فض اعتصام البصرة بعد تلقي منظميه تهديدات بالتصفية

ليلة مواجهات مع المتظاهرين في الحلة

فض اعتصام البصرة بعد تلقي منظميه تهديدات بالتصفية
TT

فض اعتصام البصرة بعد تلقي منظميه تهديدات بالتصفية

فض اعتصام البصرة بعد تلقي منظميه تهديدات بالتصفية

مع دخول المظاهرات في العراق إلى مديات جديدة، بعد مواجهات مع القوات الأمنية في الحلة (100 كلم جنوب غربي بغداد) وتهديدات للمعتصمين في البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، يبدو أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يفقد الجزء الكبير من شعبيته.
ففي مدينة الحلة قرر العبادي رفع حظر التجوال، بعد ليلة دامية، إثر استخدام قوات مكافحة الشغب العنف في فض مظاهرة خرجت قرب مبنى الحكومة المحلية مطالبة بتحسين الخدمات، الأمر الذي تطلب تدخل قوات من الجيش العراقي للسيطرة على الوضع، فيما قرر منظمو الاعتصام المفتوح في البصرة، الذي انطلق قبل أكثر من 16 يومًا، إزالة خيمتهم قرب نهر العشار، بعد تعرضهم للتهديد وتخلي القوات الأمنية عن حمايتهم.
وقال الناشط المدني البصري حيدر عبد الأمير لـ«الشرق الأوسط»، إن «سبب رفعنا لخيمة الاعتصام هو تلقي مجاميع من المعتصمين تهديدات بالقتل من قبل ميليشيات تابعة لأحزاب متنفذة». وأضاف أن «التهديدات وعدم قدرة القوات الأمنية على حمايتهم وخصوصا بعد الاعتداء الأخير، فجر السبت الماضي، جعلهم يرفعون خيمة الاعتصام».
بدوره، قال الناشط المدني منتظر الكركوشي إن «حياة المعتصمين في خطر، لذا يجب توفير الحماية لهم، والأجهزة الأمنية ومحافظ البصرة هم المسؤولون عن حمايتهم».
وفي الحلة، مركز محافظة بابل، أصيب أربعة مدنيين بجروح، إثر مواجهات مع القوات الأمنية بعد محاولة شرطة مكافحة الشغب فض مظاهرة لناشطين خرجت للمطالبة بالإصلاحات، فيما تم فرض حظر للتجوال في المدينة قبل أن يقرر رئيس الوزراء حيدر العبادي رفعه. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للعبادي أنه «وجّه برفع حظر التجوال الذي فرض في مدينة الحلة، وذلك لأن الأوضاع الأمنية مسيطر عليها في المحافظة». ودعا البيان «شباب المحافظة إلى التعاون مع القوات الأمنية لحفظ أمن المواطنين».
إلى ذلك، دعت تنسيقيات محافظة بابل، متظاهري المحافظة إلى الهدوء والتصرف بحكمة، فيما حذرتهم من التظاهر الليلي. وقالت في بيان إنه «في ظل التخويف والترويع الذي يقوم به محافظ بابل ضد متظاهري المحافظة، على المتظاهرين في الوقت الحاضر الهدوء والتصرف بحكمة والاستمرار بالتظاهر نهارا». وحذرت التنسيقيات بحسب البيان من التظاهر الليلي «خشية الغدر من قبل مرتزقة السلطة».



مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».