اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده تُعدّ «أمل السلام» في الحرب الروسية - الأوكرانية، مشيراً إلى أنّ بلاده تمكّنت، مع الأمم المتحدة، من إبرام اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود، ومنعت وقوع أزمة غذاء عالمية.
ولفت جاويش أوغلو، في تغريدات على «تويتر»، إلى الجهود التي بذلتها تركيا منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022، بهدف إيجاد حل للأزمة، ولوقف إطلاق النار. وقال إنه بعد عقد تركيا أول اجتماع بين وزيري خارجيتي روسيا وأوكرانيا، خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي في مارس (آذار) من العام الماضي، استطاعت أيضاً عقد اجتماع آخر في إسطنبول ضمّ وفدين من البلدين. وأشار الوزير التركي إلى دور بلاده في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى النجاح الذي حققته في التوصل إلى إبرام اتفاقية شحن الحبوب عبر الممر الآمن بالبحر الأسود، بالتعاون مع الأمم المتحدة، وحرصها على تنفيذ بنود «اتفاقية مونترو للمضائق البحرية» جميعها، التي تنظم عبور السفن من مضيقي البوسفور والدردنيل، وتسمح لتركيا بتقييد عبور السفن للدول المتحاربة في منطقة البحر الأسود.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أكد، الأسبوع الماضي، أنه «نتيجة لمفاوضاتنا مع الجانبين، الروسي والأوكراني، ضمنّا تمديد اتفاقية شحن الحبوب عبر الممر الآمن في البحر الأسود»، دون تحديد مدة معينة. وفي 19 مارس الماضي، تم تمديد الاتفاقية الموقعة في إسطنبول في 22 يوليو (تموز) الماضي، بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، لمدة 60 يوماً فقط، أي لنصف المدة؛ بسبب رفض روسيا تمديدها 120 يوماً، نظراً لعدم تنفيذ الشق الخاص بخروج الحبوب والمنتجات الزراعية والأسمدة من موانئها أسوة بالحبوب الأوكرانية.
وبحث إردوغان، في اتصال هاتفي السبت، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تطورات الحرب الروسية - الأوكرانية وتداعياتها على اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود. وبحسب الرئاسة التركية، أكد إردوغان خلال الاتصال الأهمية التي توليها بلاده لاستمرار اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود، واستعدادها للمشاركة في مجموعة العمل المزمع تشكيلها في حال التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة تشغيل خط أنابيب ينقل الأمونيا من روسيا إلى ميناء أوكراني على البحر الأسود. وسمحت الاتفاقية بشحن نحو 27 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود إلى الدول المحتاجة.
وتشترط روسيا، من أجل الاستمرار في تمديد الاتفاقية، السماح للبنك الزراعي الروسي بالعودة إلى نظام «سويفت» للدفع، والسماح لها باستيراد الآلات الزراعية، وإزالة قيود التأمين، والسماح بوصول السفن والبضائع الروسية إلى الموانئ، وإلغاء حظر الأنشطة المالية لشركات الأسمدة الروسية، وإعادة تشغيل خط أنابيب نقل الأمونيا. وتؤيد تركيا المطلب الروسي وتطبيق الاتفاقية على الجانبين. وقال جاويش أوغلو، في مارس الماضي، إن تركيا تتفق مع روسيا في طلبها بشأن رفع العقبات أمام صادرات الأسمدة والحبوب، معتبراً أن هناك حاجة لمعالجة هذا الأمر حتى يتسنى تمديد الاتفاقية. وأضاف: «نولي أهمية لاستمرار الاتفاق… ليس فقط من أجل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية والأوكرانية، بل أيضاً لوقف أزمة الغذاء العالمية».
جاويش أوغلو: تركيا أمل السلام في الحرب الروسية ـ الأوكرانية
جاويش أوغلو: تركيا أمل السلام في الحرب الروسية ـ الأوكرانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة