جاكبو مطالب بتعويض مكان فيرمينو في هجوم ليفربول

المهاجم الهولندي بدأ يترك بصمته على أداء الفريق قبل رحيل اللاعب البرازيلي

جاكبو (يسار) بدأ يُظهر أنه قادر على مساعدة ليفربول في كل مرة يشارك فيها (أ.ف.ب)
جاكبو (يسار) بدأ يُظهر أنه قادر على مساعدة ليفربول في كل مرة يشارك فيها (أ.ف.ب)
TT
20

جاكبو مطالب بتعويض مكان فيرمينو في هجوم ليفربول

جاكبو (يسار) بدأ يُظهر أنه قادر على مساعدة ليفربول في كل مرة يشارك فيها (أ.ف.ب)
جاكبو (يسار) بدأ يُظهر أنه قادر على مساعدة ليفربول في كل مرة يشارك فيها (أ.ف.ب)

لقد انضم كودي جاكبو إلى ليفربول في فترة يعاني فيها الفريق من تراجع في المستوى والثقة في النفس، وهو ما جعل الانتقال من الدوري الهولندي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز أصعب مما كان يرغب جاكبو وليفربول. وبعد انضمام جاكبو إلى منتخب هولندا في رحلة استغرقت ستة أسابيع وشهدت الوصول إلى الدور ربع النهائي لكأس العالم بقطر، انتقل اللاعب إلى ناد جديد في بلد جديد، مقابل 35 مليون جنيه إسترليني. وإذا كان هذا الموسم غريبا وصعبا بالنسبة للبعض بسبب إقامة نهائيات كأس العالم في قطر خلال فصل الشتاء وتوقف الموسم المحلي في منتصفه، فقد كان أكثر صعوبة لجاكبو الذي كان يتعين عليه أن يتكيف مع اللعب في بلد جديد، لكن يبدو أن اللاعب الهولندي تكيف أخيرا مع الأجواء الإنجليزية وبدأ يترك بصمته على أداء ليفربول، الذي قدم عرضا مثيرا في المباراة التي فاز فيها على توتنهام بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
لقد نجح جاكبو في هز الشباك في ديربي الميرسيسايد وفي الفوز على مانشستر يونايتد بسباعية نظيفة على ملعب آنفيلد، وهو ما جعله يحظى بحب ودعم جمهور ليفربول، وبدأ يُظهر أنه قادر على مساعدة الفريق في كل مرة يشارك فيها في المباريات. ويتميز اللاعب الهولندي الدولي بأنه قادر على أن يلعب في أي مركز في خط الهجوم، ويسعى المدير الفني للريدز، يورغن كلوب، لإعداده للعب في مركز المهاجم الوهمي عندما يرحل روبرتو فيرمينو في الصيف.
وعلاوة على ذلك، يتميز جاكبو بتقديم مستويات ثابتة، على الرغم من أنه من الصعب على أي لاعب أن يتألق في صفوف فريق يعاني، كما هو الحال مع ليفربول هذا الموسم. يحتاج أي لاعب جديد إلى الدعم من زملائه في الفريق حتى يمكنه التكيف بسهولة، لكن لم يكن هذا خيارا متاحا لجاكبو عند الخسارة من برايتون بثلاثية نظيفة والخسارة من وولفرهامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ولحسن حظ جاكبو وليفربول أن الأمور بدأت تستقر أخيرا، حيث بدأ ليفربول في تحقيق انتصارات، وهي في غالبية المباريات التي بدأها جاكبو في التشكيلة الأساسية إلى جانب محمد صلاح وديوغو جوتا، وهو الأمر الذي أعاد الاتزان والاستقرار إلى خط الهجوم. وعلاوة على ذلك، يمتلك كلوب خيارات أخرى في خط الهجوم تتمثل في فيرمينو وداروين نونيز، والعائد من الإصابة لويس دياز، وهو الأمر الذي سيساعد المدير الفني الألماني على تحقيق التنوع المطلوب عند الحاجة.
وعندما كان جاكبو يلعب في أيندهوفن أظهر أنه يمتلك قدرات رائعة تجعله لاعبا مثاليا للدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يتميز بالسرعة الفائقة والقوة البدنية وطول القامة، فضلا عن مهاراته وقدراته الفنية. ويتميز جاكبو بقدرته على اللعب في خط الوسط وعلى الأطراف، كما يمكنه اللعب في عمق الملعب كصانع ألعاب. هناك مخاوف من أنه يفقد التركيز بعض الشيء خلال المباريات، لكنه سيتغلب على هذه المشكلة بمرور الوقت واكتساب الكثير من الخبرات. من المؤكد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يفهم دور كل لاعب بالفريق، لكن كل المؤشرات تبدو جيدة في ظل تأقلمه بشكل جيد وتحسن مستوى الفريق واقتراب شهر أغسطس (آب) الذي سيدعم فيه النادي صفوفه بشكل جيد.
