اقتلاع خيام متظاهرين في البصرة.. واعتداءات على ناشطين في النجف

اتهامات لمسلحين مجهولين بترويع المحتجين ضد الفساد وسوء الخدمات

اقتلاع خيام متظاهرين في البصرة.. واعتداءات على ناشطين في النجف
TT

اقتلاع خيام متظاهرين في البصرة.. واعتداءات على ناشطين في النجف

اقتلاع خيام متظاهرين في البصرة.. واعتداءات على ناشطين في النجف

اتخذت موجة الاحتجاجات في مدن وسط العراق وجنوبه منحى جديدا، وذلك بعد مرور ثلاثة أسابيع على اندلاعها بسبب سوء الخدمات، فقد تعرض ناشطون مدنيون في مدينة النجف (161 كلم جنوب غربي بغداد) لاعتداء من قبل مسلحين مجهولين، بينما شهدت البصرة (550 كلم جنوب بغداد) ما يمكن وصفه بـ«حرب خيام».
وقال الناشط المدني كاظم هيلان، أحد منظمي مظاهرات البصرة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «مجموعة مسلحة قدمت بعد الساعة الثالثة من منتصف ليل السبت، بسيارات بعضها رباعي الدفع، إلى خيمة المعتصمين أمام مبنى مجلس المحافظة في منطقة العشار، وسط البصرة، وقاموا بالاعتداء على الشباب الموجودين فيها وسرقوا محتويات الخيمة وحطموها». وأضاف أن «الاعتداء تم على مرأى ومسمع قبل القوات الأمنية المكلفة بحماية المبنى الحكومي لكنهم لم يحركوا ساكنا»، لافتا إلى أن «الشباب قاموا بنصب خيمة جديدة ولن يثنيهم ذلك عن مواصلة المطالبة بحقوقهم المشروعة بالكشف عن كل الفاسدين».
وكانت مجموعة من المتظاهرين قد قاموا بمهاجمة بعض السرادق المنصوبة أمام مبنى مجلس المحافظة في البصرة، ورشقوها بقناني الماء، أثناء المظاهرات التي خرجت يوم الجمعة، مبينين أنها تعود إلى بعض الجهات الحكومية والسياسية.
وفي مدينة النجف، تعرض عدد من الناشطين المدنيين، ومنهم الناشط علي الذبيحاوي، إلى ضرب من قبل مسلحين مجهولين. وتناقل ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو نسب إلى حماية شخصية من الشخصيات النافذة في مدينة النجف وهو يهدد الذبيحاوي بالتصفية، بينما تناقلوا بعد ذلك صورا للذبيحاوي وهو يرقد في أحد مستشفيات النجف وعليه آثار ضرب قيل إنها محاولة اغتيال تعرض لها بعد رجوعه إلى بيته عند انتهاء مظاهرات الجمعة.
يذكر أن اعتداءات وتهديدات طالت صحافيين في محافظة النجف أيضا، إذ تعرض مراسلون ومصورون في قناة آفاق وآسيا والبغدادية العراقية إلى الاعتداء والإهانة أثناء تغطية مظاهرات الجمعة في «ساحة العشرين».
في غضون ذلك، واصل المحتجون أمس قطع الطريق إلى ميناء أم قصر الجنوبي للبضائع، مما أدى إلى تعطل الأنشطة في الميناء الذي يستقبل شحنات الحبوب والمعدات الثقيلة المستخدمة في صناعة النفط، حسبما أكد مسؤولون أمس.
وقال عمار الصافي، المتحدث باسم الشركة العامة لموانئ العراق، إن عشرات المحتجين الذين أغلقوا بوابتي الميناء الرئيسيتين منذ صباح أول من أمس نصبوا خياما خلال الليل ورفضوا السماح بعبور الشاحنات ومنعوا الموظفين من دخول المنشأة. وأضاف الصافي ومصدر أمني أن قوات الأمن حرصت على إبعاد المحتجين عن الميناء لكنها لم تفرقهم، حسبما أفادت وكالة «رويترز».



مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».