عشائر لبنان تطلب من بري العمل على إنهاء التوترات المذهبية

قارب ملف أحداث خلدة الذي أنتج توترات مذهبية في جنوب بيروت الانتهاء بمصالحةٍ طلب وفد العشائر العربية في لبنان من رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بذل جهوده لإنجازها، حيث قلد الوفد بري عباءة العشائر التي ترمز إلى «الصلح والمصالحة»، وأكد المتحدث باسم عشائر خلدة «أننا سنجتمع مع إخواننا على صلح تام يزيل الأحقاد والأضغان ويهدئ النفوس ويعيد الطرفين إلى التعايش والحب والود والتعاطف والأمان».
وأسفرت الإشكالات المسلحة في أغسطس (آب) 2021، بين أفراد من العشائر العربية وآخرين مناصرين لـ«حزب الله»، عن مقتل 4 أشخاص في خلدة بجنوب بيروت، وذلك على خلفية جريمة ثأرية. وصدرت الأحكام القضائية في الأشهر الماضية التي تجرّم الموقوفين المتورطين في الإشكال بسنوات سجن تتراوح بين سنة و10 سنوات، وبأحكام غيابية تصل إلى الإعدام للفارين من العدالة، مما أثار احتقاناً دفع بأبناء العشائر إلى إقفال طريق بيروت - الجنوب، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني لفتحها.
وعلى أثر الاعتراضات على الأحكام القضائية، استقبل بري أمس وفداً كبيراً من شيوخ العشائر العربية من مختلف المناطق اللبنانية ومن العشائر العربية في خلدة، ومنح الوفد رئيس البرلمان اللبناني عباءة العشائر العربية «عربون وفاء وتقديراً لمواقفه وجهوده في لمّ الشمل الوطني» متمنياً على رئيس المجلس التدخل وبذل جهوده من أجل إنجاز المصالحة في أحداث خلدة.
وأشاد بري بـ«المسؤولية الوطنية والقومية العالية التي جسدتها العشائر العربية في درء الفتنة التي حاول البعض إيقاظها في خلدة»، قائلاً: «يخطئ من يظن أن اللقاء مع العشائر العربية هو لقاء مستجد أو طارئ بين سنة وشيعة، أو أن الخلاف والاختلاف مع العشائر العربية إن حصل، لا سمح الله، هو خلاف بين السنة والشيعة؛ أبداً على الإطلاق؛ فاللقاء هو القاعدة، والخلاف هو الاستثناء ولا يفسد في الود وفي الأخوة قضية».
وقال المتحدث باسم عشائر خلدة، الشيخ علي الحسين، إن «صوت العقلاء والمصلحين ما غاب، فانبرى من بينهم الشيخ نايف الحسين مع أخيه، وناشد الرئيس بري التدخل الفوري والسريع من أجل حل هذه المعضلة؛ لأن بري عُرف بـ(رجل إطفاء الحريق)، إذ إنه دوماً يسعى إلى ألا يمتد هذا الحريق ولا يحرق أكثر فأكثر». وأضاف: «لبينا اليوم دعوته إلى دارته، ووعدنا بالإصلاح»، مشدداً على أن «مطلبنا الصلح والعفو»، مضيفاً: «كلنا أبناء بلد واحد، وكنا في تعايش وتواد وتحابب، وهكذا نريد أن نرجع».
وأكد النائب محمد سليمان، ممثل العشائر العربية في البرلمان اللبناني، أن العشائر العربية كانت حريصة على نبذ أي فتنة في هذا البلد بين الإخوان، مشيراً إلى «أننا لمسنا من الرئيس بري حرصه على وحدة الصف وعلى نبذ الفتن، وقد لمسنا من دولته كل الاهتمام في هذا الموضوع»، مضيفاً أن ملف أحداث خلدة «بات وراءنا، وبهمّة كل القيميين على هذا البلد من دار الفتوى وقيادة الجيش والرئيس بري، ستكون الأمور في الأطر الصحيحة بين الإخوة في هذا البلد».