ويسعى ليفربول للتعاقد مع لاعبين صغار في السن لديهم القدرة على التطور والتحسن بمرور الوقت، على الرغم من أن الصبر أصبح سمة نادرة في عالم كرة القدم. يعترف كلوب بأن الموسم كان مخيباً للآمال، والدليل على ذلك احتلال الفريق للمركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوزه الأخير على توتنهام. ومع ذلك، هناك بعض الأمور الإيجابية: خسر ليفربول مرة واحدة فقط على ملعبه في الدوري، ويبدو كورتيس جونز في طريقه لأن يصبح من الركائز الأساسية في خط وسط الفريق، كما بدأ الدور الجديد لترينت ألكسندر أرنولد يؤتي ثماره.
وقال المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك عن انتقال ألكسندر أرنولد من اللعب في مركز الظهير الأيمن للعب في خط الوسط: «إنه عمل قيد التطور والتحسن. عند الاستحواذ على الكرة والرغبة في شن هجمات مرتدة سريعة في بعض الأحيان، يتعين عليك أن تكون منظما بشكل أفضل قليلاً. لكن لا يزال هذا الأمر في مرحلة التطور، وهذا شيء طبيعي تماما. ومن الجيد القيام بذلك في هذه المرحلة من الموسم وتحقيق نتائج جيدة في نفس الوقت. وأعتقد أن المدير الفني قال بالفعل إن فترة الإعداد للموسم الجديد ستكون مهمة للغاية من أجل أن تكون الأمور أفضل قدر الإمكان خلال الموسم المقبل».
يتعين على ليفربول تقييم ما قدمه خلال الموسم الحالي، والاعتراف بالأخطاء التي وقع فيها وتصحيحها. هناك خيبة أمل من انسحاب النادي من المنافسة على ضم لاعب خط الوسط الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام من بوروسيا دورتموند لأن القيمة الكبيرة للصفقة لن تجعل المدير الفني قادرا على تدعيم باقي المراكز التي يعاني منها الفريق. لقد وصل جاكبو إلى ليفربول على الرغم من المنافسة من أندية أخرى، لكن كلوب أشار إلى أن النادي تعاقد معه قبل أن يصبح «من الصعب تحمل تكلفته». من المحتمل أن يتصرف النادي بطريقة مشابهة عند اختيار اللاعبين الجدد في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، لكن جاكبو يعد مثالا جيدا للاعبين الذين يسعى ليفربول للتعاقد معهم، من حيث السن والقيمة المالية.
الأداء الذي قدمه ليفربول أمام توتنهام -رغم تلقي شباكه ثلاثة أهداف- سيزيد من حالة الزخم في ملعب آنفيلد، ومن المؤكد أن كلوب والجماهير سيحاولون استغلال ذلك على النحو الأمثل. لقد تمكن توتنهام من العودة في النتيجة بشكل رائع أمام مانشستر يونايتد في منتصف الأسبوع، وتمكن أيضا من تحويل تأخره بثلاثية نظيفة أمام ليفربول إلى التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق وكان قريبا للغاية من الخروج بنقطة التعادل لولا الهدف القاتل الذي أحرزه جوتا في الوقت القاتل ليقود ليفربول لتحقيق انتصار ثمين. لقد استغل مهاجمو ليفربول نقاط الضعف الواضحة في خط دفاع السبيرز وقادوا الفريق لتحقيق الفوز الرابع على التوالي.
الأهداف التي سجلها ليفربول توزعت على خمسة مهاجمين، وهو ما يعكس حقيقة أن الفريق لا يعتمد على مهاجم واحد وأن هناك الكثير من البدائل والخيارات الهجومية. لقد بدأت الآلة الهجومية للريدز تعمل بشكل جيد بعدما حصل المهاجمون على بعض الوقت للعمل معا وفهم بعضهم البعض. لقد افتقد كلوب لخدمات جوتا لفترة طويلة بسبب الإصابة، في حين غاب دياز بسبب الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لستة أشهر، لكنه عاد في وقت حاسم تماما من الموسم. لا توجد بطولة كبرى خلال الصيف الحالي، وستحدد المباريات الأخيرة من هذا الموسم الحالة المزاجية للاعبين عند عودتهم. من المؤكد أن هذا الموسم للنسيان بالنسبة لليفربول، لكنه قد يكون بمثابة استعداد لأداء أفضل خلال الموسم المقبل.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
TT
20

شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)

تنافس أكثر من 20 روبوتاً في أول نصف ماراثون بشري في العالم في الصين اليوم (السبت)، ورغم تفوقها التكنولوجي المذهل، فإنها لم تتفوق على البشر في المسافة الطويلة.

وشارك أكثر من 12 ألف شخص في السباق الذي يمتد إلى 21 كيلومتراً. وفصلت حواجز مسار عدْو الروبوتات عن منافسيها من البشر.

وبعد انطلاقها من حديقة ريفية، اضطرت الروبوتات المشاركة إلى التغلب على منحدرات طفيفة، وحلبة متعرجة بطول 21 كيلومتراً (13 ميلاً) قبل أن تصل إلى خط النهاية، وفقاً لصحيفة «بكين ديلي» الحكومية.

