أعلن كلّ من الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» تمديد أجل الهدنة الإنسانية في السودان لمدة 72 ساعة إضافية اعتباراً من منتصف هذه الليلة، وذلك بهدف فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين.
ولفت الجيش السوداني في بيان نشره على «فيسبوك» إلى أنه بناء على مساعي طلب الوساطة، «وافقت القوات المسلحة على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة، على أن تبدأ اعتباراً من انتهاء مدة الهدنة الحالية».
وأضاف أن قوات الجيش «رصدت نوايا المتمردين بمحاولة الهجوم على بعض المواقع، إلا أننا نأمل أن يلتزم المتمردون بمتطلبات تنفيذ الهدنة، مع جاهزيتنا التامة للتعامل مع أي خروقات».
من جهتها، أعلنت قوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حميدتي»، موافقتها على تمديد الهدنة الإنسانية «استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية»، وبهدف «فتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة».
وأضافت في بيان نشرته على «فيسبوك» أنها «تجدد الالتزام الصارم بالهدنة الإنسانية المعلنة والوقف الكامل لإطلاق النار، رغم الخروقات المستمرة من القوات الانقلابية وكتائب الظل وفلول النظام البائد المتطرفة التي ظلت تهاجم مواقعنا ومعسكراتنا»، وفق تعبيرها.
وكانت الاشتباكات تجددت بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم مع دخول اتفاق الهدنة يومه الثاني، وسط تبادل الاتهامات بخرقه، وأثناء ذلك أعلنت بعثة الأمم المتحدة أن الجيش والدعم السريع سميا قيادات عسكرية للمفاوضات المزمع انطلاقها.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش والدعم السريع في ضاحية الحلفاية شمال مدينة بحري. وأضافت المصادر ذاتها: «نسمع دوي الأسلحة الثقيلة حول الجسر الذي يربط المنطقة بمدينة أم درمان». وأبلغ شهود عيان الصحيفة بتجدد المواجهات بالرصاص في أحياء شرق الخرطوم (بري وامتداد ناصر) بالقرب من المقر الرئيسي لقيادة الجيش، الذي يزعم الطرفان السيطرة عليه.
وفي موازاة ذلك، أعلنت السلطات نشر قوات كبيرة من الشرطة ووحدة الاحتياطي المركزي في أحياء الخرطوم لحماية المواطنين وممتلكاتهم، وهي المرة الأولى لدخول الشرطة أرض الميدان منذ اندلاع الحرب قبل أسبوعين.
ومع دخول النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» أسبوعه الثالث، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس، أن الطرفين المتحاربين منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات، وأقرا بأن الصراع الذي اندلع في 15 أبريل (نيسان) «لا يمكن أن يستمر».
وقال بيرتس لوكالة «رويترز» إن الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية وإما في جوبا عاصمة جنوب السودان، لكنه تساءل عما إذا كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين «للجلوس معاً فعلياً»، موضحاً أنه لم يُحدد جدول زمني لإجراء محادثات.
غير أن مراقبين قالوا إن احتمالات إجراء مفاوضات بين زعيمي الطرفين بدت واهية في الأيام الماضية، بعد أن أعلن قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان أنه لن يجلس أبداً مع قائد «الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي»، فيما قال الأخير إنه لن يجري محادثات إلا بعد أن يوقف الجيش القتال. ورغم ذلك نقلت وسائل إعلام محلية أن الجيش السوداني سمى اللواء أبو بكر فقيري، فيما العميد موسى سليمان سيكون ممثلاً لقوات «الدعم السريع».
طرفا الصراع في السودان يوافقان على تمديد الهدنة
طرفا الصراع في السودان يوافقان على تمديد الهدنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة