مصطفى الحريري: مستقبل السوق العقارية في إقليم كردستان واعد جدًا

أكد لـ«الشرق الأوسط» أن نسبة مبيعات القرية اللبنانية تجاوزت في أربيل الـ70 %

جانب من عمارات القرية اللبنانية التي تبنيها شركة الحريري للبناء والمقاولات في أربيل («الشرق الأوسط»)
جانب من عمارات القرية اللبنانية التي تبنيها شركة الحريري للبناء والمقاولات في أربيل («الشرق الأوسط»)
TT

مصطفى الحريري: مستقبل السوق العقارية في إقليم كردستان واعد جدًا

جانب من عمارات القرية اللبنانية التي تبنيها شركة الحريري للبناء والمقاولات في أربيل («الشرق الأوسط»)
جانب من عمارات القرية اللبنانية التي تبنيها شركة الحريري للبناء والمقاولات في أربيل («الشرق الأوسط»)

تتنافس الشركات العربية والعالمية الكبرى على المشاركة في سوق عقارات إقليم كردستان العراق بشكل عام ومدينة أربيل بشكل خاص، فحالة الاستقرار والأمن الذي يعيشه الإقليم جعلت سوقها العقارية في ازدهار مستمر، شركة الحريري للبناء والمقاولات اللبنانية كانت واحدة من هذه الشركات التي شقت طريقها في هذه السوق، فبدأت بالقرية اللبنانية واقتربت من الانتهاء من إنجازها لتضيف لمسة جمال أخرى لمدينة أربيل.
رجل الأعمال اللبناني ورئيس مجلس إدارة شركة الحريري للبناء والمقاولات، مصطفى محمد الحريري، اختار إحدى مباني القرية اللبنانية التي تواصل شركته إنجازها (شمال مدينة أربيل)، كمقر لشركته في مدينة أربيل، ويتطلع إلى إنجاز مشاريع أخرى في الإقليم مستقبلا، فهو يرى أن الإقليم الكردي بحاجة إلى الكثير من المشاريع الاستراتيجية، وقال مصطفى الحريري لـ«الشرق الأوسط»: «نحن شركة الحريري للبناء والمقاولات، شركة لبنانية عمرها أكثر من 30 عاما، أنجزنا الكثير من الأعمال في لبنان وحاليا ننفذ مشروع القرية اللبنانية في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. ولدينا مشاريع أخرى في جنوب العراق في الناصرية ومشاريع استراتيجية في محافظة العمارة، أما مشروع القرية اللبنانية في أربيل فيعتبر من أكبر وأهم المشاريع التي نفذناها في أربيل، وهذا المشروع يتكون من (3480) وحدة سكنية، وبدأنا العمل فيه من 12-5-2012. والآن بدأنا بتسليم مجموعة 2200 وحدة سكنية إلى أصحابها».
وتتألف القرية اللبنانية من الفلل التي تتراوح مساحاتها من 400 إلى 600 متر مربع، وصالاتها وجدرانها الداخلية مبلطة بحجر المرمر، مع مواصفات عزل الصوت، أما الواجهات الخارجية فهي مصممة بديكورات وأعمدة وقرميد أحمر ومرمر خارجي. كما يتضمن المشروع عدة قصور بدرجة أولى بتصميم رائع من الدرجة الأولى وفريدة من نوعها في أربيل. أما بالنسبة للشقق، فيتضمن المشروع شققا ذات مساحات مختلفة منها 200 متر و160 مترا و107 أمتار، وشققا ذات نوع الاستوديو الذي يعتبر المشروع الأول الذي يتضمن هذا النوع من الشقق في أربيل.
وأضاف الحرير: «بدأ المشترون باستلام عقاراتهم والسكن فيها، وهي كاملة من ناحية الخدمات حيث إنه مزود بشبكة غاز مركزية وفيها آبار ارتوازية مع محطات لتكرير المياه الصالحة للاستعمال ومحطات لتكرير المياه المبتذلة، ومحطات ومولدات كهربائية. أما مواصفات البناء فهي راقية سوبر ديلوكس إن كان من الخارج أو من الداخل، واستخدمنا تقنيات جديدة للإسمنت بوردسلكا بورد للواجهات الخارجية مع ديكورات لأطر النوافذ ونوع الألمونيوم المستخدم هو 1.6 دوبلك ليزنك سماكة للعزل. تصميم البناء هو الهولوكور سماكة السقف 27 سنتيمترا لعزل الصوت بين الطوابق لكي لا يسمع ساكنوها أصوات بعضهم البعض، والقواطع الداخلية كلها من الثرمستون لعزل الحرارة والصوت بين الطوابق، وهناك طرق وشبكة مجاري وصرف مياه الأمطار وجميعها ذو مواصفات عالية، هذه هي المرحلة الأولى من المشروع وهي تتكون (2200) وحدة سكنية أما المرحلة الثانية فسنبدأ بها منذ بداية العام القادم، وتتضمن بناء مول ومكاتب وشقق بقياسات مختلفة».
وتابع حريري: «بالنسبة لموقع بناء القرية اللبنانية فهو من المواقع الاستراتيجية، حيث يبعد عن مطار أربيل مدة ثلاث دقائق فقط على شارع 120 عند افتتاحه، أما الجزء الكبير من القرية فيقع في منطقة عين كاوه، التي تعتبر من المناطق الراقية والمرغوبة في أربيل لكثرة النشاطات فيها، وهي مركز مهم للمنظمات والمكاتب والشركات والمطاعم والفنادق. أما سكان القرية فهم من خلفيات متنوعة، كذلك تقع القرية على الطريق الرئيسي المؤدي إلى محافظة دهوك الذي يبلغ عرض 60 مترا، ويقابلها من الجانب الآخر المستشفى الأميركي وجامعة كردستان، وهي قريبة من الحي الدبلوماسي وتبعد عن مصيف صلاح الدين 3 كيلومترات فقط».
وعن عدد العقارات الموجودة داخل القرية، بين الحريري: «يبلغ عدد الفلل (134) فيلا ذات مساحات كبيرة أما عدد العمارات فيها فتبلغ 50 عمارة تتراوح عدد طوابقها من ثماني طوابق إلى ستة عشر طابقا، نفذنا منها (38) عمارة. كما أن المشروع يتضمن مدرسة وروضة وحضانة وتعاقدنا مع المدرسة الفرنسية لإدارة منظومته التعليمية وسيكون هناك مركز شرطة ومركز خدمة ومركز إطفاء وجامع ووحدة صحية ونظام أمني وبوابات ومداخل خاصة بالقرية وسيكون هناك ضمن المرحلة الأولى شقق فندقية لاستقبال الضيوف والسياح وسوبر ماركت، وخططنا أيضا لإدخال فكرة جديدة إلى أربيل عن طريق تخصيص منطقة تحوي على 200 استوديو سوبر ديلوكس مخصصة لرجال الأعمال إضافة إلى كامل الفسيلتي من مسبح ومهبط لطائرات الهليكوبتر داخل القرية اللبنانية، وسيكون هناك مطاعم متنوعة، سيتم بيعها بطريقة التايم شير الذي بدوره يشجع على تفعيل السياحة والأعمال في أربيل وإقبال رجال الأعمال عليها».
رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الإقليم من الحرب ضد «داعش»، والأزمة الاقتصادية جراء تدهور العلاقات بين أربيل وبغداد، فإن مشروع القرية اللبنانية لم يتوقف ولو لوهلة قصيرة، واستمر في العمل وحقق نسبة مبيعات كبيرة، وأوضح الحريري أسباب نجاح المشروع بالقول: «رغم هذه الظروف الصعبة فإن نسبة مبيعات المشروع تجاوز 70 في المائة، واستطعنا تأمين مصدر للتمويل وعملنا ضمن برنامج يضمن الحفاظ على موعد التسليم، بغض النظر عن المبيعات والأحداث وتأخر دفع الزبائن، عكس جميع شركات بناء المشاريع السكنية، وهذا يكشف عن قدراتنا المالية وحسن إدارتنا وحسن التنظيم وبالتالي أدى هذا إلى زيادة زبائننا وزيادة الإقبال على المشروع يعود لزيادة الثقة بنا، رغم الأزمة الموجودة وعدم تضررنا منها».
وأشار الحريري إلى أن سبب اختيارهم العراق بشكل عام وإقليم كردستان بشكل خاص، يعود إلى أن هذا البلد يعاني من نقص في البنى التحتية ومشاريع السكن والمدارس والمستشفيات، مضيفا بالقول: إن «الأرباح التي ترد لنا من مشاريعنا في إقليم كردستان والعراق أعلى من باقي المناطق في العالم، وعندما درسنا السوق والجدول الاقتصادي للإقليم في عام 2011 كانت مشجعة جدا، وبعد أن عملنا في الإقليم اتجهنا لمشاريع أخرى في جنوب العراق».
ومضى حريري بالقول: «عقاراتنا تناسب من هم من الطبقة المتوسطة فما فوق ونحن ملتزمون في أسعارنا بقرار هيئة الاستثمار والقرار الحكومي لأن الأسعار لا تشمل سعر الأرض لهذا فإن المشتري يربح سعر الأرض، وبسبب الأزمة الاقتصادية اضطررنا أن نبيع بالأقساط. الكلفة العامة للمشروع تقدر بـ(230) مليون دولار وتمويل الشركة ذاتي بالدرجة الأولى وكذلك عبر تمويل المصارف اللبنانية وهنا أوجه التحية إلى البنك اللبناني بي بي أي سي الذي لعب دورا أساسيا في تمويل المشروع وحمايته في الظروف الصعبة».
وكشف الحريري: إن «الشركة تحتاج لعامين لاستكمال المشروع، وسوف نستمر بمشاريع أخرى في المستقبل فقد أصبح لدينا جذور هنا ومعارف وكسبنا زبائن كثيرين والحكومة هنا راضية عما نقدمه وبدأت السوق بالانفراج والإقبال على الشراء، فمستقبل السوق العقارية في أربيل واعدة جدا، والأزمة الحالية والحرب مع داعش أثبتت حكمة إدارة رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني للأزمة والبيشمركة أثبتت قوتها ودافعت عن الحقوق وحققت الانتصارات وفاجأت الجميع رغم إمكانياتها الضعيفة، كما أن الدعم الدولي لإقليم كردستان، ونحن كشركة وأنا كشخص مصطفى الحريري أعتبر كردستان بلدي الثاني لهذا عند نشوب الأزمة في 2014 دخلنا في المقاومة الاقتصادية وأصبحنا جزءا أساسيا من الدفاع عن أربيل كمجموعة اقتصادية صمدنا صمودا قويا والبنوك اللبنانية أثبتت قدرتها واستطاعت دعم المشاريع بالقروض وأن تنجز دورها بالكامل إضافة إلى شركات البناء اللبنانية والمطاعم والفنادق صمدت جميعها ولم يوقفوا أعمالهم أو يتركوا كردستان والتصرف كسائح واستمررنا جميعنا في أداء واجباتنا وأعمالنا، حيث شكلنا نحن وإخوتنا الكرد مجموعة سميناها مجموعة المقاومة الاقتصادية، لأنه إلى جانب الجيش والسياسة هناك الاقتصاد، لهذا نحن جزء من المقاومة».



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»