شاركت فرق من عدة شركات وجامعات في السباق، الذي يُمثل عرضاً للتقدم الذي أحرزته الصين في تكنولوجيا الروبوتات، في محاولتها اللحاق بالولايات المتحدة، التي لا تزال تفخر بنماذج أكثر تطوراً، وفق ما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وتم السماح للمهندسين بإجراء تعديلات على أجهزة التكنولوجيا المتقدمة الخاصة بهم على طول الطريق، مع تحديد محطات مساعدة خاصة للروبوتات. ولكن بدلاً من الماء والوجبات الخفيفة، كانت المحطات تقدم بطاريات، وأدوات فنية للروبوتات.

روبوت يفقد السيطرة عند بداية أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)
روبوت يفقد السيطرة عند بداية أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

ورغم منح الروبوت أقصى طاقة ممكنة، تأخر الروبوت «تيانغونغ ألترا» كثيراً عن أسرع رجل في السباق، الذي عبر الخط في ساعة واحدة و11 ثانية تقريباً. أول روبوت يعبر خط النهاية، تيانغونغ ألترا، من ابتكار مركز بكين لابتكار الروبوتات البشرية، أنهى السباق في ساعتين و40 دقيقة. وهذا يقل بنحو ساعتين عن الرقم القياسي العالمي البشري البالغ 56:42 دقيقة، والذي يحمله العداء الأوغندي جاكوب كيبليمو. أما الفائز بسباق الرجال اليوم (السبت)، فقد أنهى السباق في ساعة ودقيقتين.

وكان السباق بمثابة عرض فني، وقال رئيس الفريق الفائز إن روبوتهم -رغم تفوقه على البشر في هذا السباق تحديداً- كان نداً لنماذج مماثلة من الغرب، في وقتٍ يحتدم فيه السباق نحو إتقان تكنولوجيا الروبوتات البشرية.

المهندسون يتسابقون مع الروبوت «تيانغونغ ألترا» خلال نصف ماراثون «إي تاون» للروبوتات البشرية (رويترز)
المهندسون يتسابقون مع الروبوت «تيانغونغ ألترا» خلال نصف ماراثون «إي تاون» للروبوتات البشرية (رويترز)

وكانت الروبوتات، بأشكالها وأحجامها المتنوعة، تجوب منطقة ييتشوانغ جنوب شرقي بكين، موطن العديد من شركات التكنولوجيا في العاصمة.

خلال الأشهر القليلة الماضية، انتشرت مقاطع فيديو لروبوتات صينية بشرية وهي تؤدي حركات ركوب الدراجات، والركلات الدائرية، والقفزات الجانبية على الإنترنت.

روبوت يشارك في أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)
روبوت يشارك في أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

في وثيقة سياسية لعام 2023، حددت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية صناعة الروبوتات البشرية باعتبار أنها «حدود جديدة في المنافسة التكنولوجية»، وحددت هدفاً بحلول عام 2025 للإنتاج الضخم، وسلاسل التوريد الآمنة للمكونات الأساسية.

وقال مهندسون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الهدف هو اختبار أداء الروبوتات، وما إذا كانت جديرة بالثقة. ويؤكدون أنّ الأولوية هي الوصول إلى خط النهاية، لا الفوز بالسباق. ورأى كوي وينهاو، وهو مهندس يبلغ 28 عاماً في شركة «نوتيكس روبوتيكس» الصينية، أن «سباق نصف الماراثون يشكل دفعاً هائلاً لقطاع الروبوتات بأكمله». وأضاف: «بصراحة، لا يملك القطاع سوى فرص قليلة لتشغيل آلاته بهذه الطريقة، بكامل طاقتها، على هذه المسافة، ولوقت طويل. إنه اختبار صعب للبطاريات، والمحركات، والهيكل، وحتى الخوارزميات». وأوضح أن روبوتاً تابعاً للشركة كان يتدرب يومياً على مسافة تعادل نصف ماراثون، بسرعة تزيد على 8 كيلومترات في الساعة.

منافسة مع الولايات المتحدة

وشدّد مهندس شاب آخر هو كونغ ييتشانغ (25 عاماً) من شركة «درويد آب»، على أن سباق نصف الماراثون هذا يساعد في «إرساء الأسس» لحضور هذه الروبوتات بشكل أكبر في حياة البشر. وشرح أنّ «الفكرة الكامنة وراء هذا السباق هي أنّ الروبوتات الشبيهة بالبشر يمكنها الاندماج بشكل فعلي في المجتمع البشري، والبدء بأداء مهام يقوم بها بشر». وتسعى الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى أن تصبح الأولى عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مما يضعها في منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة التي تخوض معها راهناً حرباً تجارية. أصبحت الشركات الصينية، وتحديداً الخاصة منها، أكثر نجاحاً في استخدام التقنيات الجديدة.

في يناير (كانون الثاني)، أثارت شركة «ديب سيك» الناشئة اهتماماً إعلامياً واسعاً في الصحف العالمية بفضل روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي، وتقول إنها ابتكرته بتكلفة أقل بكثير من تكلفة البرامج التابعة لمنافسيها الأميركيين، مثل «تشات جي بي تي».