الاستثمار العقاري من أجل التأجير يعرف فورة ببريطانيا

أفضل مواقعه تقع خارج لندن

الاستثمار العقاري من أجل التأجير يعرف فورة ببريطانيا
TT

الاستثمار العقاري من أجل التأجير يعرف فورة ببريطانيا

الاستثمار العقاري من أجل التأجير يعرف فورة ببريطانيا

تراجعت التكهنات التي انتشرت في الأسابيع الأخيرة حول احتمالات وجود فقاعة في أسعار عقارات لندن، وظهرت بدلا منها توقعات - يعتبرها البعض مخاوف - من موجة انتعاش أخرى في نشاط شراء العقارات من أجل تأجيرها. ويبلغ إجمالي حجم الاستثمار في العقارات البريطانية من أجل التأجير مبلغ تريليون إسترليني (1.5 تريليون دولار).
وحاول حزب المحافظين بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة أن يخفف من حدة الإقبال على نشاط الشراء العقاري من أجل التأجير، فألغى حوافز ضريبية كانت متاحة من قبل لمن هم في شريحة ضريبية أعلى. واقتصر الإعفاء الضريبي على الحد الأدنى من الضرائب بنسبة 20 في المائة فقط.
لكن هذه الخطوة لم يكن لها في الواقع أي تأثير على نشاط شراء العقارات من أجل تأجيرها وذلك لعدة أسباب منها:
- ما زالت أسعار الفائدة السائدة في أدنى مستوياتها تاريخيا، وبنسبة نصف نقطة في المائة على الإسترليني. وهذا يعني أن تكاليف الاقتراض العقاري ما زالت متدنية، مما يشجع على الاقتراض لشراء المزيد من العقارات.
- تعني أسعار الفائدة المتدنية أن العوائد على المدخرات في البنوك ليست مجزية وقد تقل أحيانا عن نسبة التضخم، مما يعني أن من يحتفظ بأمواله في البنوك لقاء عائد متواضع يجد في نهاية العام أن القوة الشرائية لمدخراته قد تراجعت بفعل التضخم والعوائد الهزيلة.
- عدم استقرار البورصات: تعتبر البورصات هي البديل الطبيعي للاستثمار العقاري، وتاريخيا وفرت البورصات عوائد أفضل من العقارات. لكن هذا الوضع تغير الآن مع اعتبار البعض أن أسعار الأسهم والأوراق المالية متضخمة بالفعل، واحتمالات سقوطها الآن أكبر من احتمالات زيادتها. ويخشى البعض التوجه إلى الاستثمار في البورصات خوفا من مخاطرها العالية.
- توقعات الانتعاش العقاري: فيما تبدو البورصات مخاطرة استثمارية والمدخرات المصرفية غير مجدية في عوائدها، فإن العقارات تبدو الأكثر استقرارا وربحا في السوق حاليا، مع توقعات باستمرار انتعاشها. وتبدو العقارات جذابة أيضا لأنها توفر عوائد إيجارية شبه مضمونة يمكن أن تغطي تكاليف القرض العقاري، بينما يستفيد المستثمر من ارتفاع قيمة العقار نفسه.
في هذا الصدد أجرت المجموعة الاستشارية العقارية «سي بي آر إي» دراسة حول أفضل مواقع الاستثمار العقاري من أجل العوائد الإيجارية في بريطانيا، وأسفر البحث عن وجود خمس مدن توفر أفضل الأسعار العقارية من ناحية وأفضل العوائد الإيجارية من ناحية أخرى.
على قمة اللائحة تقع مدينة يورك شمال إنجلترا، تليها مدينة إدنبره في اسكوتلندا، ثم المدينة الجامعية أكسفورد، تليها مدينة جديدة شمال لندن اسمها ميلتون كينز، وأخيرا مدينة كوفنتري. وزادت قيمة الإيجارات في هذه المدن في العام الأخير بنسب تراوحت بين 14 و26 في المائة.
وتقول الدراسة إن أفضل استثمارات العقار من أجل التأجير كانت في هذه المدن خلال العام الأخير. ولم تظهر لندن على اللائحة لسبب واضح وهو أن ارتفاع أسعار العقار فيها يجعل العائد الإيجاري ضئيلا كنسبة مئوية من ثمن العقار. وهناك من يفضل الاستثمار العقاري في لندن لأسباب مختلفة، منها الإقامة الجزئية في العقار، أو توقعات زيادة القيمة بنسبة أكبر من زيادات أسعار العقار في المدن الأخرى خارجها.
لكن اختيار هذه المدن للاستثمار العقاري من أجل التأجير ليس ضمانا فوريا للربح، حيث يتعين على المستثمر أن يجري أبحاثه وحساباته قبل الإقبال على هذا النوع من الاستثمار. وهناك العديد من النصائح بهذا الشأن يجب على المستثمر أن يدرسها جيدا (انظر الكادر).
وجاءت في الدراسة لمحات من الأسباب التي أدت إلى اختيار المدن الخمس كأفضل مواقع الاستثمار العقاري في بريطانيا من أجل العوائد الإيجارية. وهذه هي أبرز المزايا التي حققتها هذه المدن:
