«التعاون الإسلامي»: المبادرة السعودية مهمة لوقف تداعيات الأزمة في السودان

حسين طه لـ«الشرق الأوسط»: نترقب توصيات اجتماع جدة

حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي (الشرق الأوسط)
حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي (الشرق الأوسط)
TT

«التعاون الإسلامي»: المبادرة السعودية مهمة لوقف تداعيات الأزمة في السودان

حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي (الشرق الأوسط)
حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي (الشرق الأوسط)

منذ اندلاع الحرب في السودان تحركت منظمة التعاون الإسلامي التي تتخذ من مدينة جدة (غرب السعودية) مقراً لها، في كافة الاتجاهات، لوقف الصراع العسكري، من خلال التنسيق الثلاثي، مع هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى المؤسسات الإقليمية والدولية، والدول الأعضاء في المنظمة، لعقد اجتماع مرتقب للجنة التنفيذية في جدة.
وقال حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن السعودية بوصفها رئيسة القمة الإسلامية ورئيسة اللجنة التنفيذية، دعت إلى عقد اجتماع اللجنة لبحث الوضع في السودان»، ومن المنتظر -حسب طه- أن يخرج هذا الاجتماع بجملة من التوصيات المهمة، في سبيل إيجاد حل لهذه الأزمة، والتعامل مع التداعيات المختلفة، مشدداً على أهمية المبادرة السعودية، واستمرار مساعيها الحميدة وجهودها المتصلة مع كافة الأطراف في داخل وخارج السودان، بهدف وضع حد لتداعيات هذه الأزمة الخطيرة.
وعن الدور السعودي في إجلاء رعايا كثير من الدول، قال طه: «أشيد بجهود المملكة المخلصة في إجلاء رعايا كثير من الدول، بما فيها دول أعضاء في المنظمة، وذلك بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء»، لافتاً إلى أن هناك جهوداً ومبادرات من دول أعضاء ساهمت في العمل لدعم الاستقرار في السودان، ونسقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وعرج الأمين العام على دور المنظمة لوقف الاقتتال، قائلاً: «في البداية سوف تعقد المنظمة في الثالث من شهر مايو (أيار) 2023 اجتماعاً مفتوح العضوية للجنة التنفيذية للمنظمة، لبحث الأوضاع في السودان، دعت له السعودية رئيسة القمة الإسلامية ودولة المقر، وهنا لا بد من أن ندرك أن موقف المنظمة واضح منذ اليوم الأول، من خلال بيانها الذي أكدت فيه وقوفها الداعم لاستقرار ووحدة السودان، وليس في فترة الأزمة الحالية فقط؛ بل منذ 20 أبريل (نيسان) 2019، كما دعت المنظمة أكثر من مرة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والتهدئة، وضبط النفس، سعياً إلى هدنة إنسانية تمكِّن من العودة إلى مسار الحوار والتفاوض».
وتابع طه حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أجريت سلسلة من المشاورات مع رئاسة القمة الإسلامية بالمنظمة، متمثلة في المملكة العربية السعودية ومجلس وزراء الخارجية الذي ترأسه الجمهورية الموريتانية الإسلامية، وعدد من الدول الأعضاء والمنظمات الدولية للتحرك في هذا السياق»، موضحاً أن «هذه الأزمة تقع أولاً وأخيراً على المدنيين والشعب السوداني بشكل عام، لهذا سوف أحرص على أن تضع المنظمة كافة إمكاناتها من أجل المساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة؛ حيث بدأت بالفعل إدارة الشؤون الإنسانية بالمنظمة الاتصال مع الدول الأعضاء، بعد مناشدتها سابقاً بتقديم كافة الدعم الإنساني، وكما لاحظنا لقد ساهم كثير من الدول الأعضاء في عمليات الإجلاء، كما نتواصل مع كثير من المنظمات والشركاء الدوليين لتقديم العون للمتضررين من الأزمة في السودان».
وعن التنسيق مع المنظمات الدولية، أكد طه: «هناك تواصل ثلاثي متزامن مع هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى المؤسسات الإقليمية والدولية، فقد تواصلت شخصياً مع الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، وأمين عام الجامعة العربية السيد أحمد أبو الغيط، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، السيد موسى فكي. وسوف نواصل متابعة تطورات الأوضاع والعمل مع الشركاء إلى حين انتهاء الأزمة، والوصول إلى حل جذري لها».
ولفت الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى أن «جمهورية السودان تمر بظروف صعبة وحالكة لا شك في ذلك، وهذا الوضع الصعب يستلزم من الجميع تحركاً سريعاً يهدف في المقام الأول إلى وقف إطلاق النار الذي اندلع في منتصف أبريل الماضي، وأدى إلى سقوط كثير من القتلى والجرحى، فضلاً عن ضحايا كُثر بين المدنيين، الأمر الذي يخيم على مستقبل البلاد وأمنها ووحدتها واستقرارها».
وأضاف أن «ما يحدث يستدعي منا مراقبة الوضع عن كثب، والتحرك على مختلف المستويات لوقف هذا النزيف ورأب الصدع، حتى تتاح الفرصة للحوار وإنهاء الخلاف لما فيه مصلحة الشعب السوداني ووحدة وسلامة السودان»، مجدداً الدعوة إلى «بذل مزيد من الجهود وتنسيقها من أجل التوصل إلى وضع حد لنزيف الدم، واحتواء الموقف بشكل كلي، من خلال جلوس الجميع على طاولة الحوار، حقناً لدماء الشعب السوداني، وحفاظاً على وحدة أراضيه وسلامته وأمنه».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).