محادثات مسقط: الحكومة ترفع سقف «شروطها» في وجه الحوثيين

على وقع الاستعدادات العسكرية التي تطرق أبواب صنعاء

مجندون جدد ينضمون للقوات المالية للرئيس عبدربه منصور هادي في ميناء عدن أمس (رويترز)
مجندون جدد ينضمون للقوات المالية للرئيس عبدربه منصور هادي في ميناء عدن أمس (رويترز)
TT

محادثات مسقط: الحكومة ترفع سقف «شروطها» في وجه الحوثيين

مجندون جدد ينضمون للقوات المالية للرئيس عبدربه منصور هادي في ميناء عدن أمس (رويترز)
مجندون جدد ينضمون للقوات المالية للرئيس عبدربه منصور هادي في ميناء عدن أمس (رويترز)

على وقع الاستعدادات العسكرية التي تطرق معاقل الحوثيين في شمال اليمن، وخصوصًا تعزيز جبهة مأرب التي لا تبعد عن العاصمة صنعاء سوى 170 كلم، بدأ المبعوث الأممي للأزمة اليمنية، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس مباحثاته مع الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح في العاصمة العُمانية مسقط.
وينقل ولد الشيخ للحوثيين وحلفائهم، ما عبرت عنه مصادر مطلعة بـ«حزمة شروط» عرضتها حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، والانخراط في العملية السياسية التي تستهدف حل الأزمة في اليمن، وإنهاء الحرب الدائرة منذ 26 مارس (آذار) الماضي.
وكان المبعوث الأممي التقى في الرياض قبيل سفره إلى مسقط، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتسلم منه شروط وقف إطلاق النار التي تتبناها حكومته، وتحظى بتأييد دول التحالف العربي.
وتركز شروط الحكومة اليمنية على إقرار المتمردين الذين بدأوا يخسرون مواقعهم بالتوالي، بالانسحاب العسكري من جميع المواقع وتسليم أسلحتهم ومواقعهم ووضع آلية لتنفيذ القرار الأممي 2216، وتطبيقه فورًا.
واستفادت الحكومة اليمنية من الانتصارات العسكرية التي تنجزها قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في رفع سقف مطالبها في التفاوض مع خصومها الحوثيين في مسقط.
وتهدف هذه المفاوضات وهي ليست الأولى التي تستضيفها سلطنة عُمان إيجاد حلّ سياسي للأزمة التي استعرت بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة وعلى عدن والعمل على وقف المعارك التي تحرز فيها قوات التحالف تقدمًا متسارعًا.
وسبق لسلطنة عُمان أن استضافت محادثات متعددة الأطراف في مسقط شاركت فيها جماعة الحوثيين شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) الماضيين، وهي المحادثات التي شارك فيها وفد أميركي ولم تحرز أي تقدم، مما دفع بالمعارك العسكرية للأمام وأدى لاستعادة قوات التحالف مدينة عدن منتصف يوليو (تموز) الماضي.
وإلى جانب القرار الدولي 2216، تحددّ الصيغة التي قدمتها الحكومة اليمنية ونقلها ولد الشيخ لوفدي مسقط، مرجعية الحلّ السياسي القادم في اليمن بالمبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وكذلك إعلان الرياض الصادر في 17 مايو 2015.
وتشترط الحكومة اليمنية، بحسب مصادر مطلعة، أن يوافق الحوثيون وحلفاؤهم على إخلاء جميع المناطق والمواقع التي ما زالوا يسيطرون عليها وتسليمها للحكومة بما في ذلك العاصمة صنعاء، وكذلك تسلم أسلحتهم، وتعيين مراقبين عسكريين دوليين لمراقبة تنفيذ الخطوات.
كما تضمن حزمة الشروط التي أقرتها الحكومة اليمنية، تمكين الأخيرة من ممارسة مهامها وعدم إعاقة خصومها الحوثيين وحلفائهم عمل الحكومة أو التدخل في شؤونها.
ووفقًا لنقاط الحكومة اليمنية فإن الحلّ السياسي لهذه الأزمة يبدأ بعد تنفيذ الخطوات العسكرية، ويأتي ضمن مرجعية القرار الدولي 2216، والمبادرة الخليجية، وإعلان الرياض، وكذلك مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.