«داعش» يعلن الحرب على بلجيكا على مواقع التواصل الاجتماعي

400 شاب بلجيكي يقاتلون في سوريا والعراق حاليًا

«داعش» يعلن الحرب على بلجيكا على مواقع التواصل الاجتماعي
TT

«داعش» يعلن الحرب على بلجيكا على مواقع التواصل الاجتماعي

«داعش» يعلن الحرب على بلجيكا على مواقع التواصل الاجتماعي

«هذا ليس تهديدا أو مجرد كلام عشوائي، إنه إعلان حرب ضد بلجيكا.. ولقد وضعت خطط بالفعل». هذا ما جاء في رسالة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي على لسان أحد المقاتلين الشباب في صفوف التنظيم الإرهابي المعروف بـ«داعش»، وهو من سكان مدينة انتويرب شمال بلجيكا، حسب ما نقلت وسائل إعلام محلية الخميس.
وأكّدت تقارير إعلامية أن صاحب الرسالة أكد على أن التفجيرات ستطول كل شيء في بلجيكا، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمكتبات ومناطق التسوق وأماكن السهر والرقص و«جميع الأماكن التي سيتردد عليها الكفار» على حد قوله. كما أضاف: «لن نهتم بكل ما يقال عن الضحايا الأبرياء، إنهم كفار سنقتلهم كما يقتلوننا».
وأفادت صحيفة «لاتست نيوز» اليومية الناطقة باللغة الهولندية أن الشخص الذي تحدث هو عبد الله نعمان، وهو شاب في العشرين من عمره، وكان عضوا في جماعة الشريعة في بلجيكا التي حظرتها السلطات قبل ما يزيد عن عامين.
من جانبه، يرى الباحث في شؤون الجماعات المتشددة، منتصر الدعمه، الذي توصل بالرسالة في حسابه على موقع «الواتس آب» أنه «من الواضح أن هذا الشاب لم يكن يتحدث بلسانه أو عن نفسه فقط بل يتحدث باسم الآخرين».
وتفيد الأوساط السياسية والحزبية والإعلامية البلجيكية، أن هناك ما يزيد عن 400 شاب من بلجيكا يقاتلون حاليا في سوريا والعراق. وكانت السلطات البلجيكية قد أعلنت في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي أنها أحبطت مخططا إرهابيا في مدينة فرفييه شرقي البلاد لاستهداف مراكز وعناصر الشرطة بعد أيام قليلة من حادث «شارلي إيبدو» في فرنسا. كما أضافت بأن عناصر عادت من سوريا مؤخرا هي التي كانت وراء الحادث الذي عرف تبادلا لإطلاق النار وإلقاء متفجرات بين الشرطة والمتورطين في الحادث وانتهى الأمر بمقتل شابين وإصابة الثالث.
إلى ذلك، كان القضاء البلجيكي قد أصدر أحكاما في نهاية الشهر الماضي ضد عناصر خلية تضم 32 شخصا. وحوكم عدد كبير منهم غيابيا لتواجدهم حاليا في صفوف الجماعات المتشددة في سوريا والعراق. كما تراوحت الأحكام بين السجن لمدة عشرة أشهر و20 عاما لـ30 متهما، وتبرئة فتاتين.
وأثناء جلسات الاستماع في مايو (أيار) الماضي، قال مكتب الادعاء العام الفيدرالي بأنه ما بين عامي 2012 و2014 قام أحد المشتبه بهم الرئيسيين، ويدعى خالد (41 عاما)، بتجنيد أعداد من الشباب للسفر للقتال في سوريا. وحدثت عملية التجنيد في الصالات الرياضية والمساجد الصغيرة التي تقع غالبا في الأدوار الأرضية لبعض البنايات. كما عمل المتهم الرئيسي على إقناع المجندين الشباب بحمل السلاح. وجرى اعتقال خالد ومعه أشخاص آخرون في فبراير (شباط) الماضي خلال عملية مداهمة نفذتها الشرطة الفيدرالية، وجرى وضعهم في السجن على ذمة التحقيقات. لكن المشتبه به خالد الذي نفى الاتهامات الموجهة إليه، استمر في ممارسة نفس النشاط وحاول تجنيد عدد من السجناء داخل السجن، مما استلزم وضعه في سجن انفرادي.
وكانت النيابة العامة وسلطات التحقيق بصدد إعداد ملف آخر يضم 32 فردا، تمهيدا لبدء إجراءات المحاكمة. ويشتبه في علاقة خالد ومعه ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة بهذا الملف.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، حددت محكمة بلجيكية موعدا لجلسات النظر في طلبات الاستئناف ضد أحكام صدرت في حق ثلاثة من المتهمين، على خلفية تسفير الشباب إلى الخارج للقتال في سوريا والعراق. وحدّدت محكمة الاستئناف في مدينة انتويرب شمالي البلاد، أنها حددت يومي 7 و14 أكتوبر (تشرين الأول) القادم، للنظر في طلبات تقدم بها الدفاع عن ثلاثة من المتهمين وهم فؤاد بلقاسم، 32 عاما وهو المسؤول عن جماعة الشريعة في بلجيكا، وحسين.أ الذي يبلغ من العمر 24 عاما. وصدر ضد هذين المتهمين حكم بالسجن 12 عاما وغرامة مالية بقيمة 30 ألف يورو باعتبارهما من القيادات. أما الثالث فهو محمد.أ ويبلغ من العمر 31 عاما، فصدر ضده حكم بالسجن 4 سنوات وغرامة بقيمة 15 ألف يورو.
وصدرت هذه الأحكام في فبراير الماضي بعد جلسات انطلقت في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد من خلالها فريق الادعاء على أن جماعة الشريعة التي حظرت السلطات نشاطها قبل عامين، هي جماعة إرهابية، وأن المتهمين شاركوا في أنشطة ذات صفة إرهابية كتسفير الشباب للقتال في الخارج، بينما نفى الدفاع وجود أي علاقة بين المتهمين وأنشطة ذات صلة بالإرهاب.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».