الحوثيون يعرضون على صيادين شراء قواربهم لمواجهة بوارج التحالف العربي

موجة اعتقالات تطال أبناء الحديدة

صياد يمني يجلس فوق أحد المراكب الشراعية في محافظة الحديدة (غيتي)
صياد يمني يجلس فوق أحد المراكب الشراعية في محافظة الحديدة (غيتي)
TT

الحوثيون يعرضون على صيادين شراء قواربهم لمواجهة بوارج التحالف العربي

صياد يمني يجلس فوق أحد المراكب الشراعية في محافظة الحديدة (غيتي)
صياد يمني يجلس فوق أحد المراكب الشراعية في محافظة الحديدة (غيتي)

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة أن جماعة الحوثي المسلحة عرضت على عدد من الصيادين بمدينة الخوخة بمحافظة الحديدة مبالغ باهظة مقابل شراء قواربهم البحرية وامتلاكها، تحسبا لأي مواجهات قد يخوضونها من بوارج قوات التحالف العربي التي اقتربت إلى سواحل الحديدة، وأن الصيادين رفضوا عرضهم.
يأتي ذلك في الوقت الذين شنت فيه ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح حملة اختطافات ومداهمات واسعة النطاق في مدينة الحديدة، غرب اليمن، لجميع المناوئين لها من ناشطين وسياسيين وصحافيين ومن تشتبه في انتمائه للمقاومة الشعبية التهامية، وذلك بعدما كثف طيران التحالف من غاراته على عدد من المقار العسكرية لميليشيات الحوثي وصالح، ومنها غارة استهدفت المقر الرئيسي لها في نادي الضباط بالتزامن مع اقتراب بوارج قوات التحالف العربي من سواحل محافظة الحديدة، في حين كان طيران التحالف قد قصف مواقع لميليشيا الحوثي وصالح في ميناء الحديدة، الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي، كما تصاعدت الهجمات النوعية ضدها من قبل المقاومة الشعبية في جميع مدن ومحافظات إقليم تهامة.
ويقول شهود عيان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ميليشيات الحوثي وصالح نفذت حملة اختطافات ومداهمات واسعة في أحياء مدينة الحديدة، ومنها جامع السعيد والحوك والكورنيش، وقامت باعتقال عدد من شباب هذه الأحياء وخلقت الرعب والهول لدى الأطفال والنساء في الأحياء والمنازل، مستخدمة في ذلك الأطقم العسكرية في اقتحام المنازل، ومنها اقتحام منزل التربوي علي عبد الرحيم الشميري، ومنزل شقيقه مدير فرع جمعية الإصلاح عبد الله عبد الرحيم الشميري في حي السلخانة بمدينة الحديدة، واختطاف الناشط الحقوقي ونائب رئيس فرع نقابة المعلمين بالحديدة سالم بافقيه من جولة كمران مدينة الحديدة».
ويضيف الشهود: «وفي حين أنها لم تراع أي حرمة للمنازل التي تمت مداهمتها أو أسباب اختطاف الأهالي، قامت ميليشيات الحوثي باعتقال بدر محمد سالم الحداد، شقيق مدير عمليات أمن الحديدة العقيد بشير الحداد، وكذا اختطاف المحامي يوسف صغير الواقدي من منزله بحي الربصة بالحديدة، واقتادته إلى جهة مجهولة، واقتحمت مخازن شركة (فوكس للزيوت) في الكيلو 4 بالحديدة، وقامت باختطاف ثلاثة عمال وهم بدر الحداد ورأفت الحمادي وثالث لم تعرف هويته.. ومن بين المختطفين أيضا فيصل عبد الله السامدي، واثنان من أبنائه، بعد محاصرة المنزل، واختطاف حسن الرياضي من منزله بحي الشهداء بمحافظة المهرة، معتدية بذلك على حرمة النساء والأطفال بحثا عن الرياضي الذي لم يكن موجودا في المنزل»، مؤكدين لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلحين الحوثيين يقومون بإيقاف بعض المارة من بعض الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية، ويقومون بأخذ تليفوناتهم لتفتيشها بحثا عن أي شيء يربطهم بالمقاومة الشعبية التهامية، وفي حال وجدوا أي مقطع فيديو أو شيء للمقاومة يقومون باختطافه».
وانتفضت محافظة ريمة، التابعة لإقليم تهامة، ضد الميليشيات الحوثية في المنطقة، بعدما قامت هذه الأخيرة بقتل أحد أبنائها ويدعى علي محمد حيدر القليصي، واعتقلت آخرين، وهم حسن محمد أحمد القليصي وإبراهيم محمد أحمد القليصي، وذلك في بني سعيد بمحافظة ريمة؛ مما جعل الأهالي في ريمة يقدمون على اختطاف ثلاثة من ممثلي الحوثي في المحافظة.
ويقول مصدر خاص من أبناء ريمة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أبناء ريمة لن يسكتوا عما يرتكبه المسلحون الحوثيون بحق أبناء المحافظة، وآخر ذلك مقتل أحدهم واعتقال اثنين آخرين، مما جعل أبناءها يقومون باختطاف ممثل المسلحين الحوثيين في المنطقة ويدعى محمد محمود، ومندوب الأمن لهم في مديرية الجعفرية، وممثلهم أيضا في مديرية الجبين». ويضيف المصدر: «رفض أبناء المنطقة الإفراج عن الحوثيين المعتقلين لديهم، وأنه لم يتم الإفراج عنهم إلا بعدما يتم الإفراج عن المختطفين من أبناء ريمة لديهم وتسليم من ارتكبوا جريمة القتل بحق علي محمد حيدر القليصي».
ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «قامت جماعة الحوثي المسلحة باستحداث نقاط أمنية جديدة في الطريق المؤدي إلى بني سعيد بالجعفرية بريمة، وسط توتر شديد تشهده المنطقة، مما جعل المسلحين الحوثيين يطلبون تعزيزات عسكرية وأطقما عسكرية للدخول إلى المنطقة وتحرير المختطفين لديهم».
وتوقعت المصادر اتساع دائرة الصراح المسلح بين أبناء محافظة ريمة والميليشيات المتمردة بسبب رفضهم إطلاق ممثلي جماعة الحوثي في المنطقة، خاصة أن هذه الواقعة تأتي بعد شهر واحد من مقتل القيادي الحوثي المدعو أبو مسلم وأسر مشرف عزلة الجبين أبو أسامة، في محافظة ريمة التابعة لإقليم تهامة، من قبل مجموعة من قبائل محافظة ريمة عقب مقتل مواطن بسلاح الميليشيات بإحدى محطات البترول في منطقة الجبين بالمحافظ، وكان رد فعل المواطنين من أبناء قبيلة بني الضبيبي، في محافظة ريمة الجبلية، أن تحرك رجال القبيلة وأخذوا بثأر ابنهم وقتلوا أحد القيادات الحوثية، وأسروا قائد الميليشيات بالمديرية، معلنين بذلك أن صبرهم قد نفد، وأنه قد حان تنظيفهم وطردهم من محافظتهم وإقليم تهامة ككل.
وبينما تستمر المقاومة الشعبية التهامية المساندة لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في تنفيذ عملياتها النوعية ضد الميليشيات المتمردة وقادتها وتكبيدهم الخسائر الفادحة متوعدة بتنفيذ عمليات نوعية مكثفة خلال الأيام المقبلة حتى يتم دحر الميليشيات المتمردة من محافظة الحديدة وإقليم تهامة ككل، أكد مقرب من المقاومة الشعبية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مسلحين من المقاومة الشعبية قاموا بتنفيذ هجوم على نقطة أمنية تابعة لميليشيات الحوثي أمام الاستاد الرياضي في ملعب العلفي بشارع جمال وسط مدينة الحديدة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين، وأن المسلحين الحوثيين قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي وهستيري وأصيب أحد المارة بجروح». وأضاف: «تمكنت المقاومة الشعبية من اغتيال عقيد في القوات البحرية، موال للميليشيات الحوثية، بمدينة الحديدة مع أربعة من مرافقيه بقنبلة يدوية، وأن هذه العقيد هو المسؤول عن توزيع المؤن ويكنى بـ(أبو حسين)، بالإضافة إلى مقتل قيادي حوثي برصاص مسلحين مجهولين كانوا على متن دراجة نارية أمام مطعم السرايا بمدينة الحديدة».
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي حيّا الأدوار البطولية وشجاعة أبناء تهامة من خلال مقاومتهم آلة الدمار والتنكيل والبطش التي تمثلها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في كل المناطق التي يوجدون فيها واقتحموها دون استثناء، وذلك خلال لقائه، الخميس، عددا من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية من أبناء إقليم تهامة، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض. وقال هادي خلال لقائه: «إن تلك العصابات ليس لديها مشروع سياسي يدير البلد أو مشروع حياة، لأنها لا تجيد إلا لغة السلاح والدمار فحسب، وإيذاء المجتمع والجيران خدمة لأهداف إقليمية مفضوحة ومكشوفة، وإن تلك الجماعات الإرهابية أكدت على أنها لا تريد التوافق والإجماع الوطني؛ لأن في الباطن ثمة نيات مبيتة، وهذا ما جسدوه من خلال انقلابهم المسلح لفرض تجربة دخيلة على مجتمعنا وشعبنا ومعاداة جيراننا، وهو ما استدعى التصدي لتلك الأفكار الشيطانية لأن الشعب اليمني لا يقبلها مطلقا».
وبدورهم، أكد أبناء إقليم تهامة على مواقفهم الثابتة في الوقوف إلى جانب الشرعية الدستورية التي تعبر عن الإجماع الشعبي الذي يرفض أعمال الحرب والتمرد التي تخوضها ميليشيات الحوثي وصالح ضد جميع أبناء الوطن.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.