أثار مقتل زعيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني الهاشمي القرشي، تكهنات بشأن تحركات التنظيم خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد استهداف 4 من قادته خلال 4 سنوات.
وقال باحثون في شؤون الجماعات المتطرفة إن «الاستهداف السريع لقيادات التنظيم قد يؤدي إلى تراجع قدراته. إلا أنه نجح في البقاء والتكيُّف مع الضربات التي يتلقاها».
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «مقتل أبو الحسين الحسيني في عملية للاستخبارات التركية بشمال سوريا». وقال في مقابلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن «الاستخبارات التركية كانت تتعقب من يُسمّى زعيم (داعش) منذ وقت طويل».
وفي مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن تنظيم «داعش» مقتل أبو الحسن القرشي، ليتم اختيار أبو الحسين الحسيني القرشي خلفاً له.
وكان أبو الحسن القرشي قد تولى قيادة التنظيم بعد مقتل زعيمه السابق أبو إبراهيم القرشي، خلال غارة جوية على شمال إدلب، غرب سوريا، في مارس (آذار) عام 2022.
وكان أبو إبراهيم القرشي، قد خلف زعيم التنسيق السابق أبو بكر البغدادي، الذي قُتل بضربة أميركية في إدلب شمال غربي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019.
وقال الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، عمرو عبد المنعم، إن «جميع القادة (المجهولين) الذين تولَّوا تنظيم (داعش) في السنوات الأخيرة لم يستطيعوا حماية أنفسهم، وأسفرت عملية إخفاء هوياتهم إلى مقتلهم».
وأوضح عبد المنعم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «عملية قتل الزعيم الرابع لـ(داعش) أبو الحسين الحسيني، تُظهر أن التنظيم غير قادر على حماية قادته سواء في العراق أو سوريا». ولفت إلى أن «المتابع لوضع (داعش) وتنقلات قياداته سيصل إلى نتيجة مفادها أن هناك (تصفية شديدة) لقادة التنظيم من الصفين الأول والثاني، ومن المحتمل أن يكون مقتل (أبو الحسين الحسيني) نتيجة صراع داخلي».
من جهته، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة أحمد سلطان، أن «(داعش) تعرَّض لاستهداف قادته على مدار السنوات الماضية، وخسر تقريباً قادة الصف الأول بالكامل، وحتى الصف الثاني تعرَّض لخلخلة كبيرة».
وأضاف سلطان أن «مقتل (أبو الحسين) بمثابة هزة قوية للتنظيم، ويشير إلى أن التنظيم غير قادر على تأمين قياداته».
وفقد تنظيم «داعش» كثيراً من قيادات الصف الأول خلال الأشهر الماضية، ففي أكتوبر الماضي، قُتل أبو علاء الأموي في ضربة نفّذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شمال سوريا، وهو من أبرز 5 قادة في التنظيم.
وقُتل في الضربة ذاتها، أبو معاذ القحطاني، وكان مسؤولاً عن شؤون السجناء، كما قُتل أبو عبد الرحمن العراقي المعروف بـ«سيف بغداد» في الشهر ذاته، وقد شغل مواقع قيادية في التنظيم.
وحول تأثير مقتل أبو الحسين على التنظيم، قال عبد المنعم: «قد لا يؤثر مقتله على (داعش)، وإنما الاستهداف السريع والسهل للقيادات، قد يؤدي إلى تراجع قدرة التنظيم على التأثير و(الفاعلية) والثقة في القيادة».
وأشار إلى أن «ذلك لا يعني انتهاء التنظيم أو القضاء عليه، فهو ما زال يمتلك عدة أفرع تُشكّل رقماً مهماً في أماكن وجودها، لا سيما في القارة الأفريقية وآسيا وأفغانستان».
ونوَّه بأنه «من المرجح أن يسعى التنظيم للتغلب على التداعيات التي ترتبت على استهداف قياداته، وربما يحاول شن هجمات جديدة، سواء في مناطقه التقليدية أو في المناطق التي توجد أفرعه فيها».
ورجَّح عبد المنعم أن «يُحاول (مجلس شورى داعش) التغطية على نبأ مقتل أبو الحسيني، مثلما فعل مع مقتل أبو الحسن. وفي حال حدث ذلك، فهذا خطأ كبير سيقع فيه التنظيم».
وبحسب أحمد سلطان، فإن «التنظيم نجح في البقاء والتكيُّف مع الضربات التي يتلقاها، سواء بمقتل قادته، أو بالهزائم التي مُني بها، وطرده من مناطق سيطرته».
ولفت إلى أن «مقتل 4 قيادات لـ(داعش) خلال 4 سنوات، يشير إلى عدد من المشكلات الهيكلية التي يعاني منها التنظيم، منها اختراق واضح للقيادة، وضعف الجانب الأمني لتأمين قياداته، بدليل أنه في نحو 4 أشهر قُتل أبو الحسين الحسيني وأبو الحسن القرشي».
ومُني تنظيم «داعش الإرهابي»، الذي سيطر في 2014 على مناطق واسعة بسوريا والعراق، بهزائم متتالية، حيث خسر كامل مناطق سيطرته، إلا أن «بعض عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات محدودة في البلدين»، وفق مراقبين.
ما مستقبل «داعش» بعد القضاء على زعيمه أبو الحسين القرشي؟
رابع «قائد» للتنظيم يُقتل خلال 4 سنوات
ما مستقبل «داعش» بعد القضاء على زعيمه أبو الحسين القرشي؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة