البصرة تلتهب كصيفها وثاني قتيل منذ انطلاق المظاهرات في العراق

غضب شعبي من العبادي لعدم زيارته خيمة الاعتصام عند وجوده في المدينة

البصرة تلتهب كصيفها وثاني قتيل منذ انطلاق المظاهرات في العراق
TT

البصرة تلتهب كصيفها وثاني قتيل منذ انطلاق المظاهرات في العراق

البصرة تلتهب كصيفها وثاني قتيل منذ انطلاق المظاهرات في العراق

التهبت مدينة البصرة، أكبر مدن جنوب العراق، وصاحبة شرارة المظاهرات ضد حكومة حيدر العبادي، كصيفها الساخن بعد مقتل ثاني متظاهر وهذه المرة في مدينة الفاو الساحلية، جنوب البصرة، فيما تظاهر المئات بسبب عدم زيارة العبادي لخيمة المعتصمين منذ ثلاثة أسابيع واكتفى بالذهاب إلى الحقول النفطية واللقاء بالحكومة المحلية عند قدومه للبصرة يوم الثلاثاء الماضي.
وبينما جدد أهالي البصرة مطالبهم بضرورة وجود إصلاحات حقيقية وليست ترقيعية، بينوا أن قرارات الحكومة المحلية ما هي إلا «حقن تخدير» للشارع ولم تحقق نتيجة تذكر على مستوى الخدمات المطلوب توفرها.
وقال الناشط المدني كاظم السهلاني، أحد منظمي اعتصام البصرة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك خطأ كبيرا ارتكبه رئيس الوزراء عندما قدم إلى البصرة ولم يلتق بالمعتصمين منذ ثلاثة أسابيع أمام مبنى الحكومة المحلية، وسط المدينة في منطقة العشار، واكتفى بطمأنة الشركات النفطية والمتظاهرين هناك بقربها، فالشارع البصري ليس فقط نفطا والبصرة ليست فقط بئر بترول».
وأضاف أن «البصرة اليوم على شفى بركان فالغليان الشعبي بتزايد مستمر والإصلاحات غير كافية ولم تنفذ بسبب صراعات بين أحزاب السلطة وخاصة المحافظ ومجلس المحافظة وقد خرجنا بمظاهرة تندد بزيارة العبادي وأيضا تلك الصراعات على حساب الخدمات المقدمة للمواطنين فالإصلاحات ما هي إلا حقن تخدير».
إلى ذلك، قال أحمد الحلفي، أحد المتظاهرين في البصرة، إن «العبادي خذل أكثر من ثلاثة ملايين شخص إذ إنه تناسى دماء (شهداء) المظاهرات في البصرة ولم نتوقع منه ذلك رغم أننا كنا من المؤيدين له وبقوة إلا أنه تناسى كل شيء وذهب إلى شركات النفط».
وأضاف أن «الزيارة ضرورية لاقتصاد العراق لكنه راعى فيها مصلحته ومصلحة السياسيين ولم يراع مصلحة البصريين، وإننا بذلك نسحب تفويضنا الذي منحناه إياه حيث كنا نتوقع خلال زيارته أن يضع حلولا لمشاكل الملوحة والبطالة والتقاطعات السياسية في المحافظة بين كتلتي دولة القانون والمواطن لكنه لم يفعل ذلك».
وكانت السلطات المحلية في مدينة الفاو (100 كلم جنوب شرقي مركز محافظة البصرة) قد أعلنت عن مقتل شاب وإصابة آخر خلال مظاهرة سلمية احتشد المشاركون فيها قرب موقع ميناء الفاو الكبير للمطالبة بتشغيلهم في شركة «دايو» الكورية الجنوبية التي تقوم منذ أشهر بتنفيذ مشروع إنشاء كاسر أمواج في موقع الميناء.
وقال المحلل السياسي الدكتور محمد فيصل في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «البصرة مفجرة شرارة الاحتجاجات في العراق لكن لليوم نجد أن الحكومتين المركزية في بغداد والمحلية في المدينة لا يعرفان التعامل مع الغضب الشعبي فتجد قرارات من الجهتين إما لم تنفذ أو أنها ترقيعية لا تفي بتهدئة المحتجين».
وأضاف أن «المحافظة شهدت سقوط ثاني قتيل منذ اندلاع المظاهرات في العراق ورئيس الوزراء لم يحرك ساكنا، أما الحكومة المحلية فما تزال تبحث عن المكاسب الحزبية في محاولة لإسقاط كل منها الآخر، فيما ذهبت السلطة التنفيذية في البصرة إلى إقالة صغار الموظفين والمسؤولين وخاصة من الذين لا يدعمهم حزب أو جهة سياسية نافذة، لذا نعتقد أن العصيان المدني سينطلق وبشكل واسع من هذه المحافظة والذي قد يؤدي إلى سقوط حكومة حيدر العبادي التوافقية».
يذكر أن محافظة البصرة تشهد منذ أسابيع سلسلة مظاهرات غاضبة كانت أكبرها التي خرجت يوم الجمعة الماضي قرب ديوان المحافظة وشارك فيها أكثر من 25 ألف مواطن حيث طالبوا بإصلاحات واسعة وتحسين الخدمات والنهوض بالوضع الاقتصادي.



الحوثيون يعلنون تفخيخ الناقلة اليونانية «سونيون» وتفجيرها

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
TT

الحوثيون يعلنون تفخيخ الناقلة اليونانية «سونيون» وتفجيرها

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)

أعلنت جماعة «الحوثي» اليمنية، الخميس، أنها فخخت ثم فجرت ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجموها في البحر الأحمر، ما تسبب باندلاع حرائق عدة على متنها.

وفي 21 أغسطس (آب)، تعرّضت السفينة التي ترفع علم اليونان، لهجوم نفّذه الحوثيون وأدى، بحسب هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إلى اندلاع حريق على متنها وفقدان قوة محرّكها. ودفع ذلك مهمة الاتحاد الأوروبي في المنطقة إلى إجلاء طاقمها المؤلف من 25 شخصاً.

ونشر الحوثيون على وسائل إعلام تابعة لهم، مساء الخميس، مقطع فيديو يُظهر شخصاً ملثماً ومسلحاً يعدّ جهاز تفخيخ على متن «سونيون». وسرعان ما يتمّ تفجيرها فتندلع حرائق عدة على متنها وتتصاعد أعمدة الدخان الأسود منها.

أحد عناصر جماعة «الحوثي» على سطح ناقلة النفط «سونيون» في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في خطابه الأسبوعي، الخميس، إن قواته نفذت «عملية جريئة وشجاعة» هذا الأسبوع عبر «اقتحام» السفينة سونيون «وتدمير ما فيها من الشحنات واستهداف السفينة نفسها وتفخيخها وتفجيرها».

وأشار، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن الناقلة «كانت تخالف قرار الحظر وتحمل شحنات للعدو الإسرائيلي».

وبحسب سلطة الموانئ اليونانية، فإن السفينة مملوكة لشركة «دلتا تانكرز» اليونانية للشحن، وقد أبحرت من العراق وكانت متجهة إلى ميناء قريب من أثينا.

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وأظهر الفيديو أيضاً أضراراً في هيكل السفينة، إضافة إلى أغراض مبعثرة داخل غرفة القيادة.

يأتي ذلك غداة إعلان بعثة إيران لدى «الأمم المتحدة» موافقة الحوثيين على إنقاذ الناقلة سونيون، التي تحمل 150 ألف طن من النفط، «نظراً للمخاوف الإنسانية والبيئية».

وكتب المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، على منصة «إكس»، في وقت متأخر الأربعاء: «بعد تواصل جهات دولية عدة معنا، خصوصاً الأوروبية، تم السماح لهم بسحب سفينة النفط المحترقة سونيون».

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وأفادت مهمة «أسبيدس» الأوروبية في البحر الأحمر، الخميس، أن «(سونيون) مشتعلة منذ 23 أغسطس (آب)» مع «رصد حرائق في مواقع عدة على السطح الرئيسي للسفينة».

وأشارت إلى «عدم وجود تسرب نفطي، وأن السفينة لا تزال راسية ولا تنجرف». وأكدت، على منصة «إكس»، أنها تستعدّ «لتسهيل أي مسارات عمل، بالتنسيق مع السلطات الأوروبية والدول المجاورة، لتجنب أزمة بيئية كارثية».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني)، يستهدف الحوثيون سفناً تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، ما يعدّونه دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس».

وأثّرت هجمات الحوثيين على حركة الشحن في المنطقة الاستراتيجية، التي يمرّ عبرها 12 في المائة من التجارة العالمية.