مقاومة تعز تستمر في تطهير المحافظة وخسائر فادحة للحوثيين

{العدالة والبناء} يدعو لدمج المقاومة في وحدات عسكرية وعودة الحكومة لعدن

مجندون جدد موالون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يشاركون في دورة تدريبية في  تعز أمس (أ.ف.ب)
مجندون جدد موالون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يشاركون في دورة تدريبية في تعز أمس (أ.ف.ب)
TT

مقاومة تعز تستمر في تطهير المحافظة وخسائر فادحة للحوثيين

مجندون جدد موالون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يشاركون في دورة تدريبية في  تعز أمس (أ.ف.ب)
مجندون جدد موالون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يشاركون في دورة تدريبية في تعز أمس (أ.ف.ب)

تعيش جماعة الحوثي المسلحة وأنصارها من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حالة تخبط كبير بسبب دحرها من جنوب البلاد ومن محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، بنسبة 90 في المائة، والكثير من المناطق التي كانت مسيطرة عليها بمحافظة إب ومأرب والبيضاء، ما جعلها تبحث عن مخرج سياسي في حين لا تزال ميليشيات الحوثي وصالح تمارس انتهاكاتها ضد المواطنين من ملاحقات واعتقالات وتفجيرها لمنازل المناوئين لهم وآخرها قصفهم، أمس، لمنزل الدكتور عبد الله الذيفاني رئيس المجلس الأهلي بمدينة تعز، بالإضافة إلى قصف الميليشيات المتمردة الأحياء السكنية بمدينة تعز بقذائف الهاوزر ردا على دحرها من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها وتكبيدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد ووقوع العشرات منهم أسرى بيد المقاومة الشعبية بتعز المسنودة من الجيش الوطني المساند لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وفي سعيها للسيطرة على تعز كاملة ودحر الميليشيات الحوثية وقوات صالح، ضيقت المقاومة الشعبية والجيش الوطني خناقها على الميليشيات المتمردة في محيط القصر الجمهوري وشارع الأربعين وأحرزت تقدما باتجاه نقطة الثلاثية القريبة من معسكر اللواء 35 المؤيد للشرعية. ويقول المتحدث باسم المجلس التنسيقي للمقاومة بتعز رشاد الشرعبي لـ«الشرق الأوسط» إن «القصف العنيف الذي تشنه الميليشيا الإجرامية من الحوبان المدخل الشرقي لمدينة تعز لن يؤثر على تقدم المقاومة التي هي في موقع الهجوم مهما قتلت قذائفهم من أبرياء ونساء وأطفال ودمرت وأحرقت منازل».
ويضيف «لقد عجز (الحوثيون) عن التقدم في الحوض وجولة المرور والجمهوري وجبل جرة حينما كانوا ما زالوا مسيطرين على جبل صبر والمربع الأمني وقلعة القاهرة والأمن السياسي وجبل الوعش ووصلوا إلى أجزاء من جبل جره وتم دحرهم إلى خارج المدينة ولم يبق إلا القليل، لتطهيرها من إجرامهم ونذالتهم وتطهير محافظة تعز كلها واليمن قاطبة». مؤكدا أن «قصف ليل أمس على الحياء السكنية من قبل ميليشيات الحوثي وصالح خلف 8 (شهداء) بينهم 3 أطفال من أسرة واحده في حي مستشفى الثورة، وهناك تقدم للمقاومة غرب محطة كهرباء الحوجلة في شمال المدينة وعملية التطهير مستمرة للقناصة المتمركزة في مناطق تقدم المقاومة بمختلف الجبهات».
وفي ظل التخبط الذي تعيشه ميليشيات الحوثي وصالح وفشلهم في تعزيز موقفه في أي مفاوضات للخروج من الأزمة التي وضعوا أنفسهم فيها، يقول بليغ أحمد المخلافي، إعلامي وباحث سياسي والناطق الرسمي لحزب العدالة والبناء، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» «تعيش جماعة الحوثي اليوم أسوأ أيامها ويمكن معرفة ذلك من خلال التخبط الذي تعيشه الجماعة في قراراتها ففي الوقت الذي ذهب فيه ممثلوها إلى مسقط للبحث عن مخرج سياسي لا تزال القرارات العسكرية والممارسات على الأرض تقول إن هذه الجماعة لم تصل بعد إلى النضج السياسي الذي يجعلها تؤمن بالحوار كحل سلمي للصراعات».
