بين الأفغان والباكستانيين.
وفي محاولة من السلطات اليونانية التي تعاني من أزمة مالية، للسيطرة على الموقف استأجرت سفينة كبيرة لإيواء اللاجئين وتوفير مركز لفرز أوراقهم في محاولة لتخفيف الأوضاع على الشواطئ التي تسودها الفوضى أحيانا، فيما باتت معظم أحياء العاصمة أثينا تشهد أفواجا من السوريين الفارين من مختلف الأعمار وهم يحاولون معرفة سبل التوجه إلى الدول الأوروبية الأخرى.
وأوضحت مفوضية شؤون اللاجئين أن الحكومة اليونانية تعاني من أزمة اقتصادية لكن عليها أن تبذل مزيدا من الجهد كما أن الاتحاد الأوروبي عليه أيضا دعم أثينا، وقال سبيندلر: إذا أظهرت السلطة المركزية اليونانية قيادة ورؤية وعينت شخصا للتنسيق في التعامل مع الأزمة، سنكون نحن ومنظمات دولية أخرى على استعداد لبذل المزيد.. لكن من الصعب علينا أن نحضر ونبدأ العمل على الأرض إذا لم يكن هناك شخص مسؤول.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 250 ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا عن طريق البحر حتى الآن هذا العام وقتل 2349 على الأقل أثناء الرحلة الخطرة، وأن نحو ألف مهاجر يجري إنقاذهم يوميا في اليونان وإيطاليا، وأشارت المنظمة إلى أنه ما زال هناك 135 يوما متبقية في هذا العام ونتوقع أن يتجاوز الرقم الإجمالي 300 ألف.
وتشهد الفترة الأخيرة، زيادة كبيرة في عدد المهاجرين، وخصوصا من سوريا وأفغانستان وباكستان ودول أفريقية، إلى اليونان عموما، بحثا عن حياة جديدة في أوروبا، ويغتنم تجار البشر معاناة اللاجئين ويتقاضون منهم أموالا طائلة مستغلين أجواء الصيف الهادئة ليحاولوا يوميا عبور المئات منهم بحر إيجة من بودروم التركية إلى هنا في جزيرة كوس اليونانية.
ووفقا للتقارير الرسمية للأمم المتحدة، فقد وصل نحو 21 ألف مهاجر غير شرعي الأسبوع الماضي بين 8 و14 أغسطس (آب) إلى اليونان عبر البحر، وأوضحت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن هذا العدد يمثل نحو 50 في المائة من إجمالي المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى اليونان بحرا خلال عام 2014 والذين بلغ عددهم 43500 شخص.
وأشارت المفوضية إلى أن وتيرة الوصول تزايدت باستمرار خلال الأسابيع الأخيرة، وأنه في شهر يوليو (تموز) وصل 50242 شخصا أي أكثر من إجمالي عدد الواصلين طوال سنة 2014. وبخصوص الواصلين الأسبوع الماضي فإن غالبيتهم الكبرى من سوريا (82 في المائة) وشكل الأفغان 14 في المائة منهم أيضا والعراقيون 3 في المائة، وأوضحت المفوضية العليا للاجئين أن الغالبية الكبرى من هؤلاء القادمين سينالون وضع لاجئين، وأنه منذ أشهر أطلقت المفوضية العليا تحذيرات تتعلق بالأزمة المتزايدة للاجئين في الجزر اليونانية، وطلبت تعزيز منشآت الاستقبال على الجزر وفي بقية أنحاء البلاد بشكل عاجل.
وفي لقاء مع زيونيسيس بريتاكوس وهو نائب رئيس البلدية قال إن مشكلة اللاجئين خطيرة للغاية، واليونان كدولة تحترم العدالة والقانون الدولي، وتستقبل هؤلاء اللاجئين وتقدم لهم كل ما تستطيع لتوفير الأمن لهم، فالأشخاص الذين يصلون إلى هنا فهم أولا: يشعرون بالأمان، ثانيا: يتم منحهم وثائق رسمية يتحركون بها بحرية داخل اليونان وأيضا للسفر للخارج.
من جانبها، طلبت الحكومة اليونانية مزيدا من الدعم من الاتحاد الأوروبي من أجل إدارة أفضل لزيادة تدفقات الهجرة غير الشرعية واللاجئين إليها، حيث تعتبر اليونان محطة لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين عبر حدودها البحرية الواسعة في الجزر المتناثرة في البحر المتوسط وبحر إيجة، وبعدها ينطلق المهاجرون إلى بقية دول الاتحاد الأوروبي بحثا عن حياة أفضل، وقد تم بحث هذا الأمر مع المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة واللجوء ديمتريس أفراموبلوس أثناء زيارته مؤخرا لليونان.
يذكر أن هناك الكثير من القصص المؤثرة والحزينة لهؤلاء اللاجئين في جزيرة كوس، وسوف نسرد قصص الكثيرين منهم في الحلقة الثانية، ومنها قصة ثمانية لاجئين شباب، جرفتهم الأمواج بعد أن نفد البنزين من موتور المركب، إلى جزيرة صخرية نائية لا يعيش فيها أحد.



روسيا لم تحسم بعد مصير قاعدتيها العسكريتين في سوريا

صورة من قمر اصطناعي تظهر دفاعات جوية من طراز «إس 400» بقاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية في سوريا يوم 25 نوفمبر 2024 (رويترز)
صورة من قمر اصطناعي تظهر دفاعات جوية من طراز «إس 400» بقاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية في سوريا يوم 25 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

روسيا لم تحسم بعد مصير قاعدتيها العسكريتين في سوريا

صورة من قمر اصطناعي تظهر دفاعات جوية من طراز «إس 400» بقاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية في سوريا يوم 25 نوفمبر 2024 (رويترز)
صورة من قمر اصطناعي تظهر دفاعات جوية من طراز «إس 400» بقاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية في سوريا يوم 25 نوفمبر 2024 (رويترز)

أعلن الكرملين، اليوم (الاثنين)، أنه لم يحسم بعد مصير المنشآت العسكرية الروسية في سوريا، التي تسعى موسكو إلى الحفاظ عليها رغم سقوط بشار الأسد.

وقال الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، خلال إحاطة إعلامية: «ما من قرار نهائي في هذا الصدد. ونحن على اتصال مع ممثلي القوى التي تسيطر راهناً على الوضع في البلد».

وتضمّ سوريا قاعدتين عسكريتين روسيتين؛ هما قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، وهما منشأتان أساسيتان للطموحات الجيوسياسية لروسيا التي تمارس من خلالهما نفوذاً في الشرق الأوسط؛ من حوض البحر المتوسط وصولاً إلى أفريقيا.

وعُدّ فرار بشار الأسد ضربة قاسية للطموحات الروسية، لا سيما أنه يعكس أيضاً الضعف المتنامي لإيران حليفة روسيا في المنطقة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الأحد أنها أجلت جزءاً من طاقمها الدبلوماسي من دمشق.

وواجهت روسيا انتقادات بشأن تدخّلها العسكري في سوريا منذ 2015 لضمان صمود بشار الأسد. وشاركت في القمع العنيف للمعارضة، خصوصاً من خلال شنّ ضربات جوية مدمّرة.

وفي نهاية المطاف، أطاح تحالف فصائل مسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام» بشار الأسد الذي فرّ إلى روسيا مع عائلته في مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي.