قصف جوي واشتباكات في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم

دارت اشتباكات عنيفة ودامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في وسط العاصمة (الخرطوم)، على مقربة من محيط القصر (الجمهوري) الرئاسي، خلفت عدداً من القتلى والإصابات، وسبق اندلاع المعارك الطاحنة سماع أصوات انفجارات مدوية وارتفاع سحب الدخان الكثيف في سماء المدينة، بالتزامن مع تحليق متواصل للطيران العسكري للجيش في مناطق متفرقة من الخرطوم.
ورغم الهدنة المعلنة بين الجيش والدعم السريع تتواصل المواجهات العسكرية والمفتوحة في مدن العاصمة الخرطوم دون توقف، ودرج كل طرف على اتهام الآخر بخرقها.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الطيران العسكري للجيش قصف مواقع في منطقة شرق النيل (شرقي الخرطوم)، وأم درمان وسماع أصوات المضادات الأرضية التي تطلقها قوات الدعم السريع.
وأفادت مصادر أخرى بحدوث اشتباكات متقطعة بين قوات من الجيش والدعم السريع في أم درمان وأحياء بجنوب الخرطوم، كما تواصلت المواجهات العسكرية في الضواحي المتاخمة لقيادة الجيش.
وإلى الآن لم تنجح المساعي والضغوط التي تقوم بها أميركا ودول الإقليم منذ اندلاع الحرب بالخرطوم في حمل الجيش والدعم السريع على تنفيذ كامل لوقف إطلاق النار للأغراض الإنسانية.
وقالت الشرطة السودانية إن قوات الدعم السريع اعترضت دورية من قوات شرطة (الاحتياطي المركزي) في منطقة (صينية القندول) وسط الخرطوم، وقتل جميع أفراد القوة المكونة من 5 جنود. وأضافت في بيان نحمل «الدعم السريع» مسؤولية هذا العمل الإجرامي وتبعيات ما يترتب عليه.
بدورها قالت قوات الدعم السريع إنها تصدت لمجموعات من فلول النظام البائد يرتدون أزياء قوات شرطة (الاحتياطي المركزي) حاولت الهجوم على مواقع قواتها بالخرطوم. وأضافت تم حسم القوة المعتدية وتدمير 4 دبابات وتسلم واحدة بحالة جيدة، بالإضافة إلى تدمير والاستيلاء على عدد من سيارات الدفع الرباعي.
ونشر جنود الدعم السريع فيديوهات على «الفيسبوك» لعدد من أفراد الشرطة ما بين قتيل ومصاب.
ومطلع الأسبوع الحالي أعلنت قيادة الشرطة نشر قوات كبيرة من الاحتياطي المركزي في الشوارع والأحياء لتأمين الممتلكات الخاصة والعامة بالعاصمة الخرطوم.
وتسيطر قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو «الشهير بحميدتي» على القصر الرئاسي منذ اندلاع الاشتباكات الأولى في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، وتنتشر قواتها في محيط وسط الخرطوم.
وفي وقت سابق حذرت قوات الدعم السريع قيادات الشرطة من الانخراط في المعارك الدائرة حاليا مع الجيش، ودعتها إلى الانسحاب من الميدان.
ومن جهة أخرى قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الأوضاع الأمنية في مدينة (الجنينة) بدارفور في تدهور مستمر جراء القتال القبلي الذي حدث بعد أيام من اندلاع الحرب في الخرطوم، مشيرة إلى سقوط الكثير من القتلى والجرحى ولا يزال حصرها جاريا، وسط تزايد فرار ونزوح المواطنين من المنطقة.
وفي موازاة ذلك كشف تحالف قوى الحرية والتغيير عن اتصالات مع قادة الجيش والدعم السريع لحثهم على وقف القتال والالتزام بالهدنة الإنسانية، مشدداً على ضرورة الوصول لوقف عاجل ودائم لإطلاق النار يمهد لحل سياسي سلمي يحافظ على سلامة ووحدة البلاد.
وأدان التحالف في بيان الانتهاكات ضد المدنيين، واستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة داخل المناطق المأهولة بالسكان، داعيا إلى إيقافها فورا، وفتح مسارات آمنة لتمكين المنظمات الإنسانية الوطنية والدولية من معاجلة الآثار الكارثية للحرب.
ورحبت قوى التغيير بالمبادرات الدولية والإقليمية الساعية للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار وحل سياسي شامل ينهي الحرب.
ودعا التحالف إلى تنسيق الجهود الدولية والإقليمية انطلاقا من المبادرة الأميركية السعودية، وتحركات الاتحاد الأفريقي والآليتين الثلاثية والرباعية والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية لوقف الحرب والاستجابة للاحتياجات الإنسانية للمتأثرين من الصراع.
وجدد التحالف الإشارة بأصابع الاتهام إلى فلول النظام المعزول بجر البلاد لهذه الحرب وتأجيج نارها. وقال إن البلاد تمر بامتحان يهدد وجود الدولة وينذر بانهيارها، داعيا أبناء وبنات الوطن إلى التماسك جميعا لإنقاذها.
وأشار التحالف إلى أن استمرار الحرب يزيد بصورة يومية حجم الكارثة الإنسانية التي تحدق بالبلاد من قتل ونزوح وتشرد ولجوء ومواجهات إثنية، وانهيار في القطاع الصحي والخدمات الأساسية وتدمير البنية التحتية، ووضع الدولة أمام خطر التفتت والانهيار. وبحسب آخر إحصائية لنقابة الأطباء عن أعداد الضحايا وسط المدنيين قتل أكثر من (528) وأصيب (4599) منذ اندلاع الحرب.