مقاومة تعز تعزز من قدرات المقاتلين في المحافظات المجاورة وتحاصر القصر الجمهوري

تحذير من خلايا مندسة تتبع الحوثيين وصالح ترتكب أعمالاً إجرامية

أطفال يمنيون حول دبابة استولى عليها مسلحون موالون للحكومة اليمنية من ميليشيات الحوثي في مدينة تعز أمس (رويترز)
أطفال يمنيون حول دبابة استولى عليها مسلحون موالون للحكومة اليمنية من ميليشيات الحوثي في مدينة تعز أمس (رويترز)
TT

مقاومة تعز تعزز من قدرات المقاتلين في المحافظات المجاورة وتحاصر القصر الجمهوري

أطفال يمنيون حول دبابة استولى عليها مسلحون موالون للحكومة اليمنية من ميليشيات الحوثي في مدينة تعز أمس (رويترز)
أطفال يمنيون حول دبابة استولى عليها مسلحون موالون للحكومة اليمنية من ميليشيات الحوثي في مدينة تعز أمس (رويترز)

عززت المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، الواقعة إلى جنوب العاصمة صنعاء، والمسنودة من الجيش الوطني المساند لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي من قدرات المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للشرعية في المحافظات المجاورة لها التي تشهد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في إطار طردها من المحافظات والمدن المسيطرة عليها بعدما تم دحرهم من المحافظات الجنوبية ما يفتح لهم الطريق، أيضا، باتجاه العاصمة صنعاء لتحريها كعدن وتعز، وبعد تمكن المقاومة الشعبية بتعز من السيطرة الكاملة على المؤسسات الحكومية بما فيها جهاز الأمن السياسي (مبنى المخابرات اليمنية) بتعز ومعسكر التشريفات وأحياء سكنية وآخرها السيطرة على موقع العروس الاستراتيجي، أمس، في قمة جبل صبر وأسر العشرات من الحوثيين وأنصار صالح في وقت تخوض فيه المقاومة المواجهات العنيفة في محيط القصر الجمهورية وتحصر ميليشيا الحوثي وصالح المتحصنين بداخله، حيث احتفل أبناء تعز وشباب المقاومة بهذا الانتصار الذي حققوه في الوقت الذي لا تزال فيه ميليشيات الحوثي وصالح بقصف الأحياء السكنية بشكل هستيري وإصابة عدد من الأهالي جراء هذا القصف.
ويقول الناشط السياسي بتعز فؤاد أحمد قائد لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة الشعبية والجيش الوطني يحاصرون القصر الجمهوري للحسم النهائي ودحر ميليشيا الحوثي وصالح من تعز، وإنه قد تم تطهير جنوب مدينة تعز بالكامل».
ويضيف «استطاعت المقاومة الشعبية مسنودة من الجيش الوطني السيطرة على معسكر العروس الاستراتيجي وتحرير مديري صبر الموادم بالكامل وأسر أكثر من 35 من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بعد معارك عنيفة استمرت لساعات؛ الأمر الذي جعل هذه الأخيرة تستعين بتعزيزات بمدرعات وأطقم عسكرية بعد أسر المقاومة للعشرات منهم». وأكد الناشط السياسي لـ«الشرق الأوسط» «خروج قوات كبيرة تخرج من اللواء 22 حرس جمهوري بتعز، التابع لميليشيات الحوثي وصالح، وتعيد انتشارها لتنفذ خطة خطيرة قد ترتكبها بحق أبناء تعز، كما خرجت من مقره 11 دبابة، 4 دبابات اتجهت إلى مطار تعز و4 دبابات اتجهت إلى معسكر الإذاعة بالجندية ودبابتان اتجهتا باتجاه الحوبان وعربة كاتيوشا باتجاه الإذاعة والتي بدأت بقصف المدنية بشكل هستيري، بالإضافة إلى وصول تعزيزات لميليشيا صالح والحوثيين جهة محافظة إب إلى الحوبان، ويقوم معسكر الإذاعة في الحوبان يقصف بقذائف مدفع الهاوزر والدبابات على الأحياء السكنية بمدينة تعز، ما يشير إلى أنه ميليشيات الحوثي وصالح يريدون تدمير مدينة تعز وقتل المدنيين فيها». وبينما احتفى أبناء تعز واليمن عامة في شماله وجنوبه بالانتصارات التي يحققها أبطال المقاومة الشعبية والجيش المؤيد للشرعية نحو تحرير محافظة تعز بكامل أراضيها؛ الأمر الذي سيكون له الأثر والدور الكبير في تمكين أبناء ما تبقى من محافظات الشمال والغرب والشرق بتحرير محفظاتهم من الميليشيات المتمردة، أكد المجلس التنسيقي للمقاومة بمحافظة تعز أن «عملية التحرير واستعادة مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والسيادية كمطار تعز وميناء المخاء التي ما زالت توجد فيها الميليشيا، مستمرة وفق خطة مدروسة، ولن تتوقف حتى تطهير كامل تراب تعز وأراضيها وحماية مواطنيها». وجدد المجلس في بيان إدانته، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «المجلس يؤكد إدانته الشديدة لأي تصرفات فردية وأعمال إجرامية تتعلق بإعدام الأسرى أو نهب المؤسسات العامة أو ممتلكات المواطنين من قبل مجموعات مندسة أو الخلايا النائمة تابعة لتحالف صالح الحوثي الانقلابي، وبأنه سيعمل المجلس بالتعاون مع المجلس العسكري وإدارة الأمن الشرعية على ملاحقة هذه الأعمال والجرائم التي تتعارض مع قيم وأخلاق مقاومة يضحون بأرواحهم لأجل دحر الغزاة المعتدين على تعز ومواطنيها». موجها الشكر إلى قيادة التحالف العربي والسعودية الذي قال في رسالة ثنائه لهم «بهذه المناسبة يوجه المجلس الشكر والتقدير إلى قيادة التحالف العربي وخاصة الأشقاء في المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية الذين قدموا وما زالوا الدعم لليمن وسلطتها الشرعية وشعبها الحر سياسيا وعسكريا وإغاثيا واقتصاديا لمنع اختطاف اليمن من قبل قوى أجنبية تتربص بالعرب وبأمنهم القومي».
بدوره يقول عبد العزيز الصبري، عضو المركز الإعلامي للمجلس العسكري في قطاع الضباب بشرق مدينة تعز، لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة الشعبية والمجلس العسكري يحقق تقدما نحو اللواء 35 غير أن هناك صعوبة بالتقدم بسبب زرع الميليشيات المتمردة للألغام على طول الطريق المؤدي إلى اللواء، ومواجهات في عقاقة بجانب المستشفى الكرامة حيث تنتشر الميليشيات المتمردة القريبة من بيرباشا، وأن المجلس العسكري والمقاومة شنت هجوما عنيفا على أماكن وجود ميليشيات الحوثي وصالح على تقاطع شارع الثلاثين ومنطقة عقاقة، خلف السجن المركزي، ووادي الهارب، مقابل السجن المركزي، واستطاعوا السيطرة على بعض المناطق القريبة من جامعة تعز، بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على وادي الهارب ومنطقة عقاقة».
ويضيف «بالإضافة إلى تلغيم الطريق المؤدي إلى اللواء 35 من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، قامت هذه الأخيرة أيضا بزرع الألغام والمتفجرات المناطق بمنطقة عقاقة والسجن المركزي وخزانات شركة النفط»، مؤكدا أنه «تم قتل 8 من ميليشيات الحوثي وصالح كانوا متمركزين على أسطح منازل الأهالي بالإضافة إلى محاصرة أكثر من 18 مسلحا حوثيا في أحد المباني، غير أن الساعات القادمة ستكون حاسمة بجبهة الضباب وسيكون هناك تقدم كبير ويتم دحرهم بشكل نهائي».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.