دمشق في مرمى قذائف المعارضة.. وقتلى وجرحى باستهداف سجن العاصمة المركزي

ارتفاع حصيلة ضحايا دوما إلى 50 وقتلى معارك مطار كويرس إلى 51 من النظام و60 من «داعش»

مشهد للدمار في أحد المواقع السكنية في دوما تسبب فيه غارات النظام بالبراميل المتفجرة (رويترز)
مشهد للدمار في أحد المواقع السكنية في دوما تسبب فيه غارات النظام بالبراميل المتفجرة (رويترز)
TT

دمشق في مرمى قذائف المعارضة.. وقتلى وجرحى باستهداف سجن العاصمة المركزي

مشهد للدمار في أحد المواقع السكنية في دوما تسبب فيه غارات النظام بالبراميل المتفجرة (رويترز)
مشهد للدمار في أحد المواقع السكنية في دوما تسبب فيه غارات النظام بالبراميل المتفجرة (رويترز)

استهدفت المعارضة أمس أحياء عدّة في العاصمة بالقذائف الصاروخية، وسجل مقتل 11 شخصا وإصابة 56 آخرين جراء سقوط قذائف استهدفت سجن دمشق المركزي، وعشرة آخرين في قذائف سقطت على أحياء في العاصمة، بينما ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات التي شنتها قوات النظام السوري أول من أمس، على مدينة دوما، أبرز معاقل المعارضة في محافظة دمشق، إلى 50 شخصا بينهم 12 طفلا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «ارتفعت حصيلة غارات وقصف يوم (أول من) أمس (السبت) على مدينة دوما إلى 50 مدنيا بينهم 12 طفلا وثماني مواطنات». وأوضح أن رجال الإنقاذ عثروا على مزيد من القتلى والجرحى تحت الأنقاض ليلا، لافتا إلى أن بعض الغارات أدت إلى مقتل عائلات بأكملها. وشنت قوات النظام أمس غارات جوية وقصفا مدفعيا وصاروخيا كثيفا على مدينة دوما. وأعلن المرصد في حصيلة أولية مقتل 20 شخصا.
ونشرت «تنسيقية دوما» في صفحتها على «فيسبوك» أسماء وصور القتلى. وأتى استهداف دوما السبت رغم التنديد الدولي الذي أعقب الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام الأحد قبل الماضي على سوق شعبي مكتظ داخل المدينة وتسببت بمقتل 117 شخصا على الأقل بينهم 16 طفلا، وفق المرصد.
وأمس، شن الطيران الحربي التابع لقوات النظام 11 غارة جوية على الغوطة الشرقية لدمشق أدت إلى سقوط إصابات، وفق المرصد.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية، «سانا» من جهتها بأن «سلاح الجو دمر مستودع ذخيرة وراجمة صواريخ ومدفع 23 للتنظيمات الإرهابية التكفيرية في عربين وحرستا» في الغوطة الشرقية.
من جهة أخرى، سقطت قذائف مصدرها مواقع الفصائل المعارضة المحيطة بالعاصمة في محيط سجن دمشق المركزي المعروف باسم «سجن عدرا».
وأشار التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل نقلا عن وزارة الداخلية إلى «سقوط قذائف هاون أطلقتها التنظيمات الإرهابية التكفيرية على سجن دمشق المركزي ومحيطه ومخيم الوافدين في ريف دمشق».
ونقل عن مدير السجن قوله: «أدت قذائف الحقد الإرهابي إلى ارتقاء 11 شخصا وإصابة 56 بينهم نساء وأطفال»، موضحا أن إحدى القذائف أصابت باب السجن. وأحصى المرصد من جهته مقتل تسعة أشخاص على الأقل جراء سقوط القذائف على محيط السجن، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح. وقال عبد الرحمن إن «عناصر من قوات النظام في صفوف القتلى بالإضافة إلى بعض القتلى المدنيين». وأشار المرصد إلى أن قذائف عدة سقطت على أحياء سكنية أبرزها ساحة الروضة وساحة الأمويين والبرامكة وحي باب توما ومناطق العدوي والمزرعة وأبو رمانة.
كما سقط مزيد من قذائف الهاون على أماكن في «ضاحية الأسد» قرب مدينة حرستا في غوطة دمشق الشرقية، بينما تستمر قوات النظام في قصفها مناطق بمدينة دوما بالغوطة الشرقية، وسط تنفيذ الطيران الحربي مزيدا من الغارات على مناطق في المدينة.
وفي الزبداني، حيث استمرت المعارك بين قوات النظام وحزب الله من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، ارتفع إلى 9 على الأقل عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على المدينة، بالإضافة لسقوط أكثر من 8 صواريخ يعتقد أنها من نوع «أرض - أرض»، وفق المرصد.
في غضون ذلك، ارتفع إلى 51 عدد عناصر قوات النظام وضباطها الذين قتلوا في محيط مطار كويرس العسكري والكلية الجوية بريف حلب الشرقي، وفق المرصد، لافتا إلى أن بينهم ما لا يقل عن 40 ضابطًا؛ منهم 4 برتبتي عميد وعقيد، قتلوا جميعهم في هجومين منفصلين نفذهما تنظيم داعش؛ أحدهما في 9 أغسطس (آب) الحالي، واستمر حتى 12 منه، والهجوم الآخر بدأ قبل نحو يومين، حيث استهدف التنظيم المطار ومحيطه بعربات مفخخة، في محاولة للسيطرة عليه وعلى الكلية الجوية، حيث ترافقت الاشتباكات التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، مع قصف متبادل بين الطرفين بشكل عنيف، وقصف مكثف لطائرات النظام الحربية والمروحية بالصواريخ والبراميل المتفجرة.
كما أسفرت الاشتباكات عن مقتل 62 عنصرًا على الأقل من تنظيم «داعش» بينهم قياديون في التنظيم، منهم 4 على الأقل فجروا أنفسهم بعربات مفخخة في محيط المطار، و8 جرى فصل رؤوسهم عن أجسادهم من قبل عناصر قوات النظام، بعد سحب جثامينهم، وفق المرصد.
ونتيجة لهذه الخسائر، فقد ساد التوتر في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص، ونظم أهالي وذوو عناصر قوات النظام والضباط الذين قتلوا إضافة لذوي العناصر والضباط ممن لا يزال محاصرين داخل المطار، مظاهرات. وقد نظمت في بعض المناطق اعتصامات ووقفات احتجاجية مطالبة قوات النظام وقياداتها بالتحرك لفك الحصار، بعد أن تركت العناصر والضباط الموجودين في المطار لمصيرهم في مواجهة تنظيم داعش، وفق المرصد.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.