تونس: شكوك في صحة رواية الداخلية حول هجوم إرهابي على 3 من رجال الأمن

إضراب عام في سيدي بوزيد احتجاجًا على استعمال القوة لفك اعتصام المدرسين

تونس: شكوك في صحة رواية الداخلية حول هجوم إرهابي على 3 من رجال الأمن
TT

تونس: شكوك في صحة رواية الداخلية حول هجوم إرهابي على 3 من رجال الأمن

تونس: شكوك في صحة رواية الداخلية حول هجوم إرهابي على 3 من رجال الأمن

شكك المستوري القمودي، رئيس نقابة التعليم الأساسي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل (كبرى النقابات العمالية)، في صحة الرواية التي قدمتها وزارة الداخلية بخصوص هجوم إرهابي تعرض له ثلاثة من رجال الأمن في سوسة مساء الأربعاء الماضي باستعمال بندقية، وقال إن العمليات الإرهابية التي جدت أخيرا أصبحت «شماعة تلجأ إليها السلطة لتعطيل التحركات الاجتماعية»، على حد تعبيره.
وتساءل القمودي في تصريح إذاعي عن حقيقة ما وقع في سوسة، ووصف العملية برمتها بكونها «تمثيلية» بدأت بالاعتداء على المدرسين المطالبين بحقوقهم الاجتماعية، وبعدها بيوم واحد، تم التصريح بالاعتداء على رجال الأمن الثلاثة ببندقية صيد، دون أن يتم اعتقال مرتكبي العملية الإرهابية، التي خلفت مقتل رجل أمن واحد فيما نجا الشرطيان الأخيران.
واتهم القمودي السلطات التونسية بالتصديق على قانون مكافحة الإرهاب على مقاس المطالب الاجتماعية لقطاع التعليم، بهدف منع التحركات الاجتماعية السلمية المشروعة للمدرسين المطالبين بتحسين ظروفهم الاجتماعية، وتطبيق الاتفاقات المبرمة بين وزارة التربية والهياكل النقابية.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد أعلن حالة الطوارئ في تونس في الثالث من يوليو (تموز) الماضي لمدة شهر، وذلك بعد أيام من هجوم سوسة الإرهابي، الذي أودى بحياة 39 شخصا، وجرح 40 آخرين، معظمهم من السياح البريطانيين. وبعد ذلك مدد حالة الطوارئ لمدة شهرين إضافيين في ظل احتجاجات منظمات حقوقية بشأن دواعي إعلان حالة الطوارئ. كما صادق البرلمان التونسي في 25 من يوليو الماضي على قانون جديد لمكافحة الإرهاب وغسل الأموال.
من ناحية أخرى، نفذ الاتحاد الجهوي للشغل (نقابة العمال) بسيدي بوزيد أمس إضرابا عاما جهويا تعطلت بسببه الخدمات في معظم المؤسسات الحكومية، حيث احتشد مئات العمال أمام مقر الاتحاد للتعبير عن مساندتهم المطلقة للنقابيين من سلك التعليم، الذين تعرضوا يومي الأربعاء والخميس إلى التفريق بالقوة من قبل قوات الأمن.
وخرج المحتجون في مسيرة سلمية جابت الشوارع الرئيسية لمدينة سيدي بوزيد، وتوقفت أمام مقر الولاية (المحافظة)، ورفعوا خلالها الكثير من الشعارات المنددة باللجوء السريع إلى الحلول الأمنية لفك الاعتصامات والتحركات الاجتماعية السلمية، وخصوصا منها اعتصام المعلمين الأخير في سيدي بوزيد. كما ندد المشاركون في المسيرة بما أسموه «هشاشة التعاطي مع مطالب المعلمين سواء من طرف سلطة الإشراف، أو من قبل رئاستي الحكومة والجمهورية».
وشاركت مباركة عواينية، عضو مجلس نواب الشعب (البرلمان)، عن تحالف الجبهة الشعبية المعارض وزوجة محمد البراهمي، الذي اغتيل في 25 يوليو 2013، في فعاليات التجمع العمالي وعبرت لـ«الشرق الأوسط» عن مساندتها المطلقة لمطالب رجال التعليم، مستغربة تعاطي الأمن العنيف لفك الاعتصام، والاعتداء علی النقابيين وعلى عدد من المعلمين بجهة سيدي بوزيد.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.