تحتفل «أوديمار بيغه» للساعات الفاخرة هذا العام بالذكرى الثلاثين لإطلاق ساعة «رويال أوك أوفشور». إصدار كانت بدايته صعبة ومتعثرة، وأصبح مع الوقت من الساعات الأيقونية بروحه الرياضية ومميزاته التقنية. كانت البداية في عام 1993 بعد أشهر قليلة من الذكرى السنوية لساعة «رويال أوك» الشهيرة. سلبية ردود الأفعال في معرض بازل حيث تم تقديمها لم تكن متوقعة. لم يستسغ صناع الساعات أبعادها الضخمة (قطرها 42 مليمتراً وسُمكها 14.04 مليمتر)، ولا تصميمها الجريء، ولا سعرها الذي كان ضعف سعر ساعة «رويال أوك» المصنوعة من الفولاذ. حتى جيرالد جِنتا، مصمم ساعة «رويال أوك»، أصيب بالصدمة، ووصفها بأنها «فيل في بحر». لاحقاً، أُطلِقَ عليها اسم «الوحش – The Beast»، وهو اسم التصقَ بها حتى الآن، نظراً لشكلها الرجولي، الذي استوحاه مصممها إيمانويل غايت من سباقات اليخوت فائقة القوة. لكن بقدر ما أثارت حفيظة صُناع الموضة في التسعينات، بقدر ما تحمّس لها جيل الشباب آنذاك. كانت بالنسبة لهم فخمة ومختلفة في آنٍ واحد.
استوحيَت ساعة «رويال أوك أوفشور» ذات قطر 42 مليمتراً من طراز عام 1993 الأصلي
يُعلق رافائيل باليسترا، مدير التراث والمحفوظات في الدار، أن الفكرة وراء «رويال أوك أوفشور» «كانت ابتكار ساعة تناسب حقبة التسعينات، وأن تكون رياضية، وأخيراً وليس آخراً أن تلمس جيلَ الشباب». كل هذه الأهداف تحققت، لكن بعد فترة. نقطة التحول كانت مع الممثل النمساوي - الأميركي أرنولد شوارزنيغر، الذي ما أن ظهر بها عام 1999 في فيلمه «End of Days» حتى أصبح اسم المجموعة يتردد على أفواه الجميع، ومطلباً للمشاهير. أمر أكده فرنسوا هنري بيناميان، الرئيس التنفيذي لـ«أوديمار بيغه» بقوله: «لقد ساعد التعاون مع أرنولد شوارزنيغر في طراز (رويال أوك أوفشور إند أوف دايز - Royal Oak Offshore End of Days) في العام 1999 على وضع المجموعة على الخريطة، خاصة في مشهد ثقافة الشارع». لهذا نظراً لأهمية هذا الإصدار، كان من الطبيعي أن تختار الشركة للاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين العودة إلى بداية هذه الساعة الأيقونية لكي تستلهم منها ساعة جديدة تحمل اسم «رويال أوك أوفشور أوتوماتيك كرونوغراف» يقتصر إنتاجُها على 500 قطعة فقط.
ساعة «رويال أوك أوفشور أوتوماتيك كرونوغراف» بتصميمٍ معاصرٍ من السيراميك © الصور من «أوديمار بيغه»
ورغم أن الشركة أطلقت مجموعة متنوعة من الطرازات الجديدة المصنوعة من السيراميك احتفالاً بميلادها الـ30، فإن طراز «رويال أوك أوفشور أوتوماتيك كرونوغراف» يبرز أكثر بهيكلٍ كبيرٍ بقياس 43 مليمتراً. صُنِعَت هذه النسخة بالكامل من السيراميك الأسود، مع إضافة تفاصيل من التيتانيوم، مثل وصلات العروات مع الحزام، والأزرار الضاغطة، وخلفية الهيكل. هناك أيضاً 8 براغٍ فولاذية تُثَبتُ الطوق ثماني الأضلاع على الهيكل. يُضفي اختيار هذه المواد على الساعة إحساساً بالخِفة والراحة القصوى، على الرغم من أبعادها السخية (الوزن الإجمالي للساعة 103 غرامات فقط). ورغم أن السيراميك مادة قاسية وهشة، يصعب العمل عليها، لما تتطلبه من دقة في مستوى التشطيب والأداء النهائي، فإنه السمة الغالبة هنا. وفي إشارة إلى جمالية اللونين الأسود والأصفر، التي ميّزَت طراز 1999 الأصلي، تأتي ساعة أوفشور الجديدة بميناء أسود يزدان بنمط التقطيعات المُربعة بقياسٍ كبيرٍ جداً «ميغا تابيسري» من الجيل الجديد، تُضيئهُ لمساتٌ من اللون الأصفر على تدريجة التاكيمتر (مقياس متوسط السرعة في وحدة المسافة)، وكذلك على علامات الساعات وعلى عقارب «رويال أوك» المصنوعة من الذهب الأبيض والمغطاة بمعالجة سوداء ومعززة باللون الأصفر المُضيء. يبرز شعار «أوديمار بيغه» الذهبي، المتمثل بالأحرف الأولى، والمُثَبَت على الميناء، عند موقع الساعة 12، بينما تزداد جمالية الميناء بالعدادات السوداء التي تتموضع عند مواقع الساعات 3 و6 و9.
ليس هذا فحسب، فالطراز الجديد يأتي بحزام أسود من جلد العجل بمظهر النسيج مع خياطة صفراء، وبفضل نظام قابلية التبديل المُدمَج، يمكن لمُقتني الساعة تغيير حزامه بنسخة صفراء من جلد العجل مع خياطة سوداء، في بضع خطواتٍ بسيطة.
جاءت هذه الساعة احتفالاً بفريق الإبحار «لايديكات – Laycat» النسائي واستوحيَت من طَوف قارب لايديكات
من الناحية التقنية، تتمتع الساعة بحركة كرونوغراف أوتوماتيكية من إنتاج المصنع، وهي حركة «كاليبر 4401» مدمَجة بالكامل، مع عجلة ذات أعمدة، ووظيفة فلايباك، الارتدادية، التي تسمح بإعادة ضبط الكرونوغراف إلى موقع الصفر، عندما يكون في حالة تشغيل، ثم إعادة تشغيله بضغطة واحدة على الزرّ الضاغط. وكانت هذه العملية قد حصلت على براءة اختراع. كل جزئية في هذه الساعة خضعت للإبداع. يمكن مثلاً رؤية الوزن المتأرجح الذي يقوم بالتعبئة الأوتوماتيكية من خلال خلفية الهيكل المصنوع من الكريستال السافيري. وتكشف خلفية الهيكل أيضاً عن الزخارف الغنية التي تتمتع بها الحركة، ومنها زخرفة كوت دو جنيف، والدوائر المتداخلة، والتشطيب بنمط أشعة الشمس، والتشطيب الساتاني الدائري، والحواف المشطوفة المصقولة صقلاً لامعاً.
رغم تقنياتها العالية ووظائفها المعقدة وشكلها اللافت، فإن فضلاً كبيراً في نجاحها يعود إلى علاقتها مع المشاهير، من الفنانين والرياضيين على حد سواء.
كان أرنولد شوارزنيغر أول المشاهير الذين ارتبط اسمهم بساعة «رويال أوك أوفشور»، فهو جامع شغوف بساعات الجيب. في عام 1997 قام بزيارة لوبراسّو مقر ومصنع شركة «أوديمار بيغه»، لتبدأ علاقة تعاون مثمرة بينهما، تمخضت في عام 1999 عن ولادة طرازٍ جديد من المجموعة، هو «رويال أوك أوفشور إند أوف دايز – Royal Oak Offshore End of Days»، تزامن مع إصدار فيلم يحمل نفس الاسم. تمتاز هذه الساعة بجمالية ذكورية مع هيكل من الفولاذ مغطى بمعالجة بتقنية «الترسيب البخاري الفيزيائي – PVD» لأول مرّة في تاريخ العلامة التجارية، ومع حزام كيفلار. تم بيع عدة قطع من هذا الإصدار المحدود المكون من 500 قطعة لصالح مؤسسة Inner City Games Foundation التابعة لأرنولد شوارزنيغر، التي توفر برامج رياضية وتعليمية للأطفال المحرومين. كان نجاح هذا التعاون الأول بمثابة بداية لكثير من الإصدارات المحدودة الأخرى مع الممثل الأميركي، بلغ عددها 9 طرازات حتى الآن، بما في ذلك 6 طرازات من «رويال أوك أوفشور».
في العام 2005، كشفت «أوديمار بيغه» عن أول تعاون لها مع الموسيقي جاي - زِي - Jay - Z، من خلال ساعة «رويال أوك أوفشور» مزودة بجهاز آيبود يحتوي على أعمال الفنان. كانت هذه الخطوة جريئة، إذ لم يسبق من قبل أي تعاون بين موسيقى الهيب هوب، وصناعة الساعات الفاخرة. وللاحتفال بالذكرى السنوية العشرين للمجموعة، تعاونت «أوديمار بيغه» أيضاً مع أسطورة كرة السلة ليبرون جيمس، كانت ثمرته طرازاً مرصعاً بأحجار كريمة، يجمع بين التيتانيوم والذهب الوردي والسيراميك الأسود.
بدايات «رويال أوك أوفشور»
> في العام 1989، طلب الوكيل الألماني ديرك فيتينغِل طرازاً يفرض اتجاهاً جديداً في الساعات لعقد التسعينات، مستوحى من سباقات اليخوت البحرية.
> إيمانويل غايت، الذي أنيطت به مهمة تجديد ساعة «رويال أوك»، كان يبلغ من العمر 22 عاماً فقط.
> كانت السوق الإيطالية أول من تبنى هذا الطراز، إلى حد تعرضه إلى نقصٍ في الإمداد الكافي عام 1994.
> في العام 1996، تم إصدار 6 طرازاتٍ جديدة، بما في ذلك طرازان نسائيان بقطر 30 مليمتراً، وكان ذلك بمثابة إطلاقٍ حقيقي للمجموعة.
> في عام 1997، عُزِّزَت المجموعة بوظائف التقويم الدائم، المنطقة الزمنية المزدوجة، بالإضافة إلى الترصيع بالأحجار الكريمة.