السلطة تتهم إسرائيل بإعدام الفلسطينيين وتدعو لحماية دولية

بعد قتل إسرائيل شابًا آخر عند حاجز زعترة القريب من نابلس

السلطة تتهم إسرائيل بإعدام الفلسطينيين وتدعو لحماية دولية
TT

السلطة تتهم إسرائيل بإعدام الفلسطينيين وتدعو لحماية دولية

السلطة تتهم إسرائيل بإعدام الفلسطينيين وتدعو لحماية دولية

اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بإعدام الفلسطينيين بالضفة الغربية تحت حجج واهية، وطالبت مجلس الأمن بتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني، وذلك بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي بالرصاص، فلسطينيا عند حاجز زعترة جنوب نابلس، في ثاني عملية قتل من نوعها في الضفة خلال يومين، ورابع عملية منذ بداية الشهر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على فلسطيني على حاجز زعترة بعد طعنه جنديا هناك.
وقالت متحدثة باسم الجيش، بأن الجيش قتل فلسطينيا بالرصاص بعد أن طعن أحد الجنود وألحق به إصابات طفيفة عند نقطة تفتيش عسكرية بالضفة الغربية المحتلة.
وفي بيان لها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن فلسطينيا وصل إلى مفترق «تبوح» (زعترة)، واقترب من جنود حرس الحدود الذين يتواجدون عند الحاجز، وقال لهم إنه ليس بخير، وطلب منه الجنود الاقتراب، وعند اقترابه منهم استل سكينا من جيبه وحاول طعن أحد الجنود. وأضاف البيان: «أصيب الجندي بصورة طفيفة في أعقاب الطعن، وقام شرطي آخر بإطلاق النار نحوه للسيطرة عليه وأصيب بصورة حرجة».
وحتى وقت متأخر من ليل أمس، لم تكن هوية الشاب الذي احتجزته إسرائيل قد عرفت، قبل أن يعلن أنه محمد أبو عمشة من جنين شمال الضفة. وأخذت القوات الإسرائيلية جثة أبو عمشة بعد أن أغلقت حاجز زعترة لأكثر من نصف ساعة، ومنعت المركبات من الدخول أو الخروج، كما انتشرت أعداد كبيرة من القوات على الطرق والمفارق الرئيسية، جنوب نابلس ونفذت أعمال تمشيط في محيط الحاجز.
ونفت الحكومة الفلسطينية الرواية الإسرائيلية، وشجبت ما أقدمت عليه قوات الاحتلال من إطلاق النار على مواطن فلسطيني على حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس.
واستهجنت الحكومة في بيان لها: «ما تسوقه قوات الاحتلال من مبررات واهية لتبرير إعدامه»، وقالت: إنه «كان متوجها لطلب المياه فقط لإصابته بوعكة صحية».
واتهمت الحكومة الفلسطينية قوات الاحتلال: «بإعدام المواطنين الفلسطينيين بحجج كثيرة، بعيدة كل البعد عن الحقيقة التي تتمثل بأن الاحتلال هو المسؤول عن مأساة شعبنا والجرائم التي ترتكب بحق أبنائنا».
وطالبت الحكومة مؤسسات المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن: «بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في توفير حماية لشعبنا الفلسطيني في وجه الجرائم الإسرائيلية اليومية التي ترتكب بحق أبنائنا، وإلزامها بوقف تصعيدها العسكري الذي يستهدف جر المنطقة إلى دوامة من العنف لخدمة الأجندات السياسية الاستيطانية الإسرائيلية المتطرفة».
ومع قتل أبو عمشة على زعترة أمس، تكون إسرائيل قد قتلت 4 فلسطينيين في الضفة الغربية، منذ بداية الشهر الحالي.
وجاءت عملية قتل أبو عمشة بعد يومين من عملية مماثلة، السبت الماضي، قتل فيها الجيش، الشاب أحمد التاج عند حاجز «بيتا» قرب مدينة نابلس، وقالت مصادره، إن أحمد حاول طعن أحد الجنود.
وقبل ذلك قتل الجيش الإسرائيلي شابا فلسطينيا في التاسع من الشهر الحالي قرب رام الله في الضفة الغربية، بعد أن طعن إسرائيليا وأصابه بجروح وفق ما أعلن الجيش. كما قتل شابا ثالثا خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند حاجز عسكري قرب رام الله في الأول من هذا الشهر.
وتصاعد التوتر في الضفة الغربية بعد حادثة وفاة فلسطيني وطفله الرضيع جراء حرق مستوطنين منزلهم في الضفة الغربية في 31 من الشهر الماضي.
وقالت الرئاسة الفلسطينية بأن ذلك الوضع لا يمكن أن يستمر.
وتعمل الخارجية الفلسطينية على إعداد ملف بشأن «الإعدامات الميدانية» للجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين لرفعه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت الخارجية بأن «الإعدامات الميدانية التي تمارسها القوات الإسرائيلية ضد الشباب والفتية الفلسطينيين، (تعد) تنفيذا لسياسة الحكومة الإسرائيلية وبناء على توجيهاتها التحريضية».
ومن جهتها، طالبت حركة حماس قيادة السلطة الفلسطينية «بوقفٍ فوري لملاحقة المقاومين في الضفة الغربية، ووقف التنسيق الأمني مع قوات الاحتلال، لإتاحة المجال أمام أبناء الشعب الفلسطيني للرد على جرائم الاحتلال».
وقال الناطق باسم حركة حماس حسام بدران، إن مطلب الجماهير الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني الآن أصبح ضرورة وطنية أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف: «إن السلطة ومع النزيف اليومي لدماء أبناء الشعب الفلسطيني، باتت مطالبة وبشكل مُلحّ بضرورة إطلاق سراح المقاومين من سجون أجهزتها الأمنية».
وأردف «أن أبناء فصائل المقاومة كانوا وما يزالون المبادرين في ساحة النزال، وأنهم لم ولن ينتظروا قرارًا من أحد، أو تحركًا من آخر، للرد على انتهاكات الاحتلال، فهم من يخططون وينفذون عملياتهم بصمت وإتقان».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.