تونس: «داعش» يتبنى الهجوم الإرهابي على رجال الأمن بمدينة سوسة

الداخلية تحبط عمليات لتفجير مقرات دبلوماسية ومؤسسات حكومية

تونس: «داعش» يتبنى الهجوم الإرهابي على رجال الأمن بمدينة سوسة
TT

تونس: «داعش» يتبنى الهجوم الإرهابي على رجال الأمن بمدينة سوسة

تونس: «داعش» يتبنى الهجوم الإرهابي على رجال الأمن بمدينة سوسة

تبنى تنظيم داعش الهجوم الإرهابي الذي نفذه شخصان على بعد سبعة كيلومترات من مدينة سوسة (وسط شرقي تونس)، حيث أعلن عبر صفحة تابعة للتنظيم عن الحادث الإرهابي، وأشار إلى مقتل رجل أمن واحد من بين ثلاثة كانوا هدفًا للمجموعات الإرهابية.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان «تعرض ثلاثة عناصر أمن إلى عملية إطلاق نار من قبل شخصين كانا يستقلان دراجة نارية كبيرة الحجم، توفي أحدهم أثناء نقله إلى المستشفى»، مؤكدة أن الشرطيين الآخرين لم يصابا، على عكس ما ذكرت المحطة الأولى للتلفزيون الرسمي.
كما أوضحت الوزارة أن عناصر الأمن كانوا «متجهين إلى العمل» عند تعرضهم لإطلاق النار الذي حصل «على مستوى الجسر الواقع بعد مفترق طريق» يبعد بنحو سبعة كلم عن مدينة سوسة، مضيفة أن «الوحدات الأمنية تقوم بعملية تمشيط ومطاردة واسعة لاعتقال المشتبه بهم».
في غضون ذلك، أكد رفيق الشلي، وزير الدولة التونسي المكلف الأمن، نجاح المؤسسة الأمنية في تفكيك 15 خلية إرهابية، من بينها مجموعة من الخلايا المتخصصة في تسفير الشباب إلى بؤر التوتر في ليبيا والعراق وسوريا، ومن بينها خلايا متطرفة كانت تعتزم تنفيذ أعمال إرهابية. وقال الشلي، إن عدد العناصر الإرهابية التي لا تزال متحصنة في الجبال والمرتفعات الغربية في الكاف، وجندوبة والقصرين، لا يتعدى مائة عنصر إرهابي، وإنه تم القضاء على عدة أفراد من تلك المجموعة.
كما أكد الشلي إحباط قوات الأمن لعدد من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف السجون التونسية، خاصة تلك التي يوجد بها عناصر إرهابية، بالإضافة إلى مخططات إرهابية أخرى كانت تستهدف مقرات أمنية ومؤسسات حكومية حساسة، مضيفًا أن المنشآت السياحية مثلت هدفًا كبيرًا لمخططات الإرهابيين، إضافة إلى بعض المراكز التجارية والمقرات الدبلوماسية.
في ذات السياق، أوضح الشلي أن العناصر والمجموعات الإرهابية الموالية لتنظيم داعش تشكل في الوقت الحالي أخطر المجموعات الإرهابية في تونس، وتوقع أن تنجح في استقطاب عناصر جديدة لتعويض خسائرها الفادحة، مذكرًا في ذات السياق بالقضاء على أبرز قيادات كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية، وخصوصًا الجزائري خالد الشايب المعروف باسم لقمان أبو صخر، والتونسي مراد الغرسلي.
في غضون ذلك، أكدت وزارة الداخلية أمس اعتقال سبعة عناصر تكفيرية في منطقة زغوان (نحو 60 كلم شمال شرقي العاصمة)، كانوا بصدد عقد اجتماع لاستقطاب عناصر إرهابية ساعة مهاجمتهم واعتقالهم، وأوضحت أنه من بين العناصر الموقوفة أحد المشاركين في أحداث سليمان الإرهابية التي وقعت نهاية سنة 2006، وعنصر آخر عائد من بؤر التوتر، في حين أن بقية المعتقلين متورطون في تسفير شبان تونسيين إلى جبهات القتال في ليبيا وسوريا والعراق.
وبخصوص الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة سوسة مساء أول من أمس، وأودى بحياة رجل أمن واحد، كشفت وزارة الداخلية التونسية عن معطيات جديدة حول نوع السلاح المستعمل في العملية، حيث قدمت أمس نتائج الاختبار الباليستي الذي أجرته الشرطة الفنية حول السلاح المستخدم في الهجوم، وأشارت إلى استعمال بندقية صيد عيار 16 ملليمتر في الاعتداء على رجال الأمن الثلاثة.
وعلى صعيد غير متصل، ألزمت دائرة المحاسبات (هيكل حكومي) ستة مرشحين سابقين للانتخابات الرئاسية التي جرت نهاية سنة 2014 بإرجاع الأموال العمومية إلى خزينة الدولة، وذلك بعد إحرازهم خلال الدورة الأولى على أقل من 3 في المائة من أصوات الناخبين. وشملت القائمة مصطفى بن جعفر، وأحمد نجيب الشابي، والصافي سعيد، والمختار الماجري، وسالم الشايبي وعبد القادر اللباوي. وقدرت نفس المصادر الأموال المستوجبة على المرشحين الستة بنحو 1.85مليون دينار تونسي (نحو 900 ألف دولار).



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.