* يورك: هي مدينة كانت تاريخيا محمية رومانية تقع شمال إنجلترا، وتعود بعض عقاراتها إلى العصور الوسطى وبدايات القرن العشرين. شوارع المدينة عتيقة، وبعضها ما زال مرصوفا بالأحجار. وعلى الرغم من أنها مدينة سياحية وتاريخية فإن أسعار العقار فيها ما زالت متدنية وتقل عن المعدل البريطاني بنسبة 10 في المائة. وتجذب هذه الأسعار المستثمرين من أجل الإيجار خصوصا أن الإيجارات في المدينة زادت في العام الأخير بنسبة 26 في المائة. ويأتي الطلب العقاري من طلبة الجامعتين في المدينة والعديد من صغار السن المحترفين الذين يعملون في المدينة. ويصل متوسط الإيجار الشهري لعقارات يورك إلى 900 جنيه إسترليني شهريا (1350 دولارا). ويصل متوسط سعر العقار في المدينة إلى 229 ألف إسترليني (344 ألف دولار).
* إدنبره: وهي مدينة ثقافية من الطراز الأول، ويعقد بها العديد من المهرجانات والمناسبات، مما يضمن إقبالا سياحيا مستمرا على المدينة، وعوائد تصل إلى 261 مليون إسترليني (392 مليون دولار) تضاف إلى اقتصاد اسكوتلندا. وخلال العقد المقبل من المتوقع أن تنمو عوائد إدنبره بنسبة 30 في المائة. وهي ليست رخيصة عقاريا، حيث تزيد قيمة عقارات المدينة عن المعدل البريطاني بنسبة 20 في المائة، لكن العوائد المتوقعة من الإيجارات تزيد هي الأخرى وبنسبة مماثلة إلى متوسط يصل إلى 942 إسترلينيا (1431 دولارا) شهريا. وتستفيد المدينة من وجود جامعة فيها وموارد نفطية من بحر الشمال، وتزيد معدلات الأجور فيها بنسبة 20 في المائة عن المتوسط البريطاني. وفي العام الأخير زادت قيمة العقارات في المدينة بنسبة 21 في المائة إلى 261 ألف إسترليني (392 ألف دولار) في المتوسط. وهي تتميز بتعداد صغير السن لا يزيد في المتوسط على 38.5 عاما.
* أكسفورد: وهي مدينة ذات سمعة أكاديمية متميزة، كما تقع فيها مصانع سيارات ميني وتجذب إليها العديد من السياح. وهناك منافسة شديدة بين طلبة الجامعة وعمال المدينة على تأجير العقارات بكل أنواعها في المدينة. ولا يشوب الاستثمار في أكسفورد سوى شكوك وجود فقاعة سعرية في عقاراتها مما يجعل الإيرادات كنسبة من ثمن العقار محدودة. وفي العام الأخير زادت قيمة الإيجار لعقارات أكسفورد بنسبة 18 في المائة إلى 1459 جنيها إسترلينيا (2190 دولارا) شهريا، بينما وصل متوسط سعر العقار فيها إلى 432 ألف إسترليني (648 ألف دولار) بزيادة قدرها 16 في المائة في العام الأخير.
* ميلتون كينز: وهي من المدن الجديدة نسبيا وأكثرها نموا نظرا لقربها من لندن. ويدفع هذا النمو نسب الإيجار فيها إلى ما يفوق المتوسط البريطاني بنسبة أربعة في المائة. وهي ترتبط بلندن بخطوط سكك حديدية سريعة، وتوفر لسكانها العديد من تسهيلات الحياة العصرية، مثل وجود مدرجات للتزلج على الجليد داخل مبنى مكيف، والعديد من الملاعب والمساحات الخضراء. وارتفع متوسط الإيجار في المدينة في العام الأخير بنسبة 15 في المائة إلى 949 إسترلينيا (1424 دولارا) شهريا. وارتفعت قيمة العقارات في المدينة بنسبة ثلاثة في المائة في العام الأخير إلى متوسط قدره 238 ألف إسترليني (357 ألف دولار).
* كوفنتري: وهي مدينة تاريخية مرتبطة بالعديد من قصص التراث الإنجليزي، وبها جامعتان وعدد كبير من تعداد الطلبة. وبالمدينة نشاط كبير لشراء العقارات نظرا لانخفاض أسعارها نسبيا واستقرارها عند متوسط لا يزيد على 162 ألف إسترليني (243 ألف دولار). وارتفع متوسط الإيجارات في المدينة في العام الماضي إلى 677 إسترلينيا (1015 دولارا) شهريا. وهي أيضا ذات تعداد صغير السن لا يزيد في متوسطه على 37 عاما.
أما لندن فهي تقتصر على كبار المستثمرين، حيث يصل متوسط سعر العقار فيها إلى نصف مليون إسترليني (750 ألف دولار)، ويزداد نشاط التأجير في مناطق شرق لندن حيث الطلب المتزايد من ناحية واعتدال أسعار العقار من ناحية أخرى.
وفي المناطق الراقية مثل كنسنغتون وتشيلسي يصل متوسط سعر العقار إلى مليون إسترليني، ولذلك لا يزيد العائد الإيجاري في هذه المناطق على 2.8 في المائة، بينما يصل إلى أكثر من 10 في المائة في مناطق شرق لندن.

* خطوات ضرورية قبل الاستثمار العقاري للتأجير
* ينصح الخبراء بعدد من الخطوات الواجب اتباعها قبل الإقبال على الاستثمار العقاري من أجل الإيجار، وأهمها:
- ضرورة دراسة السوق ومعرفة المخاطر قبل المكاسب واكتساب المعرفة حول أفضل المناطق وأفضل العقارات لهذا النوع من الاستثمار.
- اختيار المناطق الواعدة: وهي ليست الأرخص أو الأغلى في السوق، وإنما تلك المتوقع منها تحقيق أفضل العوائد في المستقبل. وتشمل هذه المناطق العقارات القريبة من نقاط المواصلات الجيدة والمدارس.
- ضرورة إجراء الحسابات بدقة: تطلب البنوك مقدما للقرض العقاري تبلغ نسبته 25 في المائة كما تفضل عوائد إيجارية تزيد بنسبة 25 في المائة عن قيمة القرض العقاري الشهري. ويجب حساب كل التكاليف والرسوم الأخرى المصاحبة للاستثمار العقاري.
- بحث أسواق الإقراض العقاري واختيار أفضل العروض: لا يجب الاكتفاء بأول عرض من البنك أو الوسيط المالي، بل بحث أفضل العروض في السوق واختيار الأنسب منها. ويمكن لوسيط مالي محايد أن يساعد المستثمر في اختيار أفضل العروض وفقا لظروفه.
- من هو المستأجر المتوقع: عند اختيار العقار المستهدف للإيجار لا يجب أن يفكر المستثمر فيما إذا كان العقار يعجبه هو أم لا، وإنما يجب عليه التفكير في المستأجر المتوقع لمثل هذا العقار. والاختيار الأفضل من وجهة نظر المستأجر يضمن بقاء المستأجر لفترات طويلة.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.