ويضيف «هزيمة الحوثيين في المحافظات الجنوبية وانكسارهم في تعز وبدء عمليات المقاومة في إب وذمار وبعض المناطق التي كانت يعتقدون أنها مناطق امتياز ومخزون بشري لهم جعلهم يتصرفون بطريقة انتقامية وبدأوا يحشدون كل قوتهم باتجاه تعز والبيضاء في محاولة منهم لتعزيز موقفهم في أي مفاوضات قادمة قد تنجح الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن في الوصول إليها».
ويؤكد المخلافي لـ«الشرق الأوسط» أنه «ستظل جماعة الحوثي تتصرف على الأرض من منطلق استعادة جزء من الخسائر وستسعى في نفس الوقت للحصول على مخرج سياسي قد يبقي عليها كجزء من العملية السياسية المستقبلية خاصة أنها قد أدركت أن التحالف العربي لن يتراجع عن تحقيق أهدافه وأن إيران قد استخدمتها كرتًا تفاوضيًا في مفاوضاتها النووية لا أكثر، وفي نفس الوقت تظل المؤسسات السياسية والعسكرية الشرعية تشكل نقطة ضعف في تقدم الحسم العسكري على الأرض ويبدو أن الحكومة وقيادة الجيش المؤيد للشرعية غير مدركين لحجم التحديات الموجودة على الأرض فالتقدم الميداني يستلزم عودة مؤسسات الدولة للحفاظ عليه».
وشدد الناطق الرسمي لحزب العدالة عبر صحيفة «الشرق الأوسط» أن على الحكومة اليمنية العودة إلى البلاد لممارسة مهامها، وقال: «على الحكومة أن تعود إلى عدن لتمارس مهامها من داخل الأرض اليمنية وعلى قيادة الجيش أن تبدأ بدمج المقاومة الشعبية في وحدات عسكرية منظمة وفقًا لمعايير عسكرية علمية كتلك المتبعة في بناء الجيوش في كافة دول العالم وإلا فستظل التحديات قائمة ومستمرة وسيظل التخوف من التوجه نحو السيناريو الليبي قائمًا وبدلا عن الحوثي سنشهد جماعات تسيطر على مناطق جغرافية وتدعي أحقيتها بالحكم فيها».
وفي الوقت الذي شهدت فيه مدينة تعز، أمس، اشتباكات عنيفة بكافة أنواع الأسلحة بين المقاومة الشعبية والميليشيات المتمردة وقصف هذه الأخيرة للأحياء السكنية، وسقط فيها عدد من القتلى والجرحى القتلى والجرحى من الطرفين، يؤكد مقرب من المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» أن «قتلت المقاومة الشعبية أكثر من 45 من ميليشيات الحوثي وصالح في مواجهات أمس، في الضباب وثعبات والكمب، بالإضافة إلى تمكن المقاومة من الدخول إلى عصيفرة شمال المدينة وتمكنوا من تطهير مدرسة أبو عبيدة من بقايا ميليشيا الحوثي والمخلوع، واغتنموا دبابة كانت تقف بجوار مدرسة 26 بالمرور والتي كانت الميليشيا تستخدمها في قصف الأحياء السكنية».
ويضيف «قصفت ميليشيا صالح والحوثي بشكل هستيري الأحياء السكنية بمدينة تعز بقذائف الهاوزر وتركز القصف في الحوبان واللواء 22 في الجند ومن عدة مواقع تتمركز فيها الميليشيا في مناطق الكبوب بالحرير وجوار المستشفى الدولي والترجمي ووادي عرش ومعسكر الدفاع (جبل النور) ومعسكر اللواء 35، واستهدفوا منطقة كلابة والموشكي والروضة والزنوج وجبل جره وعقاقة وحي الجمهوري وثعبات والحوض والضربة وشارع 26»، مشيرا إلى أن المعارك بين المقاومة الشعبية وميليشيا صالح والحوثي دارت في «محيط القصر الجمهوري وقرب القوات الخاصة، ما جعل الميليشيات المتمردة تقوم بقصف مؤسسة الجمهورية للنشر والصحافة من مواقع تمركزها في الحوبان